في تعبير عن حالة الإحباط المتزايدة إزاء الجهود الدولية المبذولة لإنهاء الأزمة اليمنية، وجّه الصحفي اليمني هزاع البيل انتقادات لاذعة إلى مساعي الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن، معتبرًا أن تلك الجهود "عبثية" ولا تعكس الواقع المرير الذي يعيشه الشعب اليمني.
ووصف البيل جماعة الحوثي بـ"الإرهابية"، مشدداً على أنها مصنفة على القوائم الأمريكية والدولية كمنظمة إرهابية.
وفي تصريحاته، قال البيل إن "الواقع يفضح عبث هذا المسعى"، مؤكداً أن الجماعة الحوثية "لا تحمل في أيديولوجيتها أي مفهوم حقيقي للسلام".
وأشار إلى أن سلوك الجماعة يعكس نهجًا قائمًا على التصعيد العسكري والممارسات القمعية ضد المدنيين، بدلاً من الانخراط في عملية سياسية بناءة تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات.
تناقض صارخ في نهج الأمم المتحدة
البيل أشار إلى ما وصفه بـ"التناقض الصارخ والانفصام الكبير في نهج المبعوث الأممي وأجندة الأمم المتحدة".
وأوضح أن المنظمة الدولية فشلت حتى الآن في التعامل مع ملفات حساسة مثل إطلاق سراح موظفيها المختطفين لدى الحوثيين، بما في ذلك موظفو مكتب المبعوث الأممي نفسه الذين اختُطفوا من منازلهم "فقط لأنهم يعملون مع الأمم المتحدة".
ويعد هذا الأمر، وفقاً للبيل، دليلاً واضحاً على عدم جدية الحوثيين في التعاون مع المجتمع الدولي، وعلى ضعف موقف الأمم المتحدة في التعامل مع هذه الانتهاكات.
وتساءل البيل: "كيف يمكن للأمم المتحدة أن تكون وسيطاً نزيهاً أو طرفاً فعالاً في تحقيق السلام بينما تفشل في الدفاع عن حقوق موظفيها وإطلاق سراحهم من قبضة مليشيات لا تعترف بالقوانين الدولية؟".
إخفاقات الأمم المتحدة خلال عقود
وفي سياق حديثه عن الدور الأممي، اعتبر البيل أن الأمم المتحدة لم تحقق لليمنيين خلال أكثر من عشرين عامًا "إلا المزيد من الانحدار والفشل".
وأشار إلى أن السياسات التي اتبعتها المنظمة الدولية في اليمن كانت عاجزة عن تقديم حلول مستدامة للأزمات المتتالية التي عاشتها البلاد، سواء قبل الحرب أو أثناءها.
وأضاف: "الأمم المتحدة ليست فقط غائبة عن المشهد الإنساني، بل أصبحت شريكاً غير مباشر في المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني"، معتبراً أن المنظمة الدولية تكتفي بإصدار البيانات والمبادرات دون أن يكون لها أي تأثير حقيقي على الأرض.
رسالة قوية للمبعوث الأممي
وختم البيل منشوره برسالة ساخرة للمبعوث الأممي، قائلاً: "فليبقَ المبعوث في مسقط يبحث عن سلامه مع محمد عبدالسلام، ولينعم معه بليالٍ بنفسجية في فنادق الرفاهية، أما اليمنيون فقد حسموا أمرهم: الخلاص قادم، ولا عودة إلى الوراء".
وتأتي هذه الكلمات لتعبر عن حالة الغضب الشعبي المتزايد تجاه ما يُنظر إليه على أنه انحياز دولي للحلول السلمية مع الحوثيين، على حساب حقوق الشعب اليمني وآماله في استعادة الدولة واستقرار البلاد.
الخلاصة
تصريحات هزاع البيل تعكس حالة من الاستياء العام تجاه الجهود الدولية المبذولة لإنهاء الأزمة اليمنية، حيث يتهم العديد من اليمنيين الأمم المتحدة والمبعوث الخاص بعدم الأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب اليمني، وتجاهلهم للمعاناة اليومية التي يعيشها المدنيون.
وفي ظل استمرار الحرب والانتهاكات، يبدو أن الثقة في العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة تتضاءل يوماً بعد يوم، مما يزيد من تعقيد المشهد اليمني ويضع المزيد من العقبات أمام تحقيق السلام المنشود.
يبدو أن الطريق نحو السلام في اليمن لا يزال طويلاً ومعقداً، وأن الحلول الحقيقية ستبقى رهناً بتغيير جذري في النهج الدولي والإقليمي، بالإضافة إلى إرادة الشعب اليمني الذي يصر على الخلاص من هذه الأزمة بأي ثمن.
أخبار متعلقة :