11 يونيو 2025, 3:18 مساءً
تواجه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اختبارًا مصيريًا في الأيام القادمة، تحديدًا اليوم (الأربعاء)، بعد أن قدمت المعارضة مشروع قانون يهدف إلى حل الحكومة. وهذا التحرك، الذي يهدد بفتح باب انتخابات مبكرة، يأتي مدعومًا بتهديدات شركاء نتنياهو من الأحزاب المتشددة، الذين يُعرفون بـ"الحريديم"، ويرجع هذا التوتر إلى فشل الحكومة في تمرير قانون يعفي أفراد مجتمعهم من الخدمة العسكرية الإلزامية، وهي قضية أثارت جدلًا واسعًا في الشارع الإسرائيلي، خاصة في ظل الحرب الدائرة في قطاع غزة.
ضغط متزايد
وتتسم هذه الأزمة بأنها التحدي الأكثر خطورة الذي تواجهه حكومة نتنياهو منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023، الذي يُعد الفشل الأمني الأكبر في تاريخ إسرائيل. فبينما يرى كثيرون أن التوصل إلى تسوية في اللحظات الأخيرة أمر وارد، إلا أن خطورة الموقف لا تزال قائمة. وقد قدمت المعارضة مشروع قانون لحل الكنيست، وهو البرلمان الإسرائيلي. وردًّا على ذلك، سارع أعضاء الائتلاف إلى تقديم العديد من مشاريع القوانين الأخرى، مما أدى إلى ازدحام جدول أعمال الأربعاء، في محاولة لكسب المزيد من الوقت لإجراء مفاوضات اللحظة الأخيرة، وفقًا لـ"أسوشيتد برس".
ويتوقع التصويت على حل الكنيست، إذا لم يتم سحبه، في وقت متأخر من الليل. ويحمل هذا التصويت في طياته مستقبل الائتلاف الحاكم؛ ففي حال تمريره، قد تستغرق الدعوة إلى انتخابات جديدة أسابيع أو حتى أشهر. أما إذا فشل مشروع القانون، فلن يمكن طرح تصويت آخر لحل الكنيست قبل مرور ستة أشهر على الأقل. وقد تسحب المعارضة مشروع القانون في حال عدم توفر الدعم الكافي، لتعاود تقديمه في الأسابيع القادمة، مما يبقي الأجواء السياسية مشحونة بالترقب.
مأزق حقيقي
ويتألف ائتلاف نتنياهو من حزبين رئيسيين من المتدينين المتشددين، وهما بحاجة إلى دعم مشروع قانون الحل ليتم تمريره. وفي تطور لافت، أصدر كبار الحاخامات الحريديين أمس مرسومًا دينيًا يؤكد موقفهم الحازم ضد الخدمة العسكرية. وهذا المرسوم يعقد بشدة قدرة السياسيين الحريديين على التفاوض أو تقديم أي تنازلات، مما يزيد من صعوبة التوصل إلى حل وسط يرضي جميع الأطراف، ويضع حكومة نتنياهو في مأزق حقيقي.
وتُعد الخدمة العسكرية إلزامية لمعظم اليهود في إسرائيل، لكن المتدينين المتشددين، الذين يشكلون قوة سياسية كبيرة ويشكلون ما يقرب من 13% من المجتمع الإسرائيلي، لطالما حصلوا على إعفاءات في حال دراستهم بدوام كامل في المعاهد الدينية. ويرى الحريديم، أو "الورعون" بالعبرية، أن الاندماج في الجيش يهدد طريقة حياتهم التقليدية، القائمة على دراسة التوراة والالتزام الصارم بالوصايا الدينية.
وتخوض إسرائيل حاليًا أطول حرب نشطة في تاريخها، مما أدى إلى إرهاق الجيش إلى أقصى حد. وقد أثار الرفض الواسع النطاق للخدمة العسكرية من قبل الحريديم، وتهديداتهم بإسقاط الحكومة في أوقات الحرب، غضب العديد من الإسرائيليين، لا سيما أولئك الذين أدوا جولات متعددة من الخدمة الاحتياطية. وهذا الوضع خلق انقسامًا مجتمعيًا حادًا؛ حيث يرى البعض أن الإعفاءات غير عادلة وتضع عبئًا إضافيًا على كاهل بقية الإسرائيليين، بينما يرى آخرون أن هذه الإعفاءات ضرورية للحفاظ على نمط حياة الحريديم الفريد. فهل ستتجاوز حكومة نتنياهو هذه الأزمة، أم أن رياح الانهيار ستطيح بها في النهاية؟
0 تعليق