الكويت الاخباري

المعادن النادرة.. ورقة قوية للصين في الحرب التجارية - الكويت الاخباري

واشنطن - "سي إن إن": بعد أقل من عام على أول حرب تجارية للرئيس الأميركي دونالد ترامب مع الصين، قام الرئيس الصيني شي جينبينغ بزيارةٍ رفيعة المستوى لمصنعٍ متواضع في قانتشو، وهي مدينة صناعية تقع بين تلالٍ متدحرجة في جنوب شرقي بلاده.
ففي 2019، تجوّل شي في قاعة المعرض، وتفقد صفوفاً من كتلٍ معدنية رمادية عادية، وأعلن لمرافقيه من مسؤولي الحزب الشيوعي: "المعادن النادرة مورد إستراتيجي حيوي".
وبعد ما يقرب من 6 سنوات، برزت هيمنة الصين على سلسلة توريد المعادن النادرة كإحدى أقوى أدواتها في حربٍ تجاريةٍ متجددة مع رئيس الولايات المتحدة. وتعتبر تلك المعادن المستخدمة في تشغيل كل شيء، من هواتف آيفون إلى السيارات الكهربائية، ومن المكونات الحيوية لأنواع التكنولوجيا المتقدمة التي ستحدد مستقبلنا. وعلى عكس الرسوم الجمركية، تُعدّ هذه واجهةً لا يملك فيها ترامب مجالاً كبيراً للرد بالمثل.
والمعادن الأرضية النادرة هي مجموعة من 17 عنصراً، وهي أكثر وفرة من الذهب، ويمكن العثور عليها في العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، لكن استخراجها ومعالجتها صعب ومكلف وملوث للبيئة.
ولعقود، اعتمدت الولايات المتحدة ودول أخرى على إمدادات بكين من هذه المعادن المعالجة، إذ تُمثل الصين 61% من إنتاج المعادن الأرضية النادرة المستخرجة عالمياً، لكن سيطرتها على مرحلة المعالجة تُمثل 92% من الإنتاج العالمي، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
وتتمتع الصين بسيطرة شبه احتكارية على المعالجة العالمية للمعادن الأرضية النادرة، ففي 2023، أنتجت الصين 61% من العناصر الأرضية النادرة المغناطيسية الخام في العالم، وهي أساسية في الصناعات عالية التقنية مثل الإلكترونيات والمركبات الكهربائية والدفاع، وتتجلى هيمنتها بشكل أوضح في تكرير هذه المواد، حيث تُشكل 92% من الإمدادات العالمية المُكررة.
وتُمكّن المغناطيسات المصنوعة من المعادن الأرضية النادرة من تصنيع محركات ومولدات أصغر حجماً وأكثر كفاءة تُستخدم في الهواتف الذكية، ومحركات السيارات والطائرات، وأجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي، كما أنها مكونات أساسية في مجموعة من الأسلحة باهظة الثمن، من طائرات الشبح المقاتلة إف-35 إلى الغواصات الهجومية التي تعمل بالطاقة النووية.
ويقول أستاذ الاقتصاد والسياسات العامة في جامعة ميشيغان جاستن وولفرز: "تُظهر الصين قدرتها على ممارسة قوة اقتصادية هائلة من خلال كونها إستراتيجية، وتضرب الصناعة الأميركية في النقاط الصحيحة".
ومنذ إدارة ترامب الأولى، تحاول الولايات المتحدة اللحاق بالركب وبناء سلسلة توريد محلية خاصة بها للمعادن الأرضية النادرة.
وذكرت 3 شركات أميركية لصناعة المعادن الأرضية النادرة لشبكة "سي إن إن" أنها بصدد توسيع قدراتها الإنتاجية والحصول على المواد من حلفاء الولايات المتحدة وشركائها، لكن هذه الجهود ستستغرق سنوات لتلبية الطلب الهائل من الصناعات الأميركية الرئيسية.

الطلبات المعلقة

في الوقت الحالي، يظهر تأثير ضوابط التصدير التي تفرضها بكين بسرعة على أرض الواقع.
وذكر جون أورميرود، مؤسس شركة JOC الاستشارية لمغناطيس المعادن الأرضية النادرة، أن شحنات مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة التابعة لـ5 شركات أميركية وأوروبية على الأقل قد توقفت في الصين منذ فرض الرسوم.
وقال: "لقد فوجئوا، ما أثار لبساً كبيراً لديهم، وكانوا بحاجة إلى توضيح من السلطات بشأن ما هو مطلوب للحصول على تراخيص التصدير المطلوبة".
وذكر جوشوا بالارد، الرئيس التنفيذي لشركة USA Rare Earth، أن ضوابط التصدير تركز على المعادن النادرة "الثقيلة"، والتي تخضع لرقابة بنسبة 98%. وتعد المعادن النادرة الثقيلة أقل شيوعاً، وأصعب في المعالجة، وأكثر قيمة.
وأضاف بالارد: إن هذا يعني أن على الشركات الآن الحصول على موافقة بكين لتوريد هذه المواد الحيوية إلى الصناعات الأميركية الرئيسية.
وتابع: "في الوقت الحالي، يتم تعليق هذه الصادرات حرفياً، وليس لدينا الكثير من المخزونات السابقة منها".

أخبار متعلقة :