فشلت جماعة الحوثي في مساعيها الحثيثة لإجبار مشايخ القبائل في محافظة صنعاء على التبرؤ من أبنائهم المنخرطين في صفوف الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وذلك رغم الضغوط المتواصلة والمحاولات المتكررة التي مارستها خلال الأيام القليلة الماضية.
وكشفت مصادر قبلية لـ"المشهد اليمني" اليوم عن اجتماعات مكثفة عقدتها قيادات حوثية مع شيوخ العشائر بهدف تمرير وثيقة تلزمهم بالتنصل من المقاتلين الموالين للحكومة الشرعية، وخاصة أولئك الذين يقاتلون في إطار القوات المشتركة وحراس الجمهورية. إلا أن هذه المحاولات قوبلت برفض واسع وصريح من قبل غالبية المشايخ الذين أبدوا تمسكهم بأبنائهم ورفضهم الانصياع لمطالب الجماعة.
وأوضحت المصادر أن الحوثيين لجأوا إلى أساليب الترغيب المالي، حيث قاموا بتوزيع مبالغ كبيرة على بعض المشايخ في محاولة لاستمالتهم وكسب ولاءاتهم في إطار حملتهم للتجنيد والتحشيد، بالإضافة إلى الضغط عليهم للتبرؤ من أبنائهم الذين يواجهون الجماعة في مختلف الجبهات. بيد أن هذه المحاولات باءت بالفشل الذريع، وواجهت اعتذارات قاطعة من العديد من الشخصيات القبلية البارزة.
وعزت المصادر هذا الفشل إلى تزايد حالة الرفض الشعبي لسياسات الحوثيين، وتآكل حاضنتهم الاجتماعية نتيجة لتصاعد السخط العام بسبب ممارساتهم التي وصفوها بالعنصرية والسلالية، فضلًا عن التفريط بالسيادة الوطنية والارتهان للأجندة الإيرانية على حساب مصالح اليمنيين واقتصادهم ونسيجهم الاجتماعي.
وتأتي هذه التحركات اليائسة من قبل الحوثيين في ظل تصاعد وتيرة المواجهات العسكرية في مختلف الجبهات اليمنية، حيث يواجهون مقاومة شعبية متزايدة، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، مما يعكس حالة من الاستياء المتنامي تجاه سلطتهم.
أخبار متعلقة :