عاجل

بين تقدم روسيا وتراجع أميركا.. ملامح تحول استراتيجي - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

في لحظة فارقة من عمر الحرب الروسية الأوكرانية، يواصل الجيش الروسي تقدّمه بثبات على الجبهات الشرقية، بينما يشهد الدعم الأميركي لكييف تراجعا ملحوظا، يفتح الباب أمام تحولات استراتيجية عميقة.

اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب، كان كافيًا لتؤكد موسكو أنها لن تتراجع عن أهدافها، في وقت تتابع فيه أوروبا التطورات بقلق بالغ وتحاول سدّ فراغ أميركي متنامٍ

تقدّم روسي وتصعيد محسوب في دونباس

وزارة الدفاع الروسية أعلنت تحقيق تقدم جديد على الجبهة الشرقية، ما يعكس تصعيدا تدريجيا تقوده موسكو على مختلف الجبهات.

وفي الوقت ذاته، شدد الكرملين على أنه يراقب عن كثب تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا، ولا سيما الانسحاب الأميركي الجزئي من خطوط الإمداد العسكرية، والذي تمثّل مؤخرا بتعليق تسليم صواريخ "باتريوت".

ترامب يغيّر الأولويات: الصين أولاً وليس روسيا

أكد الكاتب والباحث السياسي الروسي يفغيني سيدروف خلال حديثه إلى "غرفة الأخبار" على سكاي نيوز عربية، أن روسيا متمسكة بمواقفها ولم تتأثر بالاتصال الهاتفي بين بوتين وترامب، بل على العكس، ترى في شعار "أميركا أولًا" الذي يرفعه ترامب تأكيدًا على أن الأولويات الأميركية تغيّرت.

وقال سيدروف: "الولايات المتحدة لم تعد ترى في روسيا تهديدا رئيسيا، بل تركّز استراتيجيتها على الصين كمنافس أول، وهذا يفسر تراجع الإمدادات العسكرية لأوكرانيا، في إطار إعادة ترتيب الموارد تحسبًا لأي مواجهة محتملة في المحيط الهادئ".

التخلي الأميركي يربك كييف ويقلق أوروبا

في المقابل، شددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على أن فك الارتباط الأميركي "رسالة واضحة لأوروبا" لتكثيف دعمها لأوكرانيا، إلا أن سيدروف يرى أن القدرات الأوروبية محدودة، لاسيما أن كثيرًا من الأسلحة الأوروبية تحتوي على مكونات أميركية، ما يجعل تعويض الفراغ الأميركي أمرا شبه مستحيل في الوقت الراهن.

يضيف سيدروف: "أوروبا لا تستطيع أن تحل مكان أميركا، لأن توقف الإمدادات الأميركية يعني بالضرورة تراجعًا كبيرًا في القدرة الدفاعية الأوكرانية، خاصة على صعيد الدفاعات الجوية".

تعليق المفاوضات ومأزق الطاولة الدبلوماسية

وفيما تبدو الخيارات العسكرية أكثر حسمًا في الميدان، تعثّرت المسارات الدبلوماسية مجددًا، إذ أشار سيدروف إلى أن الجولة الثالثة من المفاوضات بين موسكو وكييف، والتي كان من المفترض أن تبدأ الأسبوع الماضي، قد تم تعليقها بسبب رفض أوكرانيا العودة إلى طاولة التفاوض.

وأوضح أن الجولة كانت ستتناول تبادل الملاحظات حول مسودتين منفصلتين قدمهما الطرفان بشأن شروط وقف إطلاق النار، لكن الخلاف العميق بين الوثيقتين حال دون التقدّم.

الصواريخ تنفد والدفاعات تنهار

لفت سيدروف إلى أن نقص الإمدادات – وخاصة صواريخ "باتريوت" – يشكّل خطرًا مباشرًا على قدرات كييف الدفاعية، مشيرًا إلى أن الدفاع الجوي الأوكراني سيتأثر بشدة في حال استمرت واشنطن بتجميد تسليم الأسلحة.

وأضاف: "من دون هذه الصواريخ، لن تملك أوكرانيا الوسائل الكافية لصد الهجمات الروسية المكثفة على المنشآت الحيوية".

هجوم روسي واسع قيد التنفيذ؟

يعتقد سيدروف أن روسيا قد تكون بصدد تنفيذ هجوم واسع النطاق، بعد أن أكملت سلسلة من الهجمات المحدودة على جبهات متعددة.

يقول الباحث الروسي: "القوات الروسية تهيئ الأرضية لعملية حاسمة، وفي حال نجحت المرحلة الأولى من الهجوم، فقد نشهد قريبا نقطة تحوّل كبرى لصالح موسكو".

وتابع: "الصيف الحالي، وربما بدايات الخريف، سيكونان حاسمين لتحديد ملامح المرحلة القادمة من الصراع، وقد يكونان شهودًا على انهيار الدفاعات الأوكرانية بالكامل."

أكد سيدروف أن روسيا تسعى للوصول إلى السيطرة الكاملة على الحدود الإدارية لجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، معتبراً أن هذا الإنجاز سيُعلن عمليًا نهاية "العملية العسكرية الخاصة"، كما تسميها موسكو.

يشدد سيدروف: "لن تتراجع روسيا عن مطالبها الجوهرية، وعلى رأسها أن تتخلى أوكرانيا بشكل نهائي عن فكرة الانضمام لحلف شمال الأطلسي، لأن ذلك يُمثّل تهديدًا وجوديًا مباشرًا لموسكو".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق