الكويت الاخباري

الغفوري: الصاروخ الحوثي في ”بن غوريون” يُربك الحسابات.. و”الهاسبارا” الإسرائيلية تصنع أسطورة لحرب قادمة - الكويت الاخباري

أكد الكاتب السياسي البارز مروان الغفوري أن الصاروخ الباليستي الذي أطلقته مليشيات الحوثي واستهدف مطار بن غوريون الدولي بالقرب من تل أبيب، يحمل دلالات استراتيجية عميقة، تتجاوز حجم الأضرار المادية المباشرة التي وصفها بأنها محدودة، إلى آثار غير مباشرة ما زالت غير واضحة المعالم.

وقال الغفوري في تحليلٍ سياسي نشره مؤخراً: "هذه الضربة ليست مجرد إنجاز عسكري تقني، بل رسالة سياسية وعسكرية واضحة، وجهت خصوصًا إلى العرب قبل غيرهم؛ مفادها أن منظومة السلاح الاستراتيجي لدى مليشيات الحوثي لا تزال فاعلة، وأن قدراتها على الإطلاق البعيد والمدروس لم تتآكل رغم سنوات الحرب المستمرة. "

وأضاف: "ما حدث يؤكد أن الحوثيين ما زالوا قادرين على استهداف مطارات ومراكز حيوية أخرى في المنطقة إذا رأوا أن ذلك ضروري، وهو ما يعكس بقاء حالة التهديد خارج السيطرة، ويطرح أسئلة جديدة حول هشاشة الأمن الإقليمي. "

ترامب والدروس الخاطئة

وفي سياق متصل، انتقد الغفوري الأداء الأمريكي في اليمن، وقال: "التجارب التي تخوضها الولايات المتحدة في اليمن، بهدف إظهار القوة أمام الصين وإيران، لا تقدم سوى رسائل باهتة وغير مقنعة. "

ولفت إلى أن حتى الدول التي تخوض صراعات مباشرة مثل الفلبين ، والتي تواجه توترات مع الصين حول الجزر في بحر الصين الجنوبي ، ربما كانت تراقب عن كثب كيف تتعامل واشنطن مع ملف اليمن، لكن النتائج لم تكن مشجعة.

وتابع: "الدولة التي سيودعها الحوثيون بمئات الصواريخ الباليستية في ليلة إعلان انسحابها من اليمن لن تكون نموذجًا للنصر أو الردع، بل ستكون عبرةً لغيرها من الحلفاء الذين يعتمدون على ضمان الأمن القومي عبر شركاء بعيدين. "

أمريكا وجبل الحوثي

وأشار إلى أن "جبال اليمن قد تكون أكلت وجه أميركا كما فعلت أفغانستان بالإمبراطوريات الحديثة، فالحروب الطويلة بلا هدف واضح تتحول بمرور الوقت إلى مستنقعات لا يمكن الخروج منها سوى خاسرين. "

وأكد أن هذا الواقع يجب أن يكون درسًا لحلفاء الولايات المتحدة، وفي مقدمتهم الفلبين، بأن عليهم إعادة النظر في مفاهيم الأمن القومي، وبناء استراتيجيات مستقلة لمواجهة خصومهم الإقليميين، وعدم الاعتماد الكامل على وجود عسكري خارجي قد يتراجع أو يتغير.

الهاسبارا الإسرائيلية.. صناعة العدو الجديد

وعلى الصعيد الإسرائيلي، قال الغفوري إن "ما بعد الضربة الحوثية شهد انطلاق آلة الهاسبارا (الدعاية الإسرائيلية) بشكل مكثف، لتضخم من شأن الصاروخ وتعظم من قدراته، وتتحدث عن رأسه التفجيري، ودقته العالية، وكأنها تستعد لحرب جديدة تحت عنوان 'التهديد الإيراني'. "

وأوضح أن "هذه الآلة الدعائية لم تكن غريبة، فقد سبقتها تجارب مشابهة، خصوصًا خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، حين تم الترويج لسردية دولية تقول إن غزة مدينة قائمة فوق شبكة أنفاق تتجاوز 500 كيلومتر، كلها مصانع ذخيرة وورش تصنيع صواريخ، بينما انتهت المنافسة بين المحللين الغربيين إلى أرقام خيالية تصل إلى 1200 كيلومتر من الأنفاق! "

وأضاف: "بهذا السرد المبالغ فيه، تحول تدمير غزة إلى عمل ضروري لإخلاء الأرض من خطر تحت الأرض، وهي قصة اخترعتها الهاسبارا لبيع الحرب وتسويق الدمار. "

توظيف الصاروخ الحوثي داخليًا وخارجيًا

واختتم الغفوري بالقول: "من المتوقع أن تُقال الكثير من الكلمات الإسرائيلية المديحة لهذا الصاروخ، وحجم الدمار الذي كان يمكن أن يسببه لو أصاب هدفًا مختلفًا، فسيُستخدم كذريعة لتعكير أجواء المفاوضات النووية مع إيران، خصوصًا بعد إقالة الوزير الإسرائيلي المقرب إيغال سيفر. "

وأشار إلى أن "إسرائيل ستسعي لجر ترامب أكثر في مستنقع اليمن، متهمة إدارته بأنها لم تفعل ما يكفي لدعمها، كما ستفتح من جديد صمامات التعاطف الغربي معها، خاصة بعد تصاعد النقد الدولي لنظام الحكم الحالي في إسرائيل باعتباره يمينًا متطرفًا يشبه التيارات الشعبوية في أوروبا. "

وختم: "الضربة الحوثية، إذًا، ليست نهاية المطاف، بل بداية مرحلة جديدة من التصعيد والتضليل، حيث تتقاطع فيها مصالح إقليمية ودولية، وتُستخدم فيها الصواريخ كورقة ضغط، فيما تُستخدم الدعاية كسلاح موازٍ لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية مسبقة. "

أخبار متعلقة :