الإغلاق الشامل يشل مختلف مناحي الحياة في محافظات الضفة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب سائد أبو فرحة:

 

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، لليوم الثاني على التوالي، تشديد الإغلاق المفروض على المدن والقرى والبلدات في الضفة، ما انعكس سلبا على العديد من القطاعات.
وجاء تشديد الإغلاق، في إطار ما أعلنت عنه سلطات الاحتلال، من فرض طوق شامل على الضفة، غداة الهجوم الإسرائيلي على إيران فجر يوم الجمعة الماضي.
وانحسرت حركة المواطنين في شوارع المدن، بعدما جرى إغلاق مداخلها بشكل شبه كامل، بينما أكد مواطنون أن تنقلهم بين المدن استغرق ساعات طويلة، في الوقت الذي اضطر فيه آخرون كان مقرراً عودتهم إلى أرض الوطن، إلى البقاء في الأردن، بسبب إغلاق معبر الكرامة.
وقال مواطنون من جنين يعملون في رام الله، أنهم قضوا نحو أربع ساعات، وسلكوا طرقاً وعرة للوصول إلى المدينة، علماً أن الطريق المعتادة لا تستغرق أكثر من ساعتين في الأيام الاعتيادية.
كما ساهم الإغلاق وفق ما أكدت عدة جهات، في إعاقة الحركة التجارية في الضفة.
وقال مدير عام غرفة تجارة وصناعة رام الله والبيرة صلاح حسين، "إن هناك حالة شبه شلل في الواقع التجاري في المحافظة، وكثير من أصحاب المحال التجارية لم يتمكنوا من فتحها اليوم (أمس)، لتعذر وصولهم إلى هنا".
وأضاف حسين لـ"الأيام": لا توجد مخاوف بشكل عام من نقص في السلع سواء في رام الله والبيرة، أو غيرها من المحافظات، فبعض السلع وفق الجهات الرسمية متوفرة لمدد تكفي لثلاثة أشهر، بخلاف أخرى تصل إلى خمسة أشهر، لكن ما لاحظناه من تهافت المواطنين على محطات الوقود، أو شراء المنتجات الغذائية أمر في غير محله ولا داعي له.
وبرز خلال اليومين الماضيين تهافت عدد كبير من المواطنين على محطات الوقود، في الوقت الذي حرصت فيه العديد من الجهات الرسمية، ومن ضمنها الهيئة العامة للبترول على طمأنة المواطنين، وتحذيرهم من مغبة الإفراط في السلوك الاستهلاكي.
ونقل عن رئيس هيئة البترول مجدي حسن قوله: إن العمل جار لتوريد الوقود لمحطات الغاز اليوم، بالتنسيق مع الهيئة العامة للشؤون المدنية وجهات الاختصاص.
وقال حسين: ينبغي على الناس التصرف بشكل طبيعي، فإذا ما حصل نقص في إسرائيل في سلعة ما، فسنواجه الأمر نفسه، لكن عموماً هناك تنسيق لتزويد السوق الفلسطينية باحتياجاتها المختلفة، بما في ذلك الوقود.
وتبعاً لمدير الوسط في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان صلاح الخواجا، فإن قوات الاحتلال عمدت إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات التي جعلت الضفة أشبه بمعازل.
وقال: هناك نحو 900 بوابة وحاجز في الضفة، وقد اقترن إغلاق هذه البوابات بعيد الهجوم على إيران، بإقدام قوات الاحتلال على إغلاق الطرق الفرعية التي كان يسلكها المواطنون خلال الفترات الماضية بسواتر ترابية، كما حدث في قرى بيت ريما والنبي صالح شمال غربي رام الله، والساوية واللبن الشرقي جنوب نابلس، ما فاقم من معاناة المواطنين، وصعب من مسألة تنقلهم بين المدن والقرى.
وأردف: حكومة الاحتلال عززت من نظام الفصل العنصري بحق الضفة، وتحويلها إلى معازل وكنتونات، فمثلاً بعيد العام 1967 كان يتم بالمعدل بناء 7 مستوطنات سنوياً، لكن في العام الماضي وحده وتحديداً بعيد أحداث السابع من أكتوبر "تشرين أول" 2023، تم بناء 52 بؤرة استيطانية، بينما أقيمت 10 بؤر استيطانية في الشهر الأول من العام الحالي، و11 بؤرة في نيسان الماضي، و13 خلال الشهر الماضي، ما يعني أننا أمام تصعيد استيطاني محموم وغير مسبوق.
ولم يقتصر تأثير الإغلاق على الشق التجاري، بل تعداه إلى القطاع التعليمي، حيث أعلنت أكثر من جامعة مثل جامعة بيرزيت، التحول إلى نظام التعليم عن بعد "الالكتروني"، بينما أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي، عن تعليق كافة الفعاليات الوجاهية في مؤسسات التعليم العالي بدءاً من السبت (أمس) حتى مساء غد، مع ضرورة التحول إلى التعليم الالكتروني لضمان استمرار العملية التعليمية.
وأوضحت الوزارة أنها ستعلن عن أية مستجدات متعلقة بطبيعة الدوام على ضوء التقييم المستمر للوضع.
كما قررت نقابة المحامين تعليق العمل طيلة اليوم "الأحد" أمام كافة المحاكم والنيابات المدنية والعسكرية، نظرا لحالة الإغلاق التي يفرضها الاحتلال على العديد من المناطق في مختلف محافظات الضفة.
فقد نصبت قوات الاحتلال أمس بوابة حديدية على مدخل قرية دوما جنوب نابلس.
وأفاد رئيس مجلس قروي دوما سليمان دوابشة بأن قوات الاحتلال أغلقت المدخل الوحيد المؤدي إلى القرية ببوابة حديدية.
وأشار إلى أن دوما تُعد من القرى الوحيدة التي لا تربطها أي طرق مباشرة مع القرى المجاورة، بسبب موقعها الجغرافي، ما يجعل هذا المدخل هو شريان الحياة الوحيد للمواطنين في القرية.
كما نصبت قوات الاحتلال أمس، بوابة حديدية جديدة على المدخل الشمالي لبلدة سنجل شمال رام الله، وهو المدخل الوحيد المؤدي إلى البلدة.
وأفاد الناشط عايد غفري بأن قوات الاحتلال أغلقت الطريق، ونصبت البوابة في منطقة "المحول"، ما أدى إلى عزل البلدة بشكل كامل، ومنعت الدخول أو الخروج منها، وذلك بعد أشهر من تركيب بوابة حديدية حمراء على المدخل الشرقي للبلدة، وبذلك يحيط بالبلدة بوابتان حديديتان، وسياج يحيط بالبلدة منذ أشهر.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق