26 مايو 2025, 3:19 مساءً
في تطوّر مفاجئ يعكس تحوّلاً جذرياً في الموقف الأمريكي، دعا الرئيس دونالد ترامب إسرائيل علناً إلى إنهاء حرب غزة، قائلاً: "نريد أن نرى ما إذا كان بإمكاننا وقف كامل لهذا الوضع في أسرع وقت ممكن"، مشيراً إلى حوارات جارية مع إسرائيل لوقف العمليات العسكرية، وهذا الموقف الجديد، الذي أعلنه ترامب أمس قبل صعوده على متن الطائرة الرئاسية في نيو جيرسي، يعقب أكثر من 18 شهراً من الحرب المدمّرة التي بدأت في أكتوبر 2023، ويُمثّل انعطافة حادة عن موقفه السابق الذي حمّل حركة حماس المسؤولية الكاملة عن استمرار القتال، وهذا التغيّر في النبرة الأمريكية يتزامن مع تصاعد الانتقادات الدولية لإسرائيل وفرض عقوبات ملموسة من قبل حلفائها التقليديين.
تحول المواقف
ويُشكّل موقف ترامب الحالي تغيراً ملحوظاً مع خطابه في بداية ولايته الرئاسية، حيث كان يتبنّى موقفاً داعماً بقوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويحرص على إظهار جبهة موحّدة معه في مواجهة انتقادات المجتمع الدولي، وهذا التحوّل في الخطاب الأمريكي لا يأتي من فراغ، بل يعكس ضغوطاً متزايدة من الكونغرس والرأي العام الأمريكي، بالإضافة إلى تحوّل في المواقف الدولية تجاه الصراع.
الموقف الجديد يُظهر أن إدارة ترامب تسعى إلى إعادة تقييم علاقتها مع إسرائيل في ضوء التطوّرات الميدانية والسياسية المتسارعة، وهو ما قد يُؤثّر على ديناميكيات الصراع في المنطقة بشكل كبير، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
ضغوط دولية
وشهدت الأسابيع الأخيرة تصعيداً ملحوظاً في موقف الحلفاء الغربيين التقليديين لإسرائيل، حيث أصدرت بريطانيا وكندا وفرنسا بياناً مشتركاً يصف توسيع العمليات الإسرائيلية في غزة بأنه "غير متناسب تماماً"، وهذه الدول الثلاث، التي دعمت في البداية حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها عقب هجمات 7 أكتوبر، باتت تحذّر من فرض عقوبات ملموسة إذا لم تغيّر تل أبيب مسارها العسكري.
واتخذت لندن خطوات عملية بتعليق مفاوضات التجارة مع إسرائيل، وفرضت عقوبات على المتطرّفين الإسرائيليين المتورّطين في طرد الفلسطينيين من أراضيهم في الضفة الغربية المحتلة، وهذه الإجراءات تُعتبر من أهم الخطوات البريطانية ضد المصالح الإسرائيلية منذ تخلّيها عن معارضة مذكرة الاعتقال الصادرة بحق نتنياهو.
مبادرات أوروبية
وتسعى فرنسا إلى تكثيف الضغوط من خلال تنظيم مؤتمر دولي في يونيو المقبل، يهدف إلى مناقشة إقامة دولة فلسطينية، وهو الهدف الذي يرفضه نتنياهو بشدة، وهذه المبادرة تُمثّل محاولة جدّية لإعادة إحياء الحل القائم على دولتين، وتعكس رغبة دولية متزايدة في كسر الجمود السياسي الحالي.
والمؤتمر المرتقب قد يُشكّل منعطفاً مهماً في مسار الصراع، خاصة إذا نجح في حشد دعم دولي واسع لحقوق الفلسطينيين، وهو ما قد يزيد من عزلة إسرائيل على الساحة الدولية.
وتُشير هذه التطوّرات إلى تحوّل جوهري في المشهد الدولي، حيث تواجه إسرائيل لأول مرة منذ بداية الحرب ضغوطاً حقيقية وعقوبات ملموسة من حلفائها المقرّبين، وهذا التغيّر يطرح تساؤلاً مهماً: هل ستدفع هذه الضغوط المتزايدة إسرائيل إلى إعادة النظر في استراتيجيتها العسكرية والسعي نحو حل سياسي شامل؟
0 تعليق