الكويت الاخباري

ضربات جوية واسعة النطاق تستهدف الحوثيين: هل بدأت نهاية التهديد في البحر الأحمر؟ - الكويت الاخباري

في تصعيد عسكري هو الأعنف منذ بدء الحملة الأمريكية ضد الحوثيين، تحولت سماء العاصمة صنعاء وعدة محافظات يمنية إلى ساحة معركة نارية إثر سلسلة غارات جوية واسعة النطاق شنتها الطائرات الأمريكية.

الضربات التي وصفت بأنها "الأكثر شراسة"، استهدفت مواقع استراتيجية للمليشيات الحوثية، وأربكت الجماعة وأدت إلى حالة من الهلع بين صفوف السكان المدنيين.

ضربات دقيقة تستهدف معاقل الحوثيين

بحسب مصادر محلية، انطلقت الموجة الأولى من الغارات على شمال شرق صنعاء، حيث تعرضت مخازن أسلحة ضخمة في سفح جبل "نقم" لخمس غارات عنيفة متتالية. الموقع المستهدف يُعدّ أحد أبرز معاقل التسليح للحوثيين، ويشتبه في أنه يستخدم لتخزين صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة.

وبالتزامن، استهدفت غارتان منطقة فج عطان الاستراتيجية جنوب العاصمة، المعروفة بتضاريسها الوعرة واستخدامها كموقع لعمليات عسكرية حساسة. التحليق الكثيف للطائرات الحربية استمر لأكثر من ساعتين، ما زاد من حالة الذعر والهلع بين السكان، الذين اضطروا لمغادرة منازلهم والاحتماء في أماكن أكثر أمانًا.

توسع دائرة الاستهداف

لم تقف الغارات عند حدود صنعاء، بل امتدت إلى محافظات أخرى، حيث استهدفت الضربات مواقع حوثية في محافظة حجة غرب البلاد، والتي تعتبر مركزًا لتهريب الأسلحة الإيرانية عبر الحدود. كما طالت الغارات مديرية الزاهر في محافظة البيضاء وسط اليمن، ومواقع في مديرية الجوبة بمحافظة مأرب شرقًا. وفي الجوبة، أفادت المصادر عن تنفيذ ثلاث غارات دقيقة استهدفت مواقع لتجميع الطائرات المسيّرة.

على الساحل الغربي، كانت جزيرة كمران الواقعة في البحر الأحمر الهدف الرئيسي للضربات، حيث شهدت الجزيرة الاستراتيجية ثمان غارات مركزة استهدفت تحصينات ومنصات إطلاق صواريخ مضادة للسفن. ووصف خبراء هذه الضربات بأنها "قاصمة"، بالنظر إلى أهمية الجزيرة كقاعدة عسكرية محتملة للحوثيين قد تهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

ردود الفعل الحوثية: دعاية أم حقائق؟

على الجانب الآخر، سارعت وسائل الإعلام الحوثية إلى بث مزاعم حول "ضربات مدمرة" استهدفت الأسطول الأمريكي في المياه الدولية، مشيرة إلى أن نصف القطع البحرية الأمريكية قد تعطلت أو خرجت عن الخدمة. ومع ذلك، رفضت مصادر عسكرية مستقلة هذه الادعاءات، واعتبرتها مجرد "محاولة يائسة" من قبل الجماعة لصرف الأنظار عن الخسائر الكبيرة التي تكبدتها خلال الساعات الأخيرة.

أهداف الحملة العسكرية الأمريكية

تأتي هذه الضربات ضمن العملية العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة منذ منتصف مارس الماضي، والتي تهدف إلى تقويض قدرات الحوثيين العسكرية، ووقف تهديداتهم المستمرة للملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب. وتؤكد واشنطن أن هذه العمليات ليست موجهة ضد الشعب اليمني، بل تستهدف البنية التحتية العسكرية للحوثيين التي تستخدم لتهديد السفن التجارية والعسكرية.

الوضع الإنساني: مزيد من المعاناة

مع تصاعد وتيرة الغارات، يواجه المدنيون اليمنيون موجة جديدة من المعاناة. فالضربات الجوية، رغم دقتها، لا تزال تؤدي إلى نزوح الآلاف من منازلهم، بينما تفاقمت الأوضاع الإنسانية بسبب انقطاع الكهرباء والمياه في بعض المناطق المستهدفة. ودعت منظمات الإغاثة الدولية إلى توفير ممرات آمنة للسكان المدنيين، مؤكدة أن استمرار مثل هذه العمليات سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.

ماذا بعد؟

يبقى السؤال الأبرز الآن: هل ستؤدي هذه الضربات إلى تغيير حقيقي في موازين القوى على الأرض؟ أم أنها ستزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في اليمن؟ في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات، يبدو أن الحل العسكري لا يزال الخيار الأبرز على طاولة اللاعبين الأساسيين في الأزمة اليمنية.

ختامًا ، تشير التطورات الأخيرة إلى أن التصعيد العسكري قد يكون بداية مرحلة جديدة في النزاع اليمني، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيق أهدافها الأمنية والاستراتيجية، بينما تحاول المليشيات الحوثية الصمود أمام الضربات المتلاحقة.

وبينما تحتدم المعارك في السماء والأرض، يظل الشعب اليمني هو الضحية الكبرى لهذا الصراع المستمر.

أخبار متعلقة :