الصينيون يعيدون النظر في عاداتهم الاستهلاكية - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

بكين - أ ف ب: يعيد متسوّقون صينيون في بكين النظر في عاداتهم الاستهلاكية، ويبدون استعداداً للاستغناء عن العلامات التجارية الأميركية إذا كان ذلك يقيهم تبعات الحرب التجارية المتصاعدة مع الولايات المتحدة.
ويخشى البعض ارتفاع أسعار منتجاتهم المفضّلة بعد دخول التعرفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيّز التنفيذ الأربعاء.
عند مدخل مركز تسوق في وسط بكين، يستمع أخصائي التدليك غاو شين البالغ 26 عاما، إلى الموسيقى على هاتفه الخاص من نوع آي-فون ويتساءل ما إذا من الأفضل أن يكون هاتفه التالي من علامة تجارية مختلفة.
وقال غاو "لطالما استخدمت (المنتجات الأميركية) في الماضي، بما في ذلك (الهاتف) الذي أستخدمه حالياً، ولكن إذا كانت هناك بالفعل موجة كبيرة من الزيادات في الأسعار، فقد أختار منتجات محلية".
من المتوقع أن يكون وقع التعرفات الجمركية المتبادلة بين بكين وواشنطن كبيراً على أسعار السلع في جميع أنحاء العالم مع تأثر سلاسل التوريد بارتفاع تكاليف المكوّنات أو المعدات.
لكن العلامات التجارية الأميركية البارزة على غرار "آبل"، وعلى الرغم من أنها تنتج هواتف في الصين، تثير قلق زبائنها إزاء احتمالات ارتفاع أسعارها من جراء الحرب التجارية.
على مقربة، يقول رجل يضع نظارات من إنتاج العلامة التجارية أوكلي إنه قد يعمد إلى شراء علامة تجارية غير أميركية إذا ما ارتفعت على نحو أكبر أسعار المنتجات المفضّلة لديه.
استوردت الصين من الولايات المتحدة في العام 2024 سلعاً بلغت قيمتها الإجمالية نحو 163 مليار دولار، بنسبة تبلغ 6.3% من مجمل واردات العملاق الآسيوي.
وبعد سلسلة تدابير متبادلة بين واشنطن وبكين، باتت تواجه الصين رسوما جمركية تراكمية بنسبة 104%، وهي النسبة الأعلى في الحرب التجارية التي أطلقها ترامب عالميا.
وردّت الصين بفرض تعرفات جمركية على السلع الأميركية بنسبة 84%.
وقالت المحامية يو يان البالغة 54 عاما أن الرسوم "تثير قلقا بالغا"، مشيرة إلى أن التطورات الأخيرة تعيد إلى الأذهان حقبة الكساد الكبير.
وقالت لوكالة فرانس برس إن "الاقتصاد قد ينزلق إلى كساد، وهو أمر لا أحد يريده".
ويشهد الاقتصاد الصيني بالفعل أزمة عقارية وتراجعا للاستهلاك وارتفاعا للدين العام.
وقال محلّلون في مركز نومورا الأسبوع الماضي إن التعرفات الجديدة قد تضر بهدف البلاد المتمثّل في تحقيق نمو بنحو خمسة بالمئة هذا العام.
في بكين، قال اخصائي التدليك غاو إنه يرى في التعرفات الجمركية التي تفرضها على نحو متبادل بكين وواشنطن "وسيلة للترهيب".
وإذ أعرب عن اعتقاده بأن التعرفات سيكون لها تأثير، اعتبر أنه "بالنسبة لمعظم الناس العاديين، لا أعتقد أن الأمر سيشكل مشكلة كبيرة، إلا للذين يمارسون التجارة الخارجية".
وقالت اخصائية التكنولوجيا صن فانشي البالغة 27 عاما إن مجرّد الاطلاع على التدابير الانتقامية المتبادلة أصابها بالتوتر.
وتابعت "أخشى أن تؤدي (التعرفات) إلى اشتعال حرب حقيقية"، وأضافت "سيكون ذلك سيئاً للجميع".
لكنها لفتت إلى أنها وبغض النظر عما قد يحدث، تؤيّد تماماً خطوات الصين قائلة "إذا أرادت البلاد منا أن نفعل شيئاً، فليكن".

أخبار ذات صلة

0 تعليق