قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن تحقيق الاستدامة لا يقتصر على السياسات والمشروعات، بل يتطلب وعيًا مجتمعيًا وثقافة عامة تتجذر في سلوك الأفراد والمجتمعات.

وأوضح في كلمته خلال اجتماع متابعة تنفيذ أهداف خطة التنمية المستدامة 2030 بمقر الجامعة، أن احتفال هذا العام يكتسب طابعًا خاصًا لتزامنه مع مرور 80 عامًا على تأسيس الجامعة التي أولت اهتمامًا بالغًا بقضايا التنمية، إدراكًا لأهمية الربط بين الحاضر والمستقبل وتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي، حماية البيئة، وتعزيز العدالة الاجتماعية.

وأشار إلى أن الجامعة العربية أطلقت خلال السنوات الماضية عددًا من المبادرات بالتعاون مع شركاء إقليميين ودوليين، بهدف ترسيخ مفهوم الاستدامة ودمجه في السياسات الوطنية والعمل العربي المشترك.

وأعرب عن تقديره لما حققته دول عربية عديدة من خطوات ملموسة في مجالات الطاقة المتجددة والمياه والتعليم والصحة وتمكين المرأة والشباب، مؤكداً أن التنمية المستدامة أصبحت ضرورة حتمية وليست خيارًا.

وفي جانب من كلمته، توقف أبو الغيط عند ما وصفه بالمأساة الإنسانية في غزة، قائلًا إن القلوب مثقلة بالحزن أمام مشهد الدمار الهائل وفقدان آلاف الأرواح، مشددًا على أن ما يحدث هناك يمثل وصمة عار على جبين الإنسانية، حيث غابت العدالة والسلام، وهما ركيزتان أساسيتان لأي مسار تنموي.

وأكد أن دعم الجامعة العربية للشعب الفلسطيني ثابت وقوي في كل المحافل، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لوقف العدوان ورفع الحصار وتمكين الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967.

وختم بالتأكيد على أن العالم العربي، رغم التحديات، يمتلك من الموارد والقدرات والإرادة ما يؤهله لتجاوز الأزمات، داعيًا إلى التمسك بأهداف التنمية المستدامة، وغرس الأمل في الأجيال الجديدة، واستثمار الطاقات الكامنة عبر تعاون عربي جاد يعزز من فرص النجاح في مواجهة التحديات المشتركة.