أعلنت محافظة القدس الفلسطينية استشهاد 10 مواطنين فلسطينيين واعتقال 404 آخرين، وتنفيذ 186 عملية هدم وتجريف، بالإضافة إلى اقتحام أكثر من 33 ألف مستوطن للمسجد الأقصى، وذلك خلال النصف الأول من عام 2025.
جاء ذلك في تقرير شامل لوحدة العلاقات العامة والإعلام بمحافظة القدس اليوم /الاثنين/ - حسبما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) - لتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية بمدينة القدس وضواحيها خلال النصف الأول من عام 2025، والكشف عن حجم الجرائم المرتكبة بحق المواطنين المقدسيين والمقدسات والمؤسسات والممتلكات، حيث أشار التقرير إلى أن سلطات الاحتلال حولت المدينة إلى ساحة عدوان مفتوح وممنهج.
وأوضح التقرير أن محافظة القدس سجّلت 10 شهداء خلال 6 شهور، بينهم شبّان وفتيان ومسنّة، استُشهدوا برصاص قوات الاحتلال أو بفعل الملاحقة والاعتداءات الجسدية، إضافة إلى 3 شهداء من محافظات أخرى ارتقوا داخل المدينة، لافتا إلى أن سلطات الاحتلال ما تزال تحتجز جثامين 47 شهيدًا مقدسيًا في ثلاجات الاحتلال ومقابر الأرقام.
ووثق التقرير 143 اعتداءً نفذها مستوطنون، منها 26 اعتداءً جسديًا مباشرًا، أحدها أفضى إلى استشهاد مواطن، وجميعها جرت تحت حماية جيش الاحتلال، كما تم رصد 128 إصابة متفرقة نتيجة عمليات القمع والاقتحامات، من بينها إصابات خطيرة بالرصاص والضرب وقنابل الغاز.
وأشار التقرير إلى انتهاكات غير مسبوقة في المسجد الأقصى، حيث اقتحم 33 ألفا و634 مستوطنا باحات المسجد الأقصى المبارك خلال 6 أشهر، بالإضافة إلى 26 ألفا و12 زائرًا تحت غطاء "السياحة"، ورافقت هذه الاقتحامات طقوس تلمودية وممارسات تهويدية علنية.
وشهدت المدينة خلال ما يسمى "يوم توحيد القدس" و"مسيرة الأعلام" اعتداءات غير مسبوقة بحق المصلين والصحفيين وأصحاب المحلات التجارية، وفرضت سلطات الاحتلال قيودًا قاسية على دخول المسجد خلال يونيو، من ضمنها تحديد أعداد المصلين إلى 450 فقط، واستمرت هذه القيود حتى نهاية الشهر.
ولفت التقرير إلى سلسلة اعتداءات طالت كنيسة القيامة والمصلين المسيحيين، إلى جانب إغلاق أبواب الكنيسة لأكثر من 12 يومًا، ومنع الفلسطينيين المسيحيين من دخول القدس للعام الثاني على التوالي، بالإضافة إلى استهداف المؤسسات التعليمية والمناهج الدراسية الفلسطينية، حيث منعت سلطات الاحتلال توزيع المنهاج الفلسطيني في مدارس الأقصى، وأغلقت عدة مكتبات، واعتقلت المعلمين والطلبة، في محاولة لفرض المنهاج الإسرائيلي وطمس الهوية الوطنية الفلسطينية.
وصعّد الاحتلال من اعتداءاته على الصحفيين ووسائل الإعلام، حيث تم إبعاد صحفيين عن المسجد الأقصى خاصة خلال شهر رمضان المبارك، واعتقال آخرين، ومداهمة مكتبات في البلدة القديمة بحجة "التحريض"، ولم تتوقف الاعتداءات عند هذا الحد بل طالت أيضًا المؤسسات الإنسانية والدولية، وخاصة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، حيث اقتحمت قوات الاحتلال مقار الوكالة، وأغلقت مدارس تابعة لها، وأزالت شعاراتها.
0 تعليق