تشهد الضفة الغربية تصعيدًا غير مسبوق في عمليات الهدم والتهجير، لا سيما في مخيمي طولكرم ونور شمس شمالي الضفة، وسط اتهامات متزايدة لإسرائيل باتباع سياسة "الهدم الممنهج" بهدف تفريغ المخيمات من سكانها، تحت ذرائع أمنية.
تحذيرات مبكرة وعمليات هدم بالجملة
بحسب تقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA)، فإن أكثر من 100 مبنى سكني تم هدمه في المخيمين خلال الأسابيع الماضية، مشيرًا إلى أن عمليات الهدم في مخيم نور شمس بدأت في مايو/أيار، بينما تسارعت وتيرتها في مخيم طولكرم بين 6 و18 يونيو/حزيران، حيث أُزيل ما يقرب من 85 منشأة.
وخلال الفترة من 20 إلى 22 يونيو فقط، تم هدم 22 مبنى تضم 56 وحدة سكنية، في ظل استمرار فرض الإغلاق الكامل على المخيمين ومنع دخول السكان أو الجهات الإنسانية، وفقًا للتقرير الأممي.
مصادرة المنازل وتحويلها لمراكز عسكرية
اتهم التقرير القوات الإسرائيلية بالاستيلاء على ممتلكات مدنية، وتحويلها إلى نقاط عسكرية مؤقتة ومواقع للاستجواب، حيث تم توثيق 243 حالة استيلاء على منازل فلسطينية، وتهجير ما يقرب من 1000 شخص في محافظتي جنين وطولكرم، بما في ذلك أسطح المدارس.
إخطارات جديدة بالهدم وتضييق الخناق
محافظ طولكرم، عبد الله كميل، أعلن عن إخطارات إسرائيلية بهدم 104 منازل إضافية في مخيم طولكرم، موضحًا أن الجيش الإسرائيلي منح مهلة 72 ساعة للاعتراض، مرفقة بمخططات تحدد مواقع المنازل المستهدفة.
ووصف كميل ما يجري بأنه عدوان ممنهج مستمر منذ أكثر من 150 يومًا على مخيم طولكرم، و142 يومًا على مخيم نور شمس، داعيًا المجتمع الدولي إلى تدخل عاجل لوقف هذا التصعيد.
نزوح قسري لـ 40 ألف فلسطيني
وفق معطيات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 40 ألف فلسطيني أُجبروا على مغادرة منازلهم منذ مطلع 2025، نتيجة العمليات العسكرية والحصار، وسط ظروف إنسانية صعبة ومعاناة متفاقمة في المخيمات.
منظمات حقوقية: ما يجري انتهاك جسيم
في سياق متصل، أكدت جمعية حقوق المواطن في إسرائيل أن الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات عسكرية يومية في مناطق سكنية مكتظة، تتخللها أعمال حفر، وتدمير للبنية التحتية، وقطع خدمات المياه والكهرباء، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات "تمثل خرقًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي"، وتحمل سمات التهجير القسري والعقاب الجماعي.
وقالت المحامية هيلا شارون من الجمعية، إن مخيمات اللاجئين "تحولت إلى مناطق عسكرية مغلقة تُمنع فيها أبسط حقوق الإنسان الأساسية"، مؤكدة أن العديد من السكان لم يعودوا إلى منازلهم منذ يناير/كانون الثاني.
الرئاسة الفلسطينية: هدف سياسي وراء الهدم
بدوره، شدد نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، على أن الهدم المتواصل في جنين وطولكرم هو محاولة إسرائيلية واضحة لإفشال أي جهود للتهدئة في غزة والضفة الغربية، محذرًا من استمرار عمليات القتل والتجويع كجزء من سياسة إرهاب منهجي.
للمزيد تابعخليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
0 تعليق