في اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية .. مملكة البحرين نموذج مُلهِم في الانفتاح والتعايش - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

برامج ومبادرات تميزت بها مملكة البحرين محليًا وعالميًا

دور دبلوماسي نشط للبحرين في المنطقة يقوم على الحوار والتعاون الإقليمي

التنوع الثقافي حجر الأساس لاستمرار الحياة وتحقيق التنمية

البحرين نموذج يُحتذى به في احترام التنوع وبناء جسور الحوار

التعايش في البحرين.. وئام ممتد إلى حضاراتها القديمة

خاص -(بنا)

 

المنامة في 20 مايو/ بنا / بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، الذي يصادف الاحتفاء به سنويًا في 21 من شهر مايو، أكد خبراء ومختصون أن مملكة البحرين تُعد نموذجًا فريدًا في الانفتاح الثقافي وروح التسامح الديني والتعايش المجتمعي، مشيرين إلى أن المملكة تمكنت عبر تاريخها من تبني مكانة مرموقة كواحة للتنوع والتعايش، مما يعكس رؤية حضارية ترتكز على احترام الإنسان وحقوقه.

 

وأوضحوا في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا) أن اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية يُعد مناسبة لتعزيز المفهوم الشامل للثقافة والحوار والتفاهم، إذ تشارك مملكة البحرين دول العالم في الاحتفاء بهذا اليوم انطلاقًا من نهجها الذي يحرص عليه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وبدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، لإعلاء قيم التسامح والتعايش والتواصل والانفتاح على جميع دول وثقافات العالم.

 

في هذا الجانب، أكد فضيلة الشيخ مجيد محسن العصفور، عضو مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح، أن مملكة البحرين نجحت في أن تكون مثالًا يُحتذى به في الانفتاح على الثقافات المتعددة والمتنوعة، سواء القديمة منها أو المستحدثة. وأوضح أن هذا الانفتاح يمكن تلمّسه بوضوح في البرامج والأنشطة المتنوعة التي تعكس حيوية المجتمع البحريني، حيث لا توجد قيود على أي مجموعة لممارسة نشاط ثقافي يعكس هويتها، طالما أنه لا يمس الآخرين.

 

وأشار الشيخ العصفور إلى أن إعلان مملكة البحرين يعكس رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، في دعم التنوع الثقافي والديني والحضاري، معتبرًا أن التنمية في مجتمع متنوع الثقافات والديانات والأعراق تبدأ من الانفتاح والتعايش والتسامح، مؤكدًا أن مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح يُجسّد هذه القيم الإنسانية السامية، وهي بالأساس مستمدة من تعاليم الدين الإسلامي، الذي يدعو الناس إلى التعارف والتعاون لصناعة حضارة وتنمية مستدامة.

 

من جانبه، أكد الباحث الدكتور منصور محمد سرحان أن مملكة البحرين تمتلك تاريخًا عريقًا في مجال التنوع الثقافي، حيث تمتد جذوره إلى حقبة الحضارات القديمة التي مرت بها البلاد، ومن بينها حضارة دلمون الشهيرة. وأوضح أن العلاقات بين حضارة دلمون والحضارات القديمة، مثل حضارة وادي الرافدين في العراق، وحضارة وادي السند الممتدة في أراضي باكستان والهند، تمثل نموذجًا حيًا لانفتاح البحرين على ثقافات العالم القديم.

 

وأشار الدكتور سرحان إلى أن التاريخ يعيد نفسه، حيث أصبحت البحرين اليوم منارة علم وثقافة، وذلك بفضل السياسة الحكيمة التي انتهجها جلالة الملك المعظم، مما أدى إلى ازدهار ظاهرة الكتابة والتأليف وإصدار الصحف والمجلات على اختلافها. ونتيجة لذلك، أصبح المواطن البحريني مشبعًا بقيم التسامح وقبول الآخر بصدر رحب، ما يعزز دوره في بناء مجتمع متنوع ومزدهر.

 

من جهته، شدد القس هاني عزيز على أهمية التنوع، باعتباره حجر الأساس للحياة واستمراريتها، حيث يلعب دورًا رئيسيًا في تحقيق التوازن في الطبيعة والبيئة. وأوضح أن التنوع في المجتمع يُعد مصدر قوة وإثراء للبشرية، فهو يُعزز الابتكار والإبداع، ويدفع عجلة التقدم نحو مستقبل أكثر إشراقًا.

 

وأشار القس عزيز إلى أن قيم التنوع تُساهم في تحقيق العيش الكريم القائم على مبادئ احترام الآخر والاعتدال والحداثة، مؤكدًا أن بناء المجتمع مسؤولية جماعية تستدعي العمل المشترك لتعزيز قيم الحب والخير والسلام والأمان، إلى جانب التشجيع على التسامح والتواضع والتعاطف، بما يضمن الكرامة للجميع.

 

وأوضح القس هاني ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية ضمن إطار التنوع الفكري والثقافي والديني، حيث يجب أن يسود السلام، ويظل التنوع عنصرًا جامعًا لا مفرِّقًا. واختتم حديثه بالتذكير بأن الجميع إخوة في الإنسانية، وأن التنوع ليس مجرد واقع، بل هو ضرورة لاستمرار الحياة وتقدُّم المجتمعات، داعيًا إلى تعزيزه في جميع مجالات الحياة، لا سيما الفكر والثقافة والدين، لضمان بناء مجتمع قوي ومزدهر.

 

فيما أكدت الدكتورة هنادي عيسى الجودر، الكاتبة والخبيرة القانونية، على العمق التاريخي لمملكة البحرين منذ نشأتها، حيث كان البُعد الإنساني قدرًا لها، كونها ملتقى للحضارات بحكم موقعها الاستراتيجي. وأوضحت أن تلاقي الحضارات وتلاقحها ترك إرثًا ثقافيًا يرتكز على مبادئ التعايش الإنساني والتسامح الديني، والذي يُعد من الركائز المهمة لتعزيز قيم الإنسانية وصون حقوق الإنسان.

 

وأوضحت الجودر أن مملكة البحرين، في ظل المسيرة التنموية الشاملة لجلالة الملك المعظم، قطعت شوطًا كبيرًا في الانفتاح على ثقافات العالم وقبولها وتقبُّل الاختلاف، بل وتمكنت ببراعة من استثمار إرثها الثقافي والحضاري لتعزيز المساعي الدولية نحو تحقيق عالم يسوده السلام، وتحكمه العلاقات الدبلوماسية الودية التي تنهي الخلافات. وأشارت إلى أن البحرين، انطلاقًا من نصوص دستورها، تُعد دولة سلام تحافظ على علاقاتها مع محيطها الإقليمي والدولي، كما أنها من الدول ذات الإسهامات والمساعي الدولية في تحقيق السلام.

 

واستذكرت دعوة جلالة الملك المعظم، أيده الله، لعقد مؤتمر دولي للسلام، والذي يعكس توجهات البحرين ودورها الحقيقي في تحقيق السلام، إلى جانب تبنّيها أهداف التنمية المستدامة، حيث وضعت خططًا زمنية لتنفيذها من خلال إنشاء جهاز إداري متخصص، ممثلًا في وزارة التنمية المستدامة.

 

إلى ذلك، أكدت الدكتورة معصومة المطاوعة، أمين عام مركز عبد الرحمن كانو الثقافي، أن مملكة البحرين قدمت نموذجًا رائدًا وملهمًا في تعزيز الحوار الثقافي والسلام الدولي، مما جعلها محط أنظار العالم، وأوضحت أن المملكة استثمرت التنوع الثقافي كأداة لبناء جسور الفهم والتواصل بين الشعوب وتحقيق السلام العالمي، في ظل رؤية جلالة الملك المعظم.

 

وأشارت د. المطاوعة إلى العديد من المبادرات التي تعزز مبدأ السلام والانفتاح الثقافي، ومن أبرزها مهرجان البحرين الدولي، الذي يجمع فنونًا وثقافات متنوعة من مختلف أنحاء العالم، وكذلك افتتاح جناح البحرين في إكسبو 2025 في اليابان، لإبراز الوجه الحضاري للمملكة عالميًا، إضافةً إلى مؤتمر الحوار الإسلامي لتكريس مبدأ الحوار بين الأديان، وبرامج التنمية المستدامة مثل رؤية البحرين 2030.

 

وقالت: "إن البحرين نجحت في تعزيز الاستثمار في التنوع الثقافي كمصدر قوة لحفظ السلام والتواصل الإنساني، من خلال تنظيم المنتديات والفعاليات الثقافية، إضافةً إلى إدراج العناصر الثقافية في الحياة اليومية، مثل الموسيقى والفنون والمأكولات، مما يعزز التواصل بين الشعوب".

 

من جانبها، أوضحت الدكتورة رانيا عبد المجيد باقر، الأكاديمية المتخصصة في الإعلام والدراسات الثقافية بجامعة البحرين، أن البحرين تمثل تجربة رائدة في الانفتاح الثقافي، نابعة من تاريخها العريق في التعدد والتسامح، ومن نهجٍ وطني راسخ يقوم على قبول الآخر وبناء جسور الحوار.

 

وأشارت د. رانيا إلى أن ما يميز البحرين هو إدراكها المبكر للعلاقة العضوية بين الثقافة والتنمية، وإيمانها بأن السلام لا يتحقق إلا حين يشعر كل فرد بأن هويته محترمة ومكانه محفوظ. وأضافت أن استثمار البحرين في التنوع الثقافي لا يقتصر على البعد الرمزي، بل يمتد إلى السياسات التعليمية والتشريعية والدبلوماسية، حيث تُبنى الشراكات على أسس الحوار والتفاهم، مما يعزز حضورها الدولي كفاعل ثقافي وإنساني قادر على مد جسور التواصل بين الشعوب.

 

من جهتها، أوضحت الدكتورة هدى المحمود، نائب رئيس جمعية مبادرات البحرين الأهلية، أن البحرين قدمت نموذجًا حيًا للتعايش الإنساني القائم على القيم المشتركة، مما يثبت أن الانفتاح الثقافي لا يتعارض مع الحفاظ على الهوية الوطنية، بل يعززها ويمنحها قوة في عالم تتزايد فيه النزاعات القائمة على الاختلاف.

 

فيما وصف المحامي إسلام غنيم البحرين بالنموذج الملهم في الانفتاح الثقافي والتسامح الديني، حيث تحتضن المملكة تنوعًا دينيًا وثقافيًا واضحًا، وتوفر بيئة تحترم الحريات الدينية، مما جعلها واحدة من أكثر دول الخليج تسامحًا.

 

وأشار إلى أن البحرين تلعب دورًا دبلوماسيًا نشطًا في المنطقة، قائمًا على الحوار والتعاون الإقليمي، كما انضمت إلى العديد من الاتفاقيات الدولية التي تعزز السلام والاستقرار. وأضاف أن المملكة وضعت رؤية البحرين 2030 كخطة شاملة لتحقيق التنمية المستدامة عبر تنويع الاقتصاد وتطوير التعليم والصحة والبنية التحتية، إضافةً إلى تنظيم فعاليات ثقافية دولية مثل مهرجان البحرين الدولي للموسيقى ومهرجان ربيع الثقافة، مما يعزز التبادل الثقافي.

 

من: سماح علام

ن.ع, M.B

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق