أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم السبت تنفيذ ضربات ناجحة على ثلاث منشآت نووية إيرانية لتدخل بذلك الولايات المتحدة على خط المشاركة العسكرية المباشرة في جهود القضاء على البرنامج النووي الإيراني.
وقال ترامب في منشور على منصة (تروث سوشيل) للتواصل الإجتماعي «نفذنا هجومنا الناجح للغاية على المواقع النووية الثلاثة في إيران وهي فوردو ونطنز وأصفهان. جميع الطائرات الآن خارج المجال الجوي الإيراني».
وأضاف أن الطائرات «ألقت حمولة كاملة من القنابل على الموقع الرئيسي فوردو. جميع الطائرات في طريقها إلى الوطن بسلام. تهانينا لمحاربينا الأمريكيين العظماء. لا يوجد جيش آخر في العالم يستطيع فعل هذا».
وختم ترامب منشوره بالقول «الآن هو وقت السلام» في إشارة إلى نهجه باستخدام القوة من أجل السلام.
وجاءت هذه الضربة بعد عدة أيام من الترقب حول تدخل الولايات المتحدة عسكريا في إيران بعد أن بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ ما يزيد على أسبوع هجمات جوية مستمرة على إيران وهو ما ردت عليه إيران بقصف الاحتلال الإسرائيلي بالصواريخ والمسيرات.
وذكرت شبكة فوكس نيوز أن أميركا استخدمت ست قنابل خارقة للتحصينات في الهجوم على موقع فوردو، وأنها استخدمت 30 صاروخاً من طراز توماهوك في الهجوم على مواقع نووية أخرى.
من جهة أخرى قال نتنياهو: الليلة الرئيس ترامب وأميركا تصرفا بكثير من القوة وقرار ترامب «الجريء» استهداف منشآت إيران النووية سيغير التاريخ
ومن جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة: نشعر بقلق بالغ بسبب استخدام أميركا القوة ضد إيران.
السلام أو المأساة
وفي تصريح لاحق للرئيس الأميركي قال: إن المنشآت النووية الايرانية الثلاث دمرت بشكل كامل وأن الجيشالأمريكي سيعقد مؤتمراً صحافياً اليوم في البنتاجون
وأضاف الرئيس ترامب قائلاً: لا يزال هناك الكثير من الأهداف.. إما أن يكون هناك سلام أو مأساة لإيران
وحذر ترامب في كلمة له طهران من الرد على هجمات الولايات المتحدة على المنشآت النووية، وقال إن إيران لديها خيار بين «السلام أو المأساة».
وقال إن إيران ستواجه المزيد من الضربات العسكرية ما لم تتوصل إلى السلام.
وقال ترامب في البيت الأبيض بعد الإعلان عن قصف المنشآت النووية الإيرانية في وقت سابق: «إذا لم يفعلوا ذلك، فإن الهجمات المستقبلية ستكون أكبر بكثير وأسهل بكثير».
وصور ترامب الضربة على أنها رد على مشكلة طال أمدها، حتى لو كان الهدف هو منع إيران من تطوير أسلحة نووية.
وقال ترامب: «لمدة 40 عاما وإيران تقول الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل». وأضاف «لقد كانوا يقتلون شعبنا، يفجرون أذرعهم، ويفجرون أرجلهم بقنابل مزروعة على جانب الطريق».
طهران: سنواصل أنشطتنا
من جهتها أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية وقوع هجمات أميركية على منشآت نووية إيرانية، مشيرةً إلى أن طهران ستواصل أنشطتها النووية رغم الهجمات الأميركية على منشآت رئيسية.
وأضافت الوكالة في بيان لها أنها لن تسمح بوقف تطوير «صناعتها الوطنية»، في إشارة واضحة إلى البرنامج النووي للبلاد.
كما قالت الوكالة إن الهجمات على مواقعها النووية تنتهك القانون الدولي، دون توضيح حجم الأضرار الناجمة عن الهجمات الأميركية التي أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب.
كما طمأنت وكالة إرنا الإيرانية بأنه لايوجد مواد تسبب الإشعاع في المواقع النووية المستهدفة.
وقالت المنظمة في بيان نشرته وسائل الإعلام الرسمية «تؤكد منظمة الطاقة الذرية الإيرانية للأمة الإيرانية العظيمة أنه رغم مؤامرات أعدائها الخبيثة... فإنها لن تسمح بتوقف مسار تطوير هذه الصناعة الوطنية (النووية) التي هي ثمرة دماء الشهداء النوويين».
لا خطر
ولاحقاً أكدت السلطات الإيرانية عدم وجود «أي خطر» على سكان مدينة قم في جنوب طهران عقب الهجوم الأميركي على منشأة فوردو النووية المبنية داخل جبل والقريبة من المدينة.
وقالت هيئة إدارة الأزمات في المحافظة في بيان نقلته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا)، إنه «لا يوجد أي خطر على سكان قم والمناطق المحيطة بها» حول منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم.
ومن جهتها قالت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السعودية على موقع «إكس» إنه لم يتم رصد أي آثار إشعاعية على بيئة المملكة ودول الخليج نتيجة الاستهدافات العسكرية الأمريكية لمرافق إيران النووية.
حماس تدين
دانت حركة حماس الفلسطينية الأحد قصف طائرات أميركية منشآت نووية إيرانية رئيسية، ووصفته بأنه «عدوان إجرامي».
وقالت حماس في بيان نشرته على تطبيق «تليغرام»، «ندين هذا العدوان الإجرامي ونعتبره نموذجا صارخا لسياسة فرض الهيمنة عبر منطق القوة وعدوانا يقوم على قانون الغاب يتناقض مع كل الأعراف والمواثيق الدولية»، منددة بهذا «التصعيد الخطير».
شرطة نيويورك تستعد
أعلنت شرطة نيويورك استعدادها لأي تداعيات محتملة بعد قصف الولايات المتحدة ثلاثة مواقع نووية في إيران مشيرة إلى أنها عززت إجراءاتها الأمنية في المدنية وهي في حالة تأهب.
وذكرت الشرطة في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد «نتابع تطورات الوضع في إيران وحرصاً منا على سلامتكم ننشر قوات إضافية في المواقع الدينية والثقافية والدبلوماسية في جميع أنحاء مدينة نيويورك وننسق مع شركائنا الفيدراليين وسنواصل رصد أي تأثير محتمل على مدينة نيويورك».
من جانبها أكدت حاكمة ولاية نيويورك الأمريكية كاثي هوكول أن أولويتها القصوى هي سلامة جميع سكان نيويورك وأفادت بأنها تلقت إحاطات استخباراتية وتتابع عن كثب تطورات الوضع في إيران بالتعاون مع الشركاء الفيدراليين والمحليين.
ولفتت هوكول في منشور مماثل على منصة «إكس» إلى عمل شرطة ولاية نيويورك على حماية المواقع المعرضة للخطر ومكافحة الهجمات الإلكترونية.
0 تعليق