في تصريح لافت، أشار الخبير التقني فهمي الباحث إلى أن المؤسسة العامة للاتصالات وخدمات المشتركين تُعتبر العقبة الأبرز التي قد تواجه مشروع "ستارلينك" في اليمن. ويأتي هذا التصريح بعد مرور أكثر من عام على توقيع وزارة الاتصالات التابعة للحكومة الشرعية اتفاقًا مع شركة "ستارلينك"، حيث لا تزال الصورة ضبابية وغير واضحة بشأن مستقبل هذه الخدمة في البلاد.
وأضاف الباحث في تصريحه أن الأسابيع الأخيرة شهدت وقائع مقلقة تمثلت في توقف الخدمة بشكل مفاجئ، بالإضافة إلى إلغاء عدد من حسابات المستخدمين دون سابق إنذار أو تفسير واضح. وأشار إلى أن هذه الحالات طالت مناطق متفرقة مثل قعطبة والضالع، فضلاً عن مناطق أخرى في محافظات مختلفة، خاصة تلك القريبة من خطوط التماس بين الأطراف المتصارعة.
هل المشكلة مقتصرة على مناطق سيطرة الشرعية؟
طرح الباحث تساؤلًا محوريًا حول ما إذا كانت هذه الإجراءات موجهة فقط ضد مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، وإذا كان الجواب بنعم، فما هو السبب الذي دفع الجهات المعنية لإيقاف الخدمة عن بعض المستخدمين في هذه المناطق تحديدًا؟ أما إذا كان الأمر يتعلق بحدود زمنية أو جغرافية معينة – كما يُشاع أنه حدود العام 1990 – فقد طالب الباحث وزارة الاتصالات بتقديم توضيح رسمي بهذا الشأن.
غياب الشفافية وتجاهل الشكاوى
وأكد الباحث أن عدداً من المستخدمين المتضررين قدّموا شكاوى رسمية منذ أسابيع، لكنهم لم يتلقوا أي رد حتى الآن. وأشار إلى أن هذا التجاهل يزيد من غموض القضية ويفاقم مشاعر القلق لدى المستخدمين الذين باتوا يعتمدون بشكل كبير على خدمات "ستارلينك" في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.
الدور المحوري للمؤسسة العامة للاتصالات
وفي سياق متصل، أعاد الباحث التذكير بما كان قد ذكره سابقًا بأن المؤسسة العامة للاتصالات قد تكون أحد أكبر التحديات أمام تنفيذ المشروع. وأوضح أن هذه المؤسسة قد ترى في "ستارلينك" تهديدًا مباشرًا لسلطتها ولنظام الاتصالات التقليدي الذي تديره، مما قد يؤدي إلى تعقيدات إدارية وتقنية تحول دون تقديم الخدمة بشكل منتظم.
نداء للتوضيح
في ختام تصريحه، دعا الباحث وزارة الاتصالات والجهات المعنية إلى الكشف عن الأسباب الحقيقية وراء توقف الخدمة وإلغاء الحسابات، مشددًا على ضرورة التعامل بشفافية مع المواطنين وتوفير حلول عاجلة لهذه المشكلة. وأكد أن استمرار الغموض وعدم تقديم إجابات واضحة قد يؤدي إلى تصاعد التوتر بين المستخدمين والجهات المسؤولة.
مستقبل مبهم
مع استمرار تدهور البنية التحتية للاتصالات في اليمن، يمثل مشروع "ستارلينك" بصيص أمل لكثير من المواطنين الذين يبحثون عن خدمات إنترنت مستقرة وسريعة. ومع ذلك، فإن التحديات الإدارية والسياسية التي تواجه المشروع تضع علامات استفهام حول مدى إمكانية تحقيق هذا الهدف في المستقبل القريب.
يبقى السؤال مطروحًا: هل ستتمكن الجهات المعنية من تجاوز هذه العقبات وتقديم خدمة مستقرة للمواطنين، أم أن "ستارلينك" سيكون مجرد حلم بعيد المنال في ظل الظروف الحالية؟
أخبار متعلقة :