في تصريحات نارية أثارت جدلاً واسعًا، وجه الخبير العسكري اليمني محمد الكميم انتقادات حادة لزعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي، متهماً إياه بالتستر خلف الكهوف والظهور العلني فقط في خطابات موسمية لا تقدم حلولاً ولا تحمل أي بصيص أمل للشعب اليمني.
وقال الكميم في تصريحاته التي جاءت تعليقًا على ظهور عبدالملك الحوثي الأخير، إن زعيم الجماعة يُظهر نفسه كشخصية بعيدة عن الواقع، منعزلة عن معاناة الشعب الذي يفترض أنه يمثله.
وأكد أن ظهوره يأتي فقط في المناسبات السياسية أو الدينية التي تستغلها الجماعة لتعبئة الحشود، مشيرًا إلى أن تلك التجمعات ليست نابعة من قناعة شعبية، بل هي نتيجة القهر والإكراه.
"الحشود خرجت قهرًا وليس حبًا"
واتهم الكميم عبدالملك الحوثي بأنه "غير قادر على النزول إلى الشارع"، حيث أشار إلى أن الزعيم الحوثي لا يظهر بين الناس أو يزور الجبهات التي يرسل إليها الشباب للموت، معتبرًا أن ذلك يعكس غياب القيادة الحقيقية.
وأضاف بلهجة ساخرة: "عبدالملك الحوثي لا يعرف طوابير الجوع، ولا يشعر بما يعانيه المواطن البسيط. لكنه يفرض على الشعب أن يهتف باسمه كل جمعة، وكأن التمجيد يمكن أن يكون بديلًا عن الدواء، وكأن الهتاف يمكن أن يسد مكان الراتب!"
وفي وصفه للخطابات الموسمية التي يلقيها زعيم الحوثيين، قال الكميم إنها تأتي دائمًا طويلة ومملوءة بالشعارات الفارغة التي لا تلامس الواقع، ولا تحمل أي رؤية واضحة لإنهاء الأزمة المستمرة في البلاد.
وتابع: "خطاباته مليئة بالصراخ الثوري، لكنها تمر وسط وطن منهك، بلا كهرباء، ولا خدمات، ولا حلول حقيقية".
"من يجبر الناس على الطاعة لا يملك ولاءهم"
شدد الكميم على أن أي نظام يعتمد على الإكراه والقهر لفرض السيطرة لن يحقق ولاء الشعب، معتبرًا أن هذا النهج يعكس ضعفًا في الشرعية الشعبية للجماعة.
وقال: "من يجبر الناس على الطاعة لا يملك ولاءهم، ومن يحرمهم حقوقهم لا يستحق صوتهم". وأردف أن الشعب اليمني قد يصمت الآن بسبب الخوف، لكنه استدرك قائلًا: "لكنها لن تصمت للأبد".
واعتبر الكميم أن الشعب اليمني يعيش اليوم في حالة من الغضب المكتوم، نتيجة السياسات التي تتبعها جماعة الحوثيين، والتي أدت إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
وحذر من أن هذا الصمت قد يتحول يومًا ما إلى انفجار شعبي قد يطيح بكل من يحاول فرض سيطرته بالقوة.
رسالة تحذيرية للحوثيين
في ختام تصريحاته، وجه الكميم رسالة تحذيرية واضحة لجماعة الحوثيين، قائلاً: "أي نظام يعتمد على القمع والإكراه لا يمكن أن يستمر.
الشعب اليمني عاشقٌ للحرية، وقد يتحمل الظلم لفترة، لكنه لن يقبل أن يكون مجرد رقم في مشروع شخصي أو أيديولوجي".
واختتم الكميم بالتأكيد على أن الحل الوحيد للأزمة اليمنية هو إنهاء الحرب واستعادة الدولة الوطنية القائمة على العدالة والمساواة، مشددًا على أن الشعب اليمني يستحق حياة كريمة بعيدًا عن الاستغلال السياسي والأيديولوجي.
هذه التصريحات تأتي في وقت تتصاعد فيه الأزمات الإنسانية والاقتصادية في اليمن، حيث يواجه الملايين من السكان واقعًا مريرًا يتمثل في الفقر المدقع، انهيار الخدمات الأساسية، وغياب الأمن والاستقرار.
وفي ظل هذه الظروف، تبدو رسائل الكميم بمثابة صرخة مدوية تطالب بتغيير حقيقي يضع حدًا لمعاناة الشعب اليمني.
أخبار متعلقة :