انتقدت صحيفة "لوموند" الفرنسية الحصار الإسرائيلي المفروض على المساعدات الإنسانية لقطاع غزة؛ مشيرة إلى أن سلاح الجوع والإمدادات الطبية الضرورية يسيء إلى سمعة الدولة العبرية.

وقالت الصحيفة الفرنسية فى افتتاحيتها اليوم: إننا مضطرون إلى التذكير بهذه الحقيقة الواضحة اليوم فيما يتصل بالفلسطينيين في غزة، ودليل على انحدار أخلاقي مذهل ولكن لا يوجد نقص في أجراس الإنذار التي يطلقها خبراء الأزمات، على الرغم من أن إسرائيل تفرض حصارا آخر على غزة ، وهو حصار المعلومات، وهو أمر لا يليق بالديمقراطية".

وأضافت أن هذا التراجع يتعلق بالدولة العبرية فى المقام الأول .. فباسم تحقيق توازى القوى مع حماس ، تعمل السلطات الإسرائيلية على جعل هذا الحصار ـ الذى تمنعه بشكل بشكل واضح اتفاقات جنيف ـ أداة مثل أى أداة أخرى، خاصة أنه يأتي في أعقاب القصف المميت والمدمر منذ استئناف إسرائيل للقتال من جانب واحد، والذي يتم تبريره دائما بنسب يتم تقديمها بسخرية على أنها "مقبولة" بين الضحايا المدنيين والأهداف العسكرية.

واستطردت الصحيفة قائلة إن الدولة العبرية يمكن ان تعول على المساندة العمياء للإدارة الأمريكية كما تستطيع أن تعتمد على ارتباك أولئك الذين يبدو أنهم غير قادرين على إدراك أن التعلق بإسرائيل قد يكون مصحوبا بأدنى قدر من الانتقاد عندما يصل الأمر إلى حد غير مقبول.

وأردفت: إن هذا الشكل من البربرية الذي يشكل الاختيار المتعمد لحرمان شعب يزيد عدده على مليوني شخص من الضروريات الأساسية هو كشف رهيب عن انحراف حكومة بنيامين نتنياهو، التي تحولت إلى تطرف الأحزاب التي يتمثل برنامجها في إسرائيل الكبرى، والتي تشكل الحرب في غزة حلقة وصل لها.

وقالت صحيفة "لوموند" : رغم أن فرنسا أظهرت بصيرة واضحة أمام محكمة العدل الدولية، التي تلجأ إليها نحو أربعين دولة ومنظمة دولية منذ يوم الإثنين 28 أبريل الماضي، من خلال تذكير إسرائيل بواجباتها باعتبارها "قوة احتلال"، والمطالبة بإنهاء هذا الحصار على الفور، فإن صوتها للأسف لا يزال معزولا للغاية، وخاصة في أوروبا، حيث بدأ الناس يتساءلون عما إذا كان الاتحاد الأوروبي لا يزال لديه شخص مسؤول عن الشؤون الخارجية.. والصمت يصم الآذان بنفس القدر في الدول العربية.

وأضافت : إن مقاومة هذا العدوان تتطلب الشجاعة للقول بصوت عال وواضح أن إسرائيل تتجه نحو حرب تفقد فيها روحها، وأنها يجب أن تدعى إلى النظام، وأن الوسائل المتاحة لوقفها يجب أن تنفذ، خاصة إذا استمرت في الصم عن أوامر العدالة الدولية.

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن التسلسل المفتوح لهجوم حماس سلط بشكل متناقض الضوء على التفوق العسكري للدولة العبرية، ولكن كما يظهر ما يحدث في غزة، فإن هذه الأخيرة تبدو عاجزة عن استخدام هذا التفوق بطريقة تساهم في استقرار المنطقة التي تُركت لفترة طويلة تحت رحمة العنف.