الكويت الاخباري

كاتب يحذر من الرهان على واشنطن لتحرير اليمن ويدعو إلى استغلال لحظات ضعف الحوثيين - الكويت الاخباري

في تصريح لافت، حذر الكاتب والباحث السياسي همدان العليي من مغبة الرهان على الولايات المتحدة الأمريكية كشريك استراتيجي في تحرير اليمن، مشددًا على أن واشنطن لا تسعى إلا لتحقيق مصالحها الخاصة التي تتمحور حول الحفاظ على نفوذها الجيوسياسي في المنطقة.

وأشار العليي إلى أن السياسة الأمريكية تجاه اليمن تعتمد على استراتيجية "التحكم بالتوازنات"، حيث تعمل على إبقاء جماعة الحوثي ضمن حدود ووضعية معينة تضمن تحقيق أهدافها الاستراتيجية، بما في ذلك تأمين مصالحها الاقتصادية والعسكرية.

وفي سياق حديثه، أكد العليي أن الاعتماد على الدعم الأمريكي لتحقيق تطلعات الشعب اليمني في التحرر والاستقلال يعد "رهانًا خاسرًا"، داعيًا اليمنيين إلى التوقف عن انتظار الحلول الخارجية والعمل على استغلال لحظات الضعف والتشتت التي تعيشها جماعة الحوثي حاليًا.

وقال: "اليمنيون أمام فرصة ذهبية لاقتناص اللحظة التاريخية واستعادة زمام المبادرة، بدلاً من الاعتماد على واشنطن التي لم ولن تكون يومًا شريكًا صادقًا في تحقيق طموحات الشعب اليمني".

رسالة إلى المجلس الرئاسي: الفشل لن يُسامح

وجّه الكاتب رسالة مباشرة إلى المجلس الرئاسي اليمني، داعيًا إياه إلى اتخاذ خطوات حاسمة ومدروسة تستغل الظروف الإقليمية والدولية المتغيرة، بالإضافة إلى حالة الانقسام والضعف التي بدأت تظهر داخل صفوف الحوثيين.

وأكد العليي أن التاريخ لن يكون رحيمًا بأعضاء المجلس إذا ما أخفقوا في استغلال هذه اللحظة الحرجة، محذرًا من أن الفرص الضائعة قد تؤدي إلى تداعيات كارثية على مستقبل اليمن وشعبه.

وأضاف: "المجلس الرئاسي يتحمل مسؤولية تاريخية أمام الشعب اليمني، ولا يمكنه أن يواصل سياسة التردد أو الانتظار. يجب أن يكون هناك تحرك عملي وجاد لاستعادة السيادة الوطنية وتحقيق السلام المستدام الذي يحفظ كرامة اليمنيين".

أمريكا وسياسة "التوازن الهش"

وفي تحليله للدور الأمريكي في الأزمة اليمنية، أشار العليي إلى أن الولايات المتحدة ترى في بقاء الحوثيين ضمن وضعية معينة أداة فعالة للتحكم بالصراع في اليمن ومنطقة الخليج.

وأوضح أن واشنطن تستخدم ملف اليمن كورقة ضغط في علاقاتها مع القوى الإقليمية، وخاصة إيران، بهدف تحقيق توازنات تخدم مصالحها بعيدًا عن أي اعتبارات إنسانية أو قومية.

وأكد أن هذا النهج الأمريكي ليس جديدًا، بل هو جزء من استراتيجية طويلة الأمد تعتمد على إدامة الصراعات وعدم السماح بحسمها بشكل كامل، حتى تظل الدول والشعوب مرتهنة لقراراتها وسياساتها.

دعوة إلى التكاتف الوطني

ختامًا، دعا العليي جميع القوى الوطنية اليمنية إلى التوحد والتكاتف بعيدًا عن الانقسامات السياسية والمناطقية، معتبرًا أن الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية.

وقال إن اليمنيين بحاجة إلى بناء رؤية وطنية شاملة ترتكز على المصالح العليا للبلاد، وليس على أجندات خارجية قد تؤدي إلى المزيد من التشتت والفوضى.

وأضاف: "اليمنيون قادرون على تغيير الواقع إذا ما تحملوا مسؤولياتهم الوطنية، وأدركوا أن المستقبل يصنعه الأبطال الذين يعتمدون على أنفسهم، وليس الذين يراهنون على الآخرين".

أخبار متعلقة :