ليبيا – صرّح المدير التنفيذي لمشروع المنطقة الحرة في مدينة سرت، محمود الفرجاني، بأن القيمة الاستثمارية للمشروع تصل إلى ملياري دولار، على مساحة تتجاوز 214 هكتارًا، مشيرًا إلى أن المشروع يأتي ضمن رؤية ليبيا 2030 كما حددها الجهاز الوطني للتنمية.

تطوير الميناء على ثلاث مراحل

أوضح الفرجاني، في تصريحات خاصة لقناة “الجزيرة”، أن المشروع يتألف من ثلاث مراحل رئيسية لتطوير ميناء سرت:

المرحلة الأولى: شملت تنظيف وتشغيل الميناء الحالي، وقد اكتملت بالكامل.

المرحلة الثانية: تشمل رصف الأرصفة الجنوبية والشرقية، وقد بلغت نسبة الإنجاز فيها 65%.

المرحلة الثالثة: تهدف إلى تعميق الأعماق البحرية لتصل إلى 25 مترًا، بدلًا من العمق الحالي الذي لا يتجاوز 11 مترًا.

وأكد أن هذا التطوير سيسمح باستقبال السفن العملاقة، خاصة ناقلات الحاويات، ما يمهّد لانخراط سرت في قلب حركة الشحن في حوض المتوسط.

فرص اقتصادية وآلاف الوظائف

وتوقّع الفرجاني أن يوفر المشروع أكثر من ألفي وظيفة مباشرة، إضافة إلى ما بين 3 آلاف و4 آلاف وظيفة غير مباشرة، في قطاعات النقل والخدمات اللوجستية والتوزيع وسلاسل الإمداد.

حوافز استثمارية ومواقع مخصصة للشركات

أشار الفرجاني إلى أن الإطار القانوني للمنطقة الحرة يتضمن إعفاءات جمركية وضريبية، وحرية تداول العملات والتملك للأجانب، مع تخصيص 280 موقعًا أعماليًا متاحًا للشركات المحلية والدولية.

اهتمام قطري ودخول خارطة “الحزام والطريق”

وفي تصريح يُكشف للمرة الأولى، أكد الفرجاني أن مباحثات أُجريت مؤخرًا في العاصمة القطرية الدوحة مع شركات متخصصة في تشغيل وإدارة الموانئ، أبدت اهتمامًا بالمشاركة في تشغيل ميناء سرت والمناطق اللوجستية المحيطة به.

كما أوضح أن المشروع يتقاطع مع مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، ما يمنح سرت موقعًا استراتيجيًا في شمال أفريقيا ويُعزز من فرصها على الخارطة العالمية للنقل.

شبكة طرق تربط سرت بعمق أفريقيا

كشف الفرجاني عن خطة لإقامة شبكة طرق إستراتيجية تنطلق من سرت إلى الجفرة وسبها، وصولًا إلى حدود ليبيا مع النيجر وتشاد، بهدف ربط الساحل الليبي بالأسواق الداخلية في عمق القارة الأفريقية.

تحوّل حضري واستقطاب للكفاءات

واختتم الفرجاني تصريحاته بالتأكيد على أن هذه الخطوات المتزامنة مع تأسيس المنطقة الحرة تأتي ضمن رؤية متكاملة تهدف لتحويل سرت إلى مدينة حضرية جاذبة للكفاءات ومزودة ببنية تحتية حديثة تدعم التحوّل الاقتصادي لليبيا.