شهدت محافظة القاهرة خطوة جديدة نحو مستقبل أكثر استدامة، بإطلاق خطة عمل المدينة الخضراء، التي تأتي ضمن جهود الدولة المصرية للتحول إلى نموذج حضري صديق للبيئة.
وجاء هذا الإطلاق بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ويهدف إلى تنفيذ مجموعة من المشروعات التي تعزز كفاءة الطاقة وتُحسن جودة الحياة في العاصمة، في ظل التحديات البيئية والضغط المتزايد على البنية التحتية للمدينة.
حضور رسمي رفيع المستوى لإطلاق خطة المدينة الخضراء
شهد الدكتور إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة، حفل اعتماد وإطلاق خطة عمل المدينة الخضراء لمحافظة القاهرة، بحضور عدد من الشخصيات المهمة، أبرزهم اللواء إبراهيم عبد الهادي نائب المحافظ للمنطقة الغربية، والدكتور هشام الهلباوي مساعد وزير التنمية المحلية للمشروعات القومية، ومعتز منصور مساعد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والدكتور مارك ديفيس المدير العام للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لمنطقة جنوب وشرق المتوسط.
كما حضر الحفل اللواء رزق علي رئيس هيئة النقل العام، والمهندس عادل حسن رئيس شركة الصرف الصحي، والمهندس سيد متولي رئيس الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة، إلى جانب عدد من الخبراء وقيادات المحافظة.
مشروعات صديقة للبيئة واختيارات مدروسة
أقيم الحفل بمناسبة الانتهاء من الدراسة التي أعدها المكتب الاستشاري الدولي المكلف من البنك الأوروبي، والتي أسفرت عن اختيار عدد من المشروعات البيئية من بين 13 مشروعًا مقترحًا، بما يتوافق مع أولويات محافظة القاهرة في هذه المرحلة، في مجالات تشمل إدارة المخلفات الصلبة، والمياه والصرف الصحي، والطرق الحضرية، والإنارة، والنقل الحضري صديق البيئة، وكفاءة الطاقة في المباني العامة، والطاقة المتجددة، وغيرها.
كلمة المحافظ: رؤية واضحة نحو التنمية المستدامة
أكد الدكتور إبراهيم صابر في كلمته أن هذا الحدث يأتي في توقيت مهم بالنسبة لمحافظة القاهرة، التي تخطو بثقة نحو تحقيق رؤية المدينة الخضراء المستدامة، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية، ووفقًا لأهداف التنمية المستدامة مصر 2030. وأوضح أن القاهرة، بصفتها المنطقة الحضرية الأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط وأفريقيا، تواجه تحديات بيئية كبيرة، لا سيما في ظل التوسع السكاني الذي يتجاوز 11 مليون نسمة، بالإضافة إلى ملايين الوافدين يوميًا.
تحديات كبيرة ورؤية طموحة
أشار صابر إلى أن المحافظة رغم التحديات البيئية والضغوط على البنية التحتية، تواصل الحفاظ على التراث العريق، بالتوازي مع التطوير المستمر. وتسعى القاهرة لتكون مدينة مستدامة تجمع بين الحداثة والتاريخ، وقد شهدت خلال السنوات العشر الأخيرة نقلة نوعية في منظومة الطرق والنقل المستدام، والتوسع في المساحات الخضراء، وإنشاء مجتمعات سكنية تراعي معايير الحياة الكريمة.
من الاتفاق إلى التنفيذ: خطة شاملة بدعم دولي
كشف المحافظ أن القاهرة بدأت العمل على خطة المدينة الخضراء منذ يوليو 2023، بالتعاون مع البنك الأوروبي، حيث تهدف الخطة إلى تقديم حلول استشارية تساعد المحافظة على تحديد أولوياتها البيئية ومعالجة التحديات المناخية، عبر تنفيذ مشروعات قصيرة وطويلة الأجل في قطاعات المياه والطاقة والمخلفات، مع توفير الدعم المالي والتقني اللازم.
خطة عمل لتحويل القاهرة إلى نموذج للمدن الذكية
وأوضح الدكتور إبراهيم صابر أن خطة العمل الطموحة التي وضعتها المحافظة ترتكز على تطوير قطاعات الطاقة، وتعزيز البنية التحتية الذكية، وتوسيع المساحات الخضراء، بالتعاون مع الوزارات المعنية والبنك الأوروبي، في إطار برنامج المدن الخضراء الهادف إلى خفض الانبعاثات وتحسين جودة الحياة.
مشروعات متعددة ومحاور متنوعة
أشار المحافظ إلى أن الخطة نتج عنها 13 مشروعًا متكاملاً تغطي عدة قطاعات، من أهمها مشروع موقف الحافلات الكهربائية الذكي بمدينة بدر، وتمويل عدد من الحافلات الكهربائية لهيئة النقل العام بالقاهرة، إلى جانب مشروع تطوير محطات تجميع ونقل المخلفات البلدية لصالح مجمع العاشر من رمضان.
التحول إلى مدينة خضراء: التزام وليس اختيارًا
أكد محافظ القاهرة أن التحول نحو مدينة خضراء هو ضرورة ملحة، وليس خيارًا، في ظل ما تفرضه التحديات البيئية والاقتصادية، وهو ما يتطلب تنسيق الجهود بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني لتحقيق التنمية الشاملة.
دعوة للمشاركة من أجل مستقبل أفضل
في ختام كلمته، دعا محافظ القاهرة إلى المشاركة الفاعلة في تنفيذ هذه الخطة الطموحة، من أجل صناعة مستقبل أكثر إشراقًا للعاصمة المصرية، يليق بتاريخها وطموحات أبنائها.
كما أعرب عن تقديره العميق للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، مثمنًا التعاون المثمر مع وزارتي التخطيط والتنمية المحلية، والفريق الاستشاري الذي عمل على إعداد خطة العمل.
تاريخ الانضمام للبرنامج الأخضر
تجدر الإشارة إلى أن محافظة القاهرة انضمت إلى برنامج البنك الأوروبي للمدن الخضراء في يوليو 2019، ووقعت مذكرة تفاهم في أبريل 2021 برعاية وزارة الاستثمار، ما مهّد الطريق نحو هذه الخطة الطموحة.
أخبار متعلقة :