23 أبريل 2025, 10:21 صباحاً
في قلب الطبيعة الخلابة التي تحتضنها المعالم التاريخية، تقع قرية "الحضن" جنوب غربي مدينة نجران، حيث يَحدُّها شمالًا وادي نجران، وجنوباً سلسلة جبال "نهوقة"، وغرباً جبلا رعوم وأبو همدان، وشرقاً قرية "الجربة"، ضمن امتدادٍ طبيعي يضم مزارع النخيل والقرى الطينية التي تمثل نموذجاً للحياة الريفية الهادئة.
تتميّز قرية "الحضن" بتناغمٍ بصري فريدٍ بين الطبيعة والمعالم الأثرية، التي تطل على القرية من الغرب، وتتمثل في قلعة رعوم الأثرية وقمة جبل أبو همدان، فيما يشرف عليها قصر "العان" التاريخي من أعلى جبل "سعدان" شمالاً، كما تحتضن الحقول الزراعية ومزارع النخيل المعمرة، والقرى الطينية القديمة، مما يشكل مزيجاً مميزاً يجذب الزوّار من داخل المنطقة وخارجها.
وأوضح أحد سكان قرية الحضن المواطن عبدالله عدلان، والمهتم بالزراعة والسياحة الريفية، أن الحياة اليومية في قرية "الحضن" تتسم بالبساطة والترابط الاجتماعي، حيث يعتمد السكان على الزراعة وتربية المواشي؛ باعتبارها أنشطة أساسية في حياتهم، إلى جانب مشاركتهم في المناسبات الاجتماعية التي تعزّز التلاحم المجتمعي، وحرصهم على الحفاظ على الهوية الثقافية من خلال ترميم المباني الطينية القديمة، التي يعود بعضها لمئات السنين، حفاظاً على التراث العمراني العريق وتعريف الأجيال القادمة به.
وبيّن أن قرية الحضن تُعد حاضنة زراعية متميزة ترفد الأسواق المحلية بأنواعٍ متعدّدة من المحاصيل، من أبرزها: (العنب، والفراولة، والتمور)، إضافةً إلى: (التين، والليمون، والبرتقال)، وغيرها من الخضراوات والفواكه، وذلك بفضل خصوبة التربة وتوافر المياه العذبة، واعتماد أغلب السكان على الزراعة كمهنة متوارثة عبر الأجيال.
من جانبه، أفاد رئيس جمعية السياحة بنجران إبراهيم آل منصور؛ بأن تاريخ قرية "الحضن" يمتد لقرون عدّة، وتُظهر آثارها وهندستها المعمارية الطينية إرثها التاريخي، مشيراً إلى أنها كانت محطة مهمة على طريق عبور القوافل القادمة من اليمن، ويشكّل حفاظ الأهالي على عاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية سمة مميزة لتعزيز الهوية الثقافية للمنطقة، كما تحتضن أول مقر إداري للإمارة في المنطقة بقرية البديع، المُشيَّد عام 1353هـ، شاهداً على تاريخٍ وطني يُجسّد كفاح الملك المؤسّس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- في توحيد المملكة، وما أعقب تلك المرحلة من تطوراتٍ اجتماعية واقتصادية.
وأكّد آل منصور؛ أن قرية "الحضن" تُعَد إحدى الوجهات السياحية البارزة في نجران لما تملكه من مقوماتٍ طبيعية ومشاهد بانورامية تطل على أبرز المواقع الأثرية، مما يجعلها من المسارات السياحية المهمة التي تمزج بين التراث الثقافي والطبيعة الخلابة، بفضل موقعها الإستراتيجي الذي يجعلها نقطة التقاء بين الجبال والواحات الزراعية والأودية، إلى جانب حفاوة واستقبال الأهالي للزائرين، مما يُسهم في إثراء التجربة السياحية، ومنح الزائرين فرصة للتعرُّف على حياة الأجداد، وتجربة الضيافة السعودية الأصيلة.
0 تعليق