26 مايو 2025, 9:58 صباحاً
يعتبر التعلّم أحد روافد الاستدامة في بناء الذات أولاً وبناء المستقبل المهني ثانيًا؛ إذ لا يمكن أن يُحَد بعمر أو فئة، وهو يمضي بالتوازي مع سرعة متغيرات سوق العمل، هذا ما أدركته "البرامج الجامعية القصيرة"، وهي إحدى مبادرات برنامج تنمية القدرات البشرية التي جاءت لضمان جاهزية المواطنين في جميع مراحل الحياة، ولمواكبة احتياجات السوق عبر مقررات رقمية تعليمية مرنة، تعزّز من جاهزيتهم للانخراط فيه.
فسواء كنتَ خريجًا أو طالبًا جامعيًّا أو باحثًا عن عمل أو كنتَ ممن هم على رأس العمل، يمكنك المضي في رحلة الحصول على شهادة البرنامج الجامعي القصير؛ لأنها راعت المرونة في مسارات تعليمية وفقًا لمتطلباتك المهنية أو اهتماماتك وخبراتك السابقة، ومما يعطي البرامج المزيد من الثقة ويجعلها خيارًا أول للمتعلمين، أنها طُوّرت بالتعاون مع كبرى الجامعات السعودية وعدد من الجهات الحكومية والقطاعات المتخصصة مثل جامعة جدة وجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وجامعة نجران، والجامعة السعودية الإلكترونية، لضمان مواءمتها مع واقع سوق العمل واحتياجاته المتجددة.
ولمزيد من المواءمة مع التحديات المتعلقة بالوقت وظروف الالتزامات الأخرى وفَّرت البرامج الجامعية القصيرة "MicroX" المقررات مسجلة بطريقة رقمية، علاوةً على المقررات المباشرة، وذلك لتيسير الحصول عليها، وتمكين المواطنين من التعلّم بأي وقت وأي مكان.
ومما يلفت النظر لهذه المبادرة الرائعة أنها بزغت للنور نتيجة تضافر جهود برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد روافد رؤية السعودية 2030، وبشراكات واسعة مع عدة قطاعات حكومية سواء الصحية أو الثقافية أو السياحية والصناعية وغيرها، مما يجعلها -بالنتيجة- معترفًا بها ومعتمدة لدى المؤسسات الأكاديمية، والوزارات، والمراكز التخصصية، ولمزيد من التيقن من أن المتعلم حصل على مستهدفات البرامج، يتم قياس مدى تحقيقه للمهارات والمعارف من خلال اختبارات تقييمية دقيقة تُبنى وفق معايير واضحة، وتُعتمد لضمان جودة المخرجات التعليمية.
والأهم من هذا كله أنها تقوم بتلبية أهداف المنشآت عن طريق استقطاب كوادر مدربة على أحدث التقنيات ومؤهلة لسوق العمل.
كما أن البرامج الجامعية القصيرة تغطي عدة جامعات في أنحاء المملكة، وتغطي مجالات حديثة كإدارة الحشود، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، والعلاج النفسي عن بُعد والتواصل مع المرضى... والكثير من المجالات المتنوعة التي تصب في صميم متطلبات سوق العمل.
لكن ما لفت نظري هي تلك البرامج التي يطلبها أعضاء مجالس الإدارة والمديرون في جميع القطاعات؛ كتحليل المشكلات واتخاذ القرارات وإدارة البيانات وتحليلها، ولأنها من متطلبات كل القطاعات في الأقسام الإدارية أجدها ملائمة للغاية لتطوير مهارات أي إداري.
عندما اطَّلعت على برامج المبادرة وجدتُها مغايرة وثرية ومواكِبة لرؤية 2030، وتجمع جُلَّ ما يحتاجه الدارس لتطوير مهاراته وبلوغ طموحه وتحقيق أهدافه وأهداف منشأته أو قطاع العمل الذي ينتمي له، فخورة للغاية بهذا الإنجاز المتقن الذي يضع في اعتباره التعليم والتدريب، وإيجاد فرص لاستقطاب الكوادر المتخصصة، وأتمنى أن يصل للمستهدفين ويحقق الغاية المنشودة.
0 تعليق