تصاعد التوتر في محافظة صنعاء بعد أن قوبلت دعوات ميليشيا الحوثي لضباط الجيش بالانضمام إلى صفوفها أو المشاركة في عمليات التعبئة برفض واسع النطاق, هذا الرفض دفع الميليشيا إلى توجيه اتهامات بـ"الخيانة" للضباط الممتنعين، في خطوة تعكس الضغوط المتزايدة التي تمارسها الجماعة لتجنيد مقاتلين جدد في ظل خسائرها المتلاحقة.
وكشفت مصادر محلية أن الحوثيين بدأوا في استدعاء الضباط من مختلف مديريات صنعاء لحضور اجتماعات منظمة على مستوى القرى، يشرف عليها قيادات ميدانية بهدف حصر أسمائهم وتجنيدهم.
وتهدف هذه التحركات إلى تعويض النقص الحاد في صفوف المقاتلين، خاصة بعد الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة التي أدت إلى مقتل المئات من عناصر الميليشيا خلال الشهر الماضي.
وأوضحت المصادر أن الخطة الحوثية تتضمن نقل الضباط القادرين إلى معسكرات تدريب، بينما يُطلب من كبار السن منهم القيام بدور في عمليات التحشيد والتجنيد. إلا أن هذه الدعوات قوبلت باستياء ورفض شديد من قبل الضباط، الذين أعربوا عن غضبهم من محاولات استغلالهم في معارك يعتبرونها تخدم أجندة طائفية بحتة.
وأشار الضباط إلى أن ميليشيا الحوثي تجاهلتهم تمامًا خلال السنوات العشر الماضية، وعمدت إلى تهميشهم واستبدالهم بعناصر موالية لها.
وأكدوا أن لجوء الجماعة إليهم في الوقت الحالي، الذي يتزامن مع تكبدها خسائر فادحة، يكشف عن نهج انتهازي وغير مقبول.
وتُعد تهمة "الخيانة" أداة ترهيب تستخدمها الميليشيا لإجبار المعارضين على الانصياع لأوامرها والانخراط في عملياتها القتالية.