بكين - شينخوا: لا يبدو قطاع طريق بطول كيلومترين في مدينة سوتشيان بمقاطعة جيانغسو في شرق الصين مختلفاً، لكنه يفخر حالياً بإبداع إيكولوجي خفي يتمثل بتشييد جزء منه بمواد مصنوعة من نفايات بلاستيكية، حيث تم تعبيده بخلائط من الإسفلت تحتوي على 33.4 طن من المواد البلاستيكية المعاد تدويرها.
ومع هذه التكنولوجيا التي كشف عنها مركز "نكسسيل" للتميز والابتكار للتكنولوجيات غير المعدنية الممول من شركة "أرامكو" السعودية، يمكن للدائن الحرارية أن تحل مكان 20% من الإسفلت، وأن تحل اللدائن المتصلّدة حرارياً المعاد تدويرها محل 50% من الحشوات لتحقيق انخفاض بنسبة 18.6% في تكاليف المواد وانخفاض بنسبة 36% في انبعاثات الكربون.
قبل ثلاث سنوات، وسعياً منها لتعزيز استخدام المواد اللامعدنية في قطاعات متعددة، أنشأت "أرامكو" التي تعتبر أكبر شركة متكاملة للطاقة والكيماويات في العالم مركز "نكسسيل" مع أكاديمية مواد البناء الصينية في بكين، ليصبح ثالث مركز غير معدني للشركة في جميع أنحاء العالم بعد بريطانيا والولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، قال لي جيوان، مدير مركز "نكسسيل": إن المركز موّل 53 مشروعاً على مدى 3 سنوات وأنجز 22 عرضاً نموذجياً في جميع أنحاء العالم ليواظب على قيادة البحث والتطوير وتعزيز الترويج للتجارب الهندسية، وتشجيع النشر لجعل المواد اللامعدنية عموداً للبنية التحتية المستدامة.
ويظهر المركز التواجد المتزايد لشركة "أرامكو" في الصين، حيث بات عملاق الطاقة السعودي أحد المستثمرين الأجانب الرائدين في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، باستثمارات إجمالية في الصين تتجاوز 240 مليار يوان (حوالى 34 مليار دولار)، حيث تبلغ حصة "أرامكو" فيها أكثر من 90 مليار يوان. ولخدمة إستراتيجيتها لتحويل السوائل إلى مواد كيميائية، عملت "أرامكو" على بناء مصنع للبتروكيماويات في مقاطعة لياونينغ بشمال شرقي الصين، واشترت أسهماً من شركة "رونغشنغ" المحدودة للبتروكيماويات في مقاطعة تشجيانغ بشرق الصين. بدورها، تقوم الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك"، التي تملك "أرامكو" أغلبيتها، ببناء مرفق كيميائي رئيس في مقاطعة فوجيان بشرق الصين، فيما أسست شركة "بروسبيرتي 7" ذراع رأس المال الاستثماري لـ"أرامكو"، بتمويل شركات ناشئة صينية في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي وقطاعات أخرى خارج النفط والمواد الكيميائية.
وفي هذا الصدد، قال أمين حسن الناصر، الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة "أرامكو": "تحتل الصين مكانة مهمة في إستراتيجية أرامكو العالمية. وبصفتنا مستثمرين على المدى الطويل، نبقى متحمسين لفرص الصين الواسعة والمتزايدة"، مضيفاً: إن الصين باتت واحة لليقين في بيئة عالمية لا يمكن التنبؤ بها بشكل متزايد، معرباً عن أمل الشركة في توسيع استثماراتها في الصين.
وأعلنت "أرامكو"، أمس، توقيع اتفاقية تطوير مشترك مع "بي.واي.دي" الصينية الرائدة في تصنيع المركبات الكهربائية، من أجل "بحث الفرص المثلى للتعاون بشكل وثيق في تقنيات المركبات التي تعمل بمصادر الطاقة الجديدة".
وذكرت الشركة، في بيان، أن الاتفاقية التي وقعتها "أرامكو السعودية للتقنية"، وهي شركة تابعة ومملوكة بالكامل لـ"أرامكو"، تهدف إلى "تعزيز تطوير التقنيات المبتكرة التي تدعم الكفاءة والأداء البيئي بهدف تحقيق ابتكارات في مجال المركبات التي تعمل بمصادر الطاقة الجديدة".
وتأتي الخطوة بينما تكثف المملكة جهودها للتحول نحو مصادر الطاقة النظيفة في قطاع النقل.
كما جاءت بعد أن أطلقت شركة "تسلا" الأميركية المصنعة للسيارات الكهربائية عملياتها في المملكة خلال فعالية أقيمت في الرياض في 10 نيسان.
وتسعى "تسلا" إلى إنعاش مبيعاتها العالمية التي تراجعت 13% في الربع الأول من 2025، وسط احتدام المنافسة والجدل السياسي الدائر حول رئيسها التنفيذي إيلون ماسك.
وقال علي المشاري النائب الأعلى للرئيس للتنسيق والإشراف التقني في أرامكو: "تستكشف أرامكو السعودية عدداً من الطرق لتحسين كفاءة محركات الاحتراق الداخلي، بدءاً من الوقود المبتكر منخفض الكربون إلى مفاهيم أنظمة نقل الحركة المتقدمة".
ووضعت المملكة هدفاً طموحاً لزيادة نسبة استخدام السيارات الكهربائية من 1% إلى 30% خلال خمس سنوات.
ومع ذلك، تواجه تحديات في البنية التحتية؛ إذ إن عدد محطات شحن السيارات الكهربائية بلغ 101 محطة فقط في 2024.
وأعلنت شركة "تسلا" عن خطة لإطلاق مبيعات عبر الإنترنت ومتاجر مؤقتة ومحطات شحن فائق السرعة في المدن السعودية الرئيسية لدعم توسعها.
وتحتدم المنافسة بين "تسلا" و"بي.واي.دي"، وهما الأكبر في قطاع صناعة السيارات الكهربائية في العالم، للهيمنة على السوق العالمية. ويضغط النمو السريع للشركة الصينية ونماذجها منخفضة التكلفة على حصة منافستها الأميركية في أسواق رئيسة.
أخبار متعلقة :