في عملية سطو جريئة تشبه أفلام هوليوود، اقتحم ثلاثة لصوص متجر «Dress Cheshire» الفاخر لبيع الحقائب في قرية بريستبري الراقية بمقاطعة تشيشاير البريطانية، بأسلوب غير تقليدي، إذ قاموا بحفر فتحة في جدار المبنى المجاور المهجور، وتسلقوا عبر مدخنة المتجر للوصول إلى الداخل، ليسرقوا 25 حقيبة يد فاخرة من ماركات عالمية بقيمة إجمالية تقدر بنحو 250 ألف جنيه إسترليني.

ووفقاً لشرطة تشيشاير، بدأت العملية نحو الساعة 10:30 مساءً، عندما دخل اللصوص مبنى مهجوراً مجاوراً للمتجر في شارع نيو رود، واستغرقوا أكثر من ساعة لحفر فتحة بعرض متر ونصف المتر في الجدار، مستخدمين أدوات حفر ثقيلة، قبل أن يتسللوا عبر المدخنة إلى داخل المتجر.

وبحسب كاميرات المراقبة، استخدم أحد اللصوص غطاء سرير كحقيبة لجمع الحقائب الفاخرة.

وشاهدت صاحبة المتجر، كريستين كولبيرت (58 عاماً) السرقة مباشرة عبر كاميرات المراقبة، وأعربت عن صدمتها ودموعها، قائلة: «لقد سرقوا حقائبنا الجميلة بقيمة ربع مليون جنيه، أنا مدمرة تماماً». وأضافت أن المتجر تعرض للسرقة للمرة الثانية خلال عام، إذ سُرقت حقائب بقيمة 180 ألف جنيه إسترليني في العام الماضي، مما دفعها لتعزيز الإجراءات الأمنية، لكن اللصوص تمكنوا من استغلال نقطة ضعف في المدخنة.

شرطة تشيشاير، بقيادة المحققة كلير سلاتري من وحدة مكافحة الجريمة في ماكليسفيلد، أطلقت تحقيقاً مكثفاً لتعقب اللصوص والحقائب المسروقة، ودعت الشرطة الشهود أو أي شخص لديه لقطات من كاميرات المراقبة أو السيارات إلى الإبلاغ، مشيرة إلى أن الحقائب قد تُباع الآن في السوق السوداء.

وأعربت كولبيرت عن حزنها العميق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، موضحة أن السرقة كانت «مخططة ومنظمة بعناية»، وأنها تلقت دعماً واسعاً من العملاء والمجتمع المحلي، إذ كتبت إحدى العميلات: «نشعر بالأسى الشديد يا كريستين، نرسل لكِ الحب والدعم». وأضافت أخرى: «الحمد لله أنكِ وطاقم العمل بأمان».

وتقع قرية بريستبري ضمن منطقة «المثلث الذهبي» في تشيشاير، التي تضم أيضاً ويلمسلو وألدرلي إيدج، وهي منطقة معروفة بجذبها للأثرياء والمشاهير، بما في ذلك لاعبو كرة القدم مثل إيرلينغ هالاند وجاك غريليش، ونجوم سابقون مثل واين روني وديفيد بيكهام، وهذه المنطقة أصبحت هدفاً متكرراً لعصابات السرقة المنظمة، بما في ذلك عصابات دولية من أمريكا الجنوبية، بسبب وفرة المنازل الفاخرة والمتاجر التي تبيع سلعاً باهظة الثمن مثل الحقائب والمجوهرات.

في مارس 2025، شهدت ألدرلي إيدج سرقة أخرى لأكثر من 100 حقيبة فاخرة بقيمة مليون جنيه من منزل خاص، مما يشير إلى تصاعد أنشطة العصابات المنظمة في المنطقة، كما سُجلت سرقات سابقة استهدفت منازل مشاهير مثل لاعب مانشستر يونايتد السابق توماس كوزتشاك، إذ سُرقت مجوهرات وساعات بقيمة 170 ألف جنيه عام 2019، وتشير التقارير إلى أن عصابات «السياحة الإجرامية» من دول مثل تشيلي تستهدف هذه المناطق بسبب قيمة المسروقات العالية وسهولة بيعها في الأسواق السوداء.