"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان المُتصاعد على غزة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب محمد الجمل:


تشهد محافظة غزة بأحيائها كافة، عدواناً إسرائيلياً متصاعداً منذ نحو أسبوع، يتركز في حيي الزيتون والتفاح، يتخلله قصف جوي ومدفعي متواصل، وغارات من مُسيّرات تستهدف كل شيء داخل المحافظة.
"الأيام" رصدت مشاهد من جديدة من العدوان على مدينة غزة، ووثقت بعضاً من الجرائم والمجازر الإسرائيلية المتواصلة هناك، إذ رصدت مشهداً تحت عنوان: "حيا الزيتون والتفاح في قلب العاصفة"، ومشهداً آخر حول إصدار الاحتلال أوامر إخلاء متلاحقة لمناطق واسعة في مدينة غزة، ومشهداً ثالثاً يرصد كيف تُلاحق طائرات الاستطلاع "الزنانة"، المواطنين، وتستهدفهم في كل مكان بمدينة غزة.

 

حيّا الزيتون والتفاح في قلب العاصفة
منذ منتصف الأسبوع الماضي تشهد محافظة غزة موجة غير مسبوقة من القصف والغارات الجوية، تتركز غالبيتها في حيي التفاح والزيتون، جنوب وشرق مدينة غزة.
وبات واضحاً أن الهدف من الغارات الإسرائيلية المتواصلة إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية، وهذا بدا واضحاً من خلال تعمّد جيش الاحتلال استهداف مارة، وتجمعات للمواطنين، وكذلك منازل مأهولة، وخيام، وحتى استراحات ومقاهٍ.
كما يستهدف جيش الاحتلال كل من يحاول الوصول إلى مناطق شرق مدينة غزة، حتى وإن كان بهدف إجلاء الضحايا ونقلهم للمستشفيات.
ومنذ عدة أيام يُركّز جيش الاحتلال استهداف مناطق "مفترق الشجاعية، ومنطقة الطوابين، وسوق الخضرة، وغرب شارع المنصورة، وشارع السكة، ومربع الهدى، وسوق الجمعة".
ووفق مصادر محلية وشهود عيان، فإن الاحتلال يضغط بكل قوته من أجل إخلاء مدينة غزة، خاصة المناطق الشرقية والجنوبية منها، ليتيح لقواته التي توجد حالياً في حيّ الشجاعية، التقدم واحتلال المزيد من الأراضي.
وذكر المواطن عبد الله نصر، أن كل ما يحدث في مدينة غزة يُشير إلى أن الاحتلال مُقبل على توسيع عدوانه على المدينة، وربما هذا استكمال لتنفيذ العملية العسكرية التي تُسمى "عربات جدعون".
وأكد أن حجم القتل والجرائم في مدينة غزة كبير، والعالم يقف متفرجاً، بينما تتم إشاعة أنباء عن تهدئة وشيكة على وقع القتل والمجازر المستمرة في قطاع غزة، وأن المدنيين العُزل يدفعون الثمن.
وأشار الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل، إلى أن محافظة غزة تشهد غارات وهجمات جوية وبرية عنيفة، موضحاً أنه وخلال 20 ساعة فقط "يوم الثلاثاء الماضي"، جرى توثيق استهداف أكثر من 25 منزلاً بشكل مباشر، إضافة إلى خمسة تجمعات للمواطنين، وأسفرت هذه الاستهدافات عن ارتقاء نحو 70 شهيداً، بينهم 11 من المتجمعين بانتظار المساعدات، و12 طفلاً، و14 امرأة، إلى جانب أكثر من 200 مصاب، بينهم حالات حرجة.
ولفت بصل إلى أن هناك أكثر من 25 مواطناً تحت أنقاض منزل يعود لعائلة "الدهدار"، في حي التفاح شرق مدينة غزة، بينهم أحياء وشهداء، مبيناً أن ما حدث خلال الفترة المذكورة يتكرر كل يوم تقريباً في المدينة منذ نحو أسبوع.

 

أوامر إخلاء متلاحقة
في ذروة تصاعد العدوان والمجازر على مدينة غزة، يواصل الاحتلال إصدار أوامر إخلاء تشمل مناطق واسعة من شمال وادي غزة، مع تركز تلك الأوامر على مناطق شرق ووسط مدينة غزة، وشمال القطاع.
وشملت أوامر الإخلاء الأخيرة، التي وصفت بالأوسع منذ أشهر طويلة، مناطق: شرق مدينة غزة، وجباليا، وأحياء الزيتون الشرقي، والبلدة القديمة، والتركمان، والجديدة، والتفاح، والدرج، والصبرة، وجباليا البلد، وجباليا النزلة، ومعسكر جباليا، والروضة، والنهضة، والزهور، والنور، والسلام وتل الزعتر، مطالبة المواطنين بإخلاء بيوتهم والتوجه جنوباً نحو مواصي خان يونس.
كما طالب جيش الاحتلال، عبر منشورات ألقاها من طائرات على مختلف مناطق مدينة غزة، المواطنين من سكان محافظتي غزة وشمال القطاع بالانتقال جنوب وادي غزة، إلى محافظتي وسط القطاع وخان يونس، محدداً ممرات وصفها بـ"الآمنة"، لانتقال المواطنين، مُحذراً في الوقت ذاته من أن مدينة غزة وشمال القطاع تعتبر مناطق قتال خطيرة.
وبدا المواطنون في مدينة غزة قلقين، وبعضهم تركوا منازلهم وأحياءهم، واتجهوا للإقامة في أحياء ومناطق غرب المدينة، خاصة قرب شاطئ البحر، والخيام باتت تملأ جميع المناطق غرب غزة، وهناك تأهب لما هو أسوأ، خاصة مع تلميحات وتصريحات إسرائيلية بتوسيع العمليات البرية في القطاع، خاصة شماله، وكل المؤشرات تؤكد أن مدينة غزة قد تكون وجهة الاحتلال القادمة.
وقال المواطن ياسر حسونة من سكان مدينة غزة، إنه لن يكرر وعائلته خطأ نهاية العام 2023، ولم يتركوا مدينة غزة مرة أخرى، ومن الممكن الانتقال من مكان إلى آخر داخل المدينة، لكن لن يغادروا نحو الجنوب.
وأوضح حسونة أنه ورغم الخوف والقلق، إلا أن غالبية المواطنين القاطنين في مدينة غزة، يشاركونه نفس الموقف، فترك غزة يعني أنهم قد لا يعودون لها مرة أخرى، وهذه المرة يبدو أن الاحتلال عازم على احتلال المدينة وتدميرها كلياً، كما حدث في مدينة رفح، وهذا يعني أن تصبح مدينة غزة وشمال القطاع خاضعة لسيطرة الاحتلال الدائمة.
وتمنى حسونة وغيره من المواطنين أن يتوقف العدوان، ويتم التوصل إلى تهدئة في أقرب وقت ممكن، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ووقف الدمار الواسع الذي استهدف وسيستهدف القطاع في حال استمرت الحرب.
يُذكر أن مدينة غزة وشمال القطاع لطالما كانت هدفاً لقوات الاحتلال منذ بداية العدوان، وقد حاول الاحتلال سابقاً إخلاءها من المواطنين، من خلال المجازر، والتدمير، والتجويع.

 

"الزنانات" تلاحق المارة
مع اشتداد القصف والغارات على مدينة غزة، باتت طائرات الاستطلاع، أو ما تُسمى محلياً "زنانة"، أحد أبرز وأخطر أدوات القتل الإسرائيلية في المرحلة الحالية.
ووفق مصادر محلية وشهود عيان فإن المُسيّرات الإسرائيلية تطبق على أجواء شرق وجنوب ووسط مدينة غزة، وتنفذ غارات وهجمات مُركّزة وقاتلة على مدار الساعة.
وأكدت المصادر أن الاحتلال يستخدم سلاح المسيّرات كأداة قتل شديدة الخطورة، عبر أربعة مستويات متزامنة من القتل، الأول مُسيرات "كواد كابتر" الصغيرة، وبعضها مُتخصصة بإطلاق النار باتجاه المارة، وتصيبهم وتقتلهم كل يوم، والثاني نفس الطائرات تقوم بإسقاط قنابل على تجمعات المواطنين، وهذا السلاح شديد الخطورة، خاصة أن القنابل التي يتم إسقاطها من الجو مضادة للأفراد، وتنشر شظايا على محيط واسع، ما يزيد عدد الشهداء والجرحى.
أما المستوى الأكثر خطورة من عمليات القتل التي تُنفذها المُسيّرات، هو ما تقوم به طائرات متوسطة، بعضها تحمل صواريخ موجهة بدقة، وهي تستهدف تجمعات للمواطنين، ومركبات، وحتى منازل ومناطق أخرى، وقد استهدفت إحداها استراحة على شاطئ البحر "الباقة"، قبل عدة أيام، ما أوقع أكثر من 35 شهيداً، وعشرات الجرحى.
ولم تكتفِ قوات الاحتلال بالأنواع الثلاثة المذكورة من مستويات القتل عبر المُسيّرات، إذ أدخلت مؤخراً نوعاً جديداً من المُسيّرات، كأداة قتل أكثر خطورة، وهي ما يُعرف بـ"الطائرات الانتحارية"، وقد كثفت الأخيرة هجماتها في الأيام القليلة الماضية على مدينة غزة، وباتت تستهدف خياماً، وحشوداً للمواطنين.
وبينت مصادر محلية وطبية، أن الطائرات المُسيرة الانتحارية، نفذت الكثير من الهجمات على مدينة غزة في الآونة الأخيرة، وقوّتها التفجيرية تُعادل أكثر من صاروخ من تلك التي تُطلقها المُسيّرات، وتحدث في العادة دماراً كبيراً جداً، وتنشر شظايا على مساحة واسعة، تؤدي إلى إصابة المواطنين الذين يتواجدون على مسافات بعيدة من موقع القصف، عدا تسببها باشتعال النيران في الخيام، والأهداف التي تنفجر فيها.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق