جدد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي دعوة المجلس الى تحرك دولي فاعل يعيد الأمل ويحقق السلام العادل والدائم في القضية الفلسطينية التي ستظل في وجدان دوله الأعضاء باعتبارها القضية العربية والإسلامية الأولى والمركزية.
جاء ذلك خلال اجتماع وزاري عقد بين مجلس التعاون ورابطة دول (آسيان) امس الاحد في العاصمة الماليزية كوالالمبور برئاسة مشتركة بين وزير الخارجية دولة الكويت رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري عبد الله اليحيا ووزير خارجية الفلبين انريكي منالو بحضور وزراء خارجية دول المجلس ودول رابطة (آسيان) ومشاركة الأمين العام للرابطة كاو كيم هورن.
كما جدد البديوي مواقف دول المجلس الثابتة تجاه فلسطين وحق شعبها في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ورفض جميع الإجراءات الاحادية.
وشدد على انه "في ظل التوترات الإقليمية والدولية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر وخليج عدن تبرز الحاجة إلى اتخاذ موقف حازم وموحد وإلى تعميق التعاون لضمان حرية الملاحة ومواجهة أي تهديد لأمن الممرات المائية الدولية الحيوية وكل ما يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي بما في ذلك استهداف السفن التجارية وتهديد خطوط الملاحة البحرية والتجارة الدولية والمنشآت النفطية وفقا لأحكام القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982".
وأوضح البديوي أن الاجتماع الوزاري بين مجلس التعاون ورابطة دول (آسيان) يعقد وسط أجواء مفعمة بالأمل والتطلعات نحو آفاق أرحب من التعاون والشراكة ويشكل خطوة تحضيرية رئيسية تمهد لعقد القمة المرتقبة بينهما والتي ستكون علامة فارقة في مسار العلاقات بين المجلس والرابطة.
وذكر أن "الاجتماع ينعقد في لحظة فارقة من تاريخ منطقتنا والعالم حيث تتقاطع فيها التحولات الإقليمية والدولية مع طموحات شعوبنا نحو مستقبل أكثر استقرارا وتزداد الحاجة إلى شراكات إقليمية أكثر تنسيقا واستجابة وتكاملا".
ورأى ان هذا اللقاء يمثل كذلك "فرصة مواتية لتبادل الرؤى وتقييم ما تحقق من منجزات واستشراف ما يمكن أن تسهم فيه قمتنا المقبلة من نقلة نوعية في التعاون بين مجلس التعاون ودول (آسيان) وإننا على يقين بأن هذه الشراكة بما تحمله من إمكانات هائلة قادرة على الإسهام في ترسيخ الأمن والتنمية والازدهار في منطقتينا على نحو يخدم مصالح شعوبنا ويعزز حضورنا المشترك على الساحة الدولية".
واوضح ان الاجتماع "جاء تحضيرا لحدث قمة القادة بين الجانبين ويأتي تجسيدا لالتزام جماعي بدفع مسار هذا التعاون إلى آفاق أرحب وأكثر تأثيرا بما يعكس المكانة المتنامية لتكتلاتنا في الاقتصاد الدولي والدبلوماسية المتعددة الأطراف والتنمية المستدامة". وبين البديوي أن الأمانة العامة لمجلس التعاون سعت منذ قمة الرياض بين دول المجلس و(آسيان) في أكتوبر 2023 إلى مواكبة ما أقره قادة الجانبين من أولويات استراتيجية حيث تم إنشاء فرق عمل متخصصة وتفعيل مسارات التعاون في مختلف المجالات وتنظيم عدد من الفعاليات المشتركة وفي مقدمتها (المنتدى الاقتصادي الاستثماري) في الرياض في مايو 2024 الذي شكل منصة نوعية لتقارب الرؤى بين الجانبين ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك الإرادة المشتركة في بناء شراكة اقتصادية استراتيجية.
واستعرض في هذا المجال التبادل التجاري السلعي لمجلس التعاون مع رابطة (آسيان) الذي بلغ نحو 122 مليار دولار في 2023 ما شكل نحو أكثر من 8 في المئة من إجمالي التبادل التجاري في السلع لمجلس التعاون.
وبشأن قيمة الصادرات والواردات السلعية كل على حدة أوضح أن قيمة صادرات مجلس التعاون إلى دول (آسيان) بلغت نحو 76 مليار دولار مقابل واردات بنحو 46 مليار دولار.
وأشار إلى أن نسبة الصادرات السلعية من مجلس التعاون إلى دول (آسيان) بلغت نحو 10 في المئة من إجمالي الصادرات السلعية للمجلس في عام 2023 في حين بلغت الواردات السلعية 7 في المئة من إجمالي الواردات الى دول المجلس.
من جهة اخرى أكد البديوي التزام الأمانة العامة الكامل بتسخير جميع إمكاناتها الفنية والتنظيمية لخدمة أهداف القمة المرتقبة والعمل مع الأمانة العامة لرابطة (آسيان) والجهات المختصة في دول المجلس "لتحقيق ما يطمح إليه قادتنا من شراكة فاعلة وواقعية في ضوء ما راكمته علاقاتنا من ثقة سياسية وتكامل اقتصادي وتواصل مؤسسي بناء فإننا نتطلع بتفاؤل كبير إلى المستقبل ونؤمن بأن اجتماع اليوم يشكل ركيزة لتكامل طويل الأمد قائم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والطموح لتعزيز السلام والتنمية في منطقتينا".
واختتم البديوي كلمته بتأكيد أهمية هذا الاجتماع في رمزيته وتوقيته إذ يمثل الجسر المؤسسي بين الرؤية والقرار وبين الأهداف والتطبيق معتبرا ان نجاحه هو نجاح للشراكة التي باتت تحظى بالاهتمام الدولي المتزايد وتقدم كنموذج مثالي لتعاون إقليمي رشيد ومتوازن. ورأى ان "نتائج الاجتماع ستكون لبنة أساسية تمهد لقمة تاريخية ناجحة ستكون منصة لتجديد الالتزام السياسي من أعلى المستويات وتجسد تطلعاتنا في بناء شراكة استراتيجية تعزز الأمن والتنمية الاقتصادية بين دولنا".
ويأتي ذلك في إطار التحضيرات للقمة المرتقبة بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والتي تعقد بعد أول قمة تاريخية في الرياض أكتوبر 2023 حيث تم الاتفاق على إطار تعاون 2024-2028 اضافة الى التزامن مع القمة الأولى بين المجلس و(آسيان) والصين.
للمزيد تابعخليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
0 تعليق