23 أبريل 2025, 9:56 صباحاً
كشفت دراسة علمية صينية حديثة، أن نشأة الطفل دون أشقاء قد تترك آثارًا ملحوظة على بنية دماغه وسلوكه في مرحلة البلوغ.
وبحسب موقع "ميديكال إكسبريس"، أوضحت الدراسة، التي أجراها فريق بحثي من مستشفى جامعة تيانغين الطبية العامة وعدة معاهد بحثية في الصين، أن البيئة التي ينمو فيها الطفل تلعب دورًا جوهريًا في تشكيل هذه التأثيرات.
وفي الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة " Nature Human Behaviour"، كتب الباحثان جي تانغ وجينغ تشانغ وزملاؤهما : "مع تزايد عدد العائلات التي تنجب طفلاً واحدًا حول العالم، بات من الضروري فهم آثار هذه الظاهرة على نمو الدماغ وتطور السلوك، والمسارات التي تؤثر من خلالها البيئة في هذه التغيرات".
إجراءات الدراسة
وبحسب موقع "روسيا اليوم"، في الدراسة، اعتمد الباحثون على بيانات مشروع " التصوير الجيني الصيني - CHIMGEN "، الذي شمل 2397 مشاركًا من 32 مركزًا بحثيًا في الصين.
وقارن الباحثون كل اثنين من المشاركين؛ أحدهما شخص نشأ كطفل وحيد وآخر لديه أشقاء، مع مراعاة تطابق الاثنين في الظروف الاجتماعية.
البالغون الذين نشأوا دون أشقاء
وأظهرت النتائج أن البالغين الذين نشأوا دون أشقاء يملكون أنماطًا مميزة في بنية الدماغ، منها اختلافات في سلامة المادة البيضاء وحجم مناطق معينة من الدماغ كالمخيخ، إضافة إلى نشاط عصبي أقل في الفص الجبهي الصدغي. كما رُصدت سمات معرفية وسلوكية ونفسية ترتبط ارتباطًا واضحًا بغياب الأشقاء.
معظم الاختلافات ترتبط بعوامل بيئية قابلة للتعديل
وعلى الرغم من وجود بعض التأثيرات المباشرة على بنية الدماغ والسلوك، أظهرت الدراسة أن معظم التغيرات ترتبط بعوامل بيئية قابلة للتعديل، مثل الوضع الاجتماعي والاقتصادي، والرعاية الأبوية والدعم الأسري. ويظهر ذلك إمكانية تحسين التجربة التنموية للأطفال الوحيدين من خلال تدخلات تربوية واجتماعية مصممة بعناية.
الطفل الوحيد لا يولد مختلفًا بل تشكّله التجارب
وتشير النتائج إلى أن الطفل الوحيد لا يولد مختلفًا بالضرورة، بل يتشكّل وفقًا للتجارب التي يتعرض لها، ما يفتح المجال أمام تدخلات تهدف إلى تعزيز الصحة النفسية والإدراكية والسلوكية لدى هذه الفئة.
0 تعليق