في مشهد مأساوي يجسّد عمق الأزمة الصحية التي تعاني منها محافظة شبوة، توفي طفل حديث الولادة أثناء محاولة إسعافه من مدينة عتق إلى العاصمة المؤقتة عدن، في واقعة أثارت موجة من الغضب والحزن بين الأهالي، لا سيما أنها جاءت بعد أقل من 48 ساعة على مغادرة الدكتور مبخوت بن معروف، الطبيب الوحيد المتخصص في جراحة الأطفال وحديثي الولادة بالمحافظة، متجهًا إلى دولة الكويت.
وقال الناشط أبوذياب الخليفي، تعليقًا على الحادثة، إن "ما جرى يمثل خلاصة مريرة لواقع الإهمال والتقصير الذي يعاني منه قطاع الصحة في شبوة"، مضيفًا: "لقد رحل من ينفع الناس، وبقي من ينهبهم ويتفنن في التضييق عليهم". واعتبر الخليفي مغادرة الدكتور مبخوت خسارة فادحة لا تُقدّر بثمن، خصوصًا أنه كان يشغل تخصصًا نادرًا لا يتوفر في أي من مستشفيات المحافظة.
وأشار الخليفي إلى أن الدكتور مبخوت كان يقدم خدماته في مستشفى عتق للأمومة والطفولة بكل تفانٍ وإخلاص، وساهم في إنقاذ حياة عدد كبير من الأطفال وتخفيف معاناة الأسر التي كانت تضطر لنقل مرضاها إلى مستشفيات بعدن أو حضرموت بتكاليف باهظة وظروف شاقة. لكنه، وفقًا للخليفي، واجه حملة منظمة من التضييق و"التطفيش"، بلغت حد قطع مستحقاته المالية، ما اضطره في النهاية إلى مغادرة البلاد بحثًا عن بيئة تحترم علمه وتقدّر جهوده.
وأضاف الخليفي أن ما حدث للدكتور مبخوت ليس حالة فردية، بل يعكس ما تواجهه العديد من الكفاءات الشبوانية من تهميش وإقصاء، ما يدفعها إلى الهجرة واللجوء لدول الجوار التي تفتح لها أبواب العمل في مؤسساتها الطبية المتقدمة، في الوقت الذي تستمر فيه محافظة شبوة بفقدان أرواح أطفالها في طرقات البحث عن علاج مفقود.
وختم الخليفي منشوره بكلمات مؤثرة: "خبر مغادرة الدكتور مبخوت موجع، لكن الأشد وجعًا أن نخسر حياة طفل بسبب الإهمال والفساد. رافقتك السلامة أيها الطبيب الإنسان".
وتأتي هذه الحادثة لتسلّط الضوء مجددًا على الحاجة الملحة لإصلاح جذري في القطاع الصحي بمحافظة شبوة، ومحاسبة المتورطين في تهميش الكفاءات، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح بريئة تُزهق كل يوم بصمت.
أخبار متعلقة :