الكويت الاخباري

اكاديمي سعودي يشن هجوماً لاذعاً على الحوثيين: ”نشر التشيع المتطرف وهدم الجمهورية اليمنية” - الكويت الاخباري

في تصريحات مثيرة للجدل، وجه الأكاديمي السعودي البارز الدكتور نمر السحيمي انتقادات حادة لجماعة الحوثيين في اليمن، متهمًا إياهم بنشر التشيع المتطرف عبر ممارسات ممنهجة تهدف إلى تغيير الهوية الوطنية اليمنية.

وأوضح السحيمي، في منشور له على منصة إكس (تويتر سابقاً)، أن الحوثيين يرفعون شعارات ثورية ذات طابع خميني، إلى جانب تعليق صور مؤسس الثورة الإيرانية روح الله الخميني وأتباعه بشكل بارز في ميدان السبعين وسط العاصمة صنعاء.

وأشار السحيمي إلى أن هذه الممارسات ليست مجرد أفعال عابرة، بل تأتي ضمن استراتيجية ممنهجة لنشر أيديولوجيا "ولاية الفقيه" الإيرانية في اليمن، مما يشكل تهديداً خطيراً لهوية الشعب اليمني ولنسيجه الاجتماعي والثقافي.

وأضاف أن هذه السياسات تتم في ظل أوضاع إنسانية كارثية تعيشها المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث يعاني المواطنون من فقر مدقع وجوع متفاقم وبطالة مستشرية.

معاناة إنسانية غير مسبوقة

وصف الدكتور السحيمي الأوضاع الإنسانية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون بأنها "من أقسى ما مر على البشرية في القرن الحالي".

وأشار إلى أن العديد من اليمنيين فقدوا حياتهم جراء الجوع، حيث توفي بعضهم في الشوارع والأسواق بسبب عدم توفر الغذاء الضروري.

وأكد أن هذه المعاناة الإنسانية جاءت نتيجة سياسات الحوثيين الذين يستنزفون موارد البلاد ويوجهونها لخدمة أجندتهم الطائفية والسياسية بدلاً من تقديم الدعم للمواطنين.

وأضاف السحيمي أن الحوثيين لم يكتفوا بتدمير الاقتصاد اليمني، بل عملوا على هدم الجمهورية اليمنية التي تأسست في 26 سبتمبر 1962، والتي كانت تمثل نقطة تحول تاريخية في اليمن.

واتهم الجماعة باستبدال النظام الجمهوري بنظام "ولاية الفقيه" الإيراني، الذي يكرس الحكم الديني القائم على الطائفية والاستبداد.

غضب شعبي وانتظار اللحظة الحاسمة

شدد الدكتور السحيمي على أن اليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين يعيشون حالة من الغضب والتذمر، واصفاً إياهم بأنهم ينتظرون بفارغ الصبر "لحظة الانقضاض" على هذه السلالة التي استولت على السلطة بالقوة.

وأكد أن الشعب اليمني، رغم كل التحديات والصعوبات، لا يزال متمسكاً بهويته الوطنية وحلمه باستعادة دولته الجمهورية.

إدانة واسعة لممارسات الحوثيين

لم تقتصر انتقادات السحيمي على الجانب السياسي فقط، بل تطرق أيضاً إلى البعد الثقافي والاجتماعي، حيث أكد أن الحوثيين يعملون على تغيير المناهج التعليمية وفرض أفكار طائفية على الطلاب، مما يهدد مستقبل الأجيال القادمة.

كما أشار إلى أن الجماعة تستخدم الإعلام والثقافة كوسيلة لنشر أفكارها المتطرفة، وهو ما يزيد من حدة الانقسامات المجتمعية في البلاد.

وتأتي تصريحات السحيمي في وقت تتصاعد فيه الجهود الدولية لإنهاء الحرب في اليمن، حيث تسعى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى إيجاد حل سياسي شامل للأزمة المستمرة منذ سنوات.

ومع ذلك، يرى مراقبون أن استمرار الحوثيين في سياساتهم الطائفية والاستبدادية يعرقل أي جهود للتوصل إلى تسوية سلمية.

دعوة لتحرك عربي وإسلامي

في ختام منشوره، دعا الدكتور نمر السحيمي الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ موقف حازم ضد الحوثيين، مشدداً على ضرورة دعم الشعب اليمني في مواجهة هذه المخططات الطائفية.

واعتبر أن صمت العالم أمام ما يحدث في اليمن يمثل "خيانة" للقيم الإنسانية والأخلاقية، داعياً إلى زيادة الضغوط السياسية والاقتصادية على الحوثيين لإجبارهم على العودة إلى طاولة الحوار.

ردود فعل متباينة

على الرغم من أن تصريحات السحيمي لاقت ترحيباً من قبل العديد من الناشطين والسياسيين اليمنيين والسعوديين، إلا أنها أثارت جدلاً واسعاً بين منتقديه الذين اعتبروا أن تصريحاته قد تكون مسيسة وتخدم أجندات معينة.

ومع ذلك، فإن الواقع الميداني في اليمن يشير إلى أن الأوضاع الإنسانية والسياسية تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، مما يجعل البحث عن حلول عاجلة أمراً ضرورياً أكثر من أي وقت مضى.

ختاماً، تظل الأزمة اليمنية واحدة من أكثر الأزمات تعقيداً في المنطقة، حيث تتشابك فيها عوامل سياسية واقتصادية وطائفية، مما يتطلب جهوداً دولية ومحلية جادة لإنهاء معاناة الشعب اليمني واستعادة الأمن والاستقرار في البلاد.

أخبار متعلقة :