موقع «ساي تيك ديلي»
في الوقت الذي تسعى فيه الدول إلى كبح التغير المناخي وإبقاء الاحترار العالمي ضمن حدود آمنة، تكشف دراسة علمية حديثة أن الأضرار التي لحقت بالأنهار الجليدية حول العالم ربما أصبحت، في كثير من الحالات، غير قابلة للمعالجة، حتى لو نجحنا في تبريد الأرض، وإعادة درجات الحرارة العالمية إلى هدف اتفاقية باريس المناخي (1.5 درجة مئوية).
سلطت الدراسة الضوء على مصير الأنهار الجليدية الجبلية من جبال الألب إلى الهيمالايا، وأكدت أن مجرد تجاوز مؤقت لهدف اتفاقية باريس المناخي، وارتفاع الحرارة إلى 3 درجات مئوية، سيؤدي إلى فقدان الأنهار الجليدية بشكل حاد ولا رجعة فيه، ومن شأن السلاسل الجبلية من جبال الألب إلى جبال الأنديز، أن تشهد انخفاضاً كبيراً في الكتلة الجليدية، ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر على المدى الطويل وتعطيل إمدادات المياه الحيوية للمجتمعات.
تظهر النماذج المناخية التي استخدمها الباحثون، وهي الأولى من نوعها التي تحاكي مصير الأنهار الجليدية حتى عام 2500، أن العالم سيواجه مستقبلاً مقلقاً، ففي سيناريوهات التجاوز المناخي، سترتفع درجات الحرارة إلى 3 درجات مئوية بحلول عام 2150، قبل أن تبدأ في التراجع لتصل إلى 1.5 درجة مئوية، ثم تبرد في نهاية المطاف مرة أخرى بحلول عام 2300.
ورغم أن هذا السيناريو يفترض نجاح البشرية في استخدام تقنيات تقليل الانبعاثات واحتجاز الكربون مستقبلاً، إلا أن الضرر سيكون قد وقع بالفعل، وبحلول عام 2200، من المتوقع أن تفقد الأنهار الجليدية 16% من كتلتها الإضافية.
ولن تقف العواقب عند هذا الحد، بل ستتعداه إلى ارتفاع مستويات البحار بشكل ملحوظ، ما يهدد المدن الساحلية ومجتمعات بأكملها، وتحذر الدراسة من تأثير كبير في أنظمة المياه العذبة في المناطق التي تعتمد على الجليد الذائب كمصدر رئيسي للمياه، مثل جبال الأنديز والهيمالايا.
ومع ذوبان الأنهار الجليدية، يمر العالم أولاً بما يعرف بـ«ذروة المياه الجليدية»، حيث يتزايد تدفق المياه بشكل مؤقت، ولكن بعد ذلك، ومع تراجع الكتل الجليدية، ينخفض هذا التدفق بشكل حاد، ما يؤدي إلى «فجوات مائية» تؤثر في الزراعة والشرب وإنتاج الطاقة.
تظهر الدراسة أن العمل المناخي الفوري والحاسم لم يعد خياراً، بل ضرورة وجودية.
0 تعليق