الاحتلال يتعمّد منع إسعاف الجرحى لزيادة عدد الشهداء - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب خليل الشيخ:


"في حد عايش؟ اه احنا تحت الركام، كم شخص انتو؟ احنا أطفال ونساء كتير وأمي.. لا، لا أمي ماتت وأختي ماتت لأني مش سامع صوتهم، طيب انت سامعنا؟ اعطي إشارة بمكانك لو بتقدر، مش قادر في حجار كتير على ايديا ورجليا مش قادر اتحرك".
هذا جزء من الحوار الذي دار بين الطفل محمد جندية (8 أعوام) وأحد أفراد الدفاع المدني عندما حاول برفقة زملائه إنقاذ الأحياء (الجرحى) الذين بقوا تحت أنقاض منزل يعود لعائلة جندية، بالقرب من مسجد القبة في حي الشجاعية بمدينة غزة.
وانتهى الحوار بصمت الطفل محمد، حيث توقع رجل الدفاع المدني استشهاده، إلا أن توالي سقوط القذائف المدفعية أجبر الفريق على مغادرة المكان.
ونشر جهاز الدفاع المدني ووسائل التواصل الاجتماعي أنباء عن وجود أحياء تحت أنقاض المنزل، منهم من استشهد لاحقا، قبل أن تمنعهم قوات الاحتلال من استكمال عملهم، عبر مواصلة إطلاق القذائف المدفعية وإطلاق النار.
وقال شاهد عيان لـ"الأيام"، إن طائرات الاحتلال قصفت بعدة صواريخ منزلاً مأهولاً ومكوناً من سبعة طوابق يعود للعائلة نفسها، وتمكن مسعفون ورجال الدفاع المدني من إنقاذ بعضهم وإخلاء الشهداء والجرحى، لكنهم لم يتمكنوا من إخلاء البقية، الذين قدر عددهم بنحو 15 شخصاً، جميعهم أطفال ونساء، باستثناء شخص واحد.
وأضاف عبد الله (47 عاماً) وهو أحد هؤلاء الشهود الذين تواجدوا لفترة زمنية بسيطة بُعيد قصف المنزل، إن غالبية الأحياء قد استشهدوا، حسب ما أبلغه به أقرباؤه، لكن جثامينهم بقيت تحت الركام.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال منعت عمل المسعفين عندما واصلت إطلاق القذائف، وتسيير طائرات "كواد كابتر"، ما دفع غالبية الجيران على النزوح وهو أحدهم، مبيناً أن الوضع لم يكن سهلاً في المنطقة.
ورجحت مصادر محلية وجود عدد كبير من الأحياء تحت أنقاض المنزل المقصوف، رغم مرور نحو ستة أيام على الحادثة، لكن وسائل الإعلام نشرت عن استشهاد الطفل محمد، عقب محادثته مع رجل الدفاع المدني.
وقال النازح عبد الله، الذي يعيش وأسرته في خيمة قريبة من مقر الجامعة الإسلامية، "سكت صوت محمد ومعه سكتت بعض الأصوات إلا أنه يتوقع أن يكون من بين هؤلاء العالقين أحياء يتنفسون غبار منزلهم، ويعيشون في ظلام دامس تحت الأنقاض".
وذكر أن والدة محمد استشهدت فور وقوع القصف بقليل، كما استشهد شقيقه عبد الرحمن (5 أعوام)، وشقيقته وردة (12 عاماً) فيما لا أحد يعلم مصير شقيقه الأكبر فراس (15 عاماً).
وحسب مصادر محلية فإنه لم يتم إخلاء الزوجين زياد (38 عاماً) وبثينة (30 عاماً) وأولادهما: رفيف (8 أعوام)، وسميرة (8 أشهر)، وفريال (10 أعوام)، فيما بقيت المواطنة عبير (40 عاماً) وأبناؤها: حلا (12 عاماً)، ومرام (10 أعوام)، ونور (5 أعوام)، وصلاح (3 أعوام).
وأوضحت المصادر من السكان والدفاع المدني أن الاحتلال يمنع الوصول إلى المكان، ولا أحد يعلم مصيرهم إن كانوا أحياء وحتماً يعانون من جروح، أم شهداء تحت الركام، بعدما تحول الحي السكني إلى منطقة أشباح، خاصة بعد تدمير حي سكني بجواره، والذي تسبب باستشهاد 50 مواطناً وجرح العشرات، بعد ساعات قليلة من قصف منزل عائلة جندية.

 

أخبار ذات صلة

0 تعليق