عاجل

هل لإيران علاقة بمخططات "الإخوان" التخريبية في الأردن؟ - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

تشهد الساحة السياسية والأمنية في الأردن تصعيدا غير مسبوق في التعامل مع جماعة الإخوان، في ظل كشف الأجهزة الأمنية عن خلية تخريبية مرتبطة بالتنظيم المحظور، ما دفع الحكومة إلى تفعيل قرار الحظر الصادر بحق الجماعة منذ عام 2020، وسط تحذيرات من ارتباطات خارجية، خصوصا مع إيران.

وبحسب ما أعلنه وزير الداخلية الأردني، فإن التحقيقات كشفت عن خلية مرتبطة بجماعة الإخوان المحظورة، عملت على تصنيع متفجرات وطائرات مسيرة وصواريخ، في سابقة تؤشر إلى تحول نوعي في أنشطة الجماعة داخل البلاد.

وأكد وزير الداخلية مازن الفراية أن الدولة قررت الانتقال من مرحلة "الاحتواء الناعم" إلى إجراءات قانونية حازمة، تشمل مصادرة مقرات وممتلكات الجماعة، وتفتيش حزب "جبهة العمل الإسلامي"، الذراع السياسي للإخوان، بحثا عن روابط تنظيمية مع الجماعة المنحلة.

البعد الإيراني: شكوك مؤكدة

ربط محللون سياسيون ومصادر أمنية أردنية ما تم كشفه بتطورات إقليمية تشمل الصراع بين إيران وإسرائيل.

وأكد الخبير في الشؤون الإقليمية الدكتور نبيل العتوم، أن جماعة الإخوان باتت أداة إيرانية تستخدم لتقويض الأمن الأردني، من خلال تكوين خلايا تعمل وفق نمط الحرس الثوري الإيراني.

وأشار إلى أن التدريب على تصنيع الصواريخ والمتفجرات، جرى في لبنان على يد كوادر مرتبطة بإيران وحماس، مضيفا أن "هذه الأجندات تتقاطع مع المخطط الإيراني لإعادة تشكيل موازين القوة في المنطقة، عبر أدوات محلية".

بين الحزب والجماعة.. خيط رفيع

الكاتب السياسي عادل محمود وصف التوقيت بأنه "محسوب بعناية"، محذرا من أن الأردن بات في صلب معركة جيوسياسية تُدار من الخارج، مشيرا إلى أن تفعيل الحظر يعكس تحولا في عقل الدولة الأردنية تجاه جماعة الإخوان، التي "فشلت في الفصل بين العمل الدعوي والسياسي والعسكري".

كما اعتبر محمود أن النهج الإخواني "المؤدلج" مثّل حالة تمرد على الدولة، وسط مؤشرات على أن بعض الأعضاء داخل "جبهة العمل الإسلامي" قد يكونون جزءا من المخطط التخريبي، ما قد يبرر قانونيا حل الحزب لاحقا.

دور إيران في الرؤية الأردنية

ورغم أن الحكومة الأردنية لم تذكر إيران بالاسم في بياناتها، إلا أن الضيوف في الحوار التلفزيوني مع قناة "سكاي نيوز عربية" شددوا على أن "الإصبع الإيراني" واضح من خلال نمط التصنيع ونقل الخبرات، متوقعين أن تمتد تداعيات الملف إلى العلاقات مع لبنان وسوريا والمخيمات الفلسطينية.

وأكد العتوم أن "إيران تستغل فوضى المنطقة لتثبيت نفوذها، من خلال وكلاء محليين ومنهم جماعة الإخوان"، داعيا إلى تعزيز التنسيق الأمني مع دمشق، باعتبار أن الحدود السورية لا تزال مصدر تهديد محتمل.

ما بعد الحظر.. اختبار للشارع

في ظل هذه التطورات، يبقى التساؤل مطروحا حول مستقبل الحياة السياسية في الأردن، وإمكانية أن تتحول بعض الحواضن الاجتماعية للإخوان إلى حالة من الاستقطاب أو الصدام.

وتعليقا على ذلك، قال محمود: "المطلوب الآن دعم الأحزاب المدنية وتعزيز ثقافة الدولة، لأن تجربة الإسلام السياسي أثبتت فشلها، والحل يكمن في تجديد الحياة الحزبية ببدائل وطنية تؤمن بالدولة لا الأيديولوجيا".

ويؤكد مراقبون أن قرار الحظر لم يكن معزولا عن السياق الإقليمي، بل جزء من إعادة ترتيب الداخل الأردني لمواجهة تحديات أمنية غير تقليدية، تمس بنية الدولة وتضعها في قلب الصراع الإقليمي بين طهران وحلفائها من جهة، والتحالفات العربية والدولية من جهة أخرى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق