رغم أن المسيطر حالياً على المشهد العالمي حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة وعنف المستوطنين، لكن بالواقع كل الدول العربية متضررة بشكل أو بآخر من إسرائيل، فغير أن الدول العربية عانت من خسائر حروبها ضد إسرائيل والتي قامت إسرائيل فيها بتدمير البنية التحتية للدول العربية، ففي جميع الدول العربية التي فيها مخيمات للاجئين الفلسطينيين كالأردن ولبنان وسوريا حصلت فيها أعمال عنف تمحورت حول تلك المخيمات، وهناك أراضٍ عربية لا زالت محتلة من إسرائيل كالجولان، وإسرائيل تقصف حالياً بشكل يومي عدداً من الدول العربية بما فيها سوريا رغم أنه لم يبدر من سوريا أي عمل عدائي تجاهها، وتعمل إسرائيل على مخطط لتفتيت سوريا عبر دعم تمرد فلول النظام والأقليات، واتبعت سياسة مماثلة مع دول أخرى، وإسرائيل أجبرت أمريكا على إصدار قانون تمنع بموجبه بيع تكنولوجيا وأسلحة متقدّمة للدول العربية لتحافظ إسرائيل على تفوقها التكنولوجي والعسكري ويسمى «Qualitative Military Edge-QME» بما فيها الدول التي وقّعت معاهدات سلام، وأعلنت أنها لن تسمح لأي دولة بالمنطقة أن تبني مفاعلاً نووياً ولو لأغراض سلمية وقصفت المفاعل العراقي، وإسرائيل تستبد بمصادر مياه دول عربية، والمؤسسات الصهيونية تشوه سمعة العرب وتغذي الإسلاموفوبيا/العداء للإسلام كمؤسسة ميموري-MEMRI التي تجمع مواد من القنوات العربية وتترجمها وتنشرها لأن فيها تشويها للإسلام والمسلمين. والوحدة الاستخباراتية الإسرائيلية المسماة 8200 تعمل على بث الصراعات بين العرب بمواقع التواصل «الوحدة «8200» سلاح الموساد السري لتفتيت وحدة العرب، صحيفة الرياض، 27/مايو/2021م». وسياسات إسرائيل العدوانية بالمنطقة كحربها على إيران شكّلت تهديداً لخطوط الملاحة البحرية والمجال الجوي للدول العربية وأثّرت على أسعار النفط، وحروب إسرائيل دائماً استباقية، والعمليات الحربية الإسرائيلية تصد السيّاح عن المنطقة العربية لأنها توحي بأنها خطرة، والمخابرات الإسرائيلية هي الأكثر عدوانية ضد حلفائها كأمريكا وأضرت بأمريكا حسب تصريحات مسؤولي مخابرات أمريكيين سابقين؛ جون كيرياكو، فيليب جيرالدي، راي ماكغفرن، مايكل شوير، وفبركت إسرائيل عمليات إرهابية لنسبتها للعرب للحصول على مواقف مؤيدة لإسرائيل كتدميرها للسفينة الأمريكية يو.إس.إس.ليبرتي، وعملية لافون/سوزانا ونفذتها وحدة 131 الإسرائيلية بتفجير أهداف بريطانية وأمريكية بمصر، وصرح نتنياهو أنه ملتزم بتحقيق «إسرائيل الكبرى» التي تتضمن احتلال دول مجاورة، ولهذا من مصلحة جميع العرب أن يتم تعميق عزلة إسرائيل الدولية وإضعاف هيمنتها على صناعة القرار بأمريكا عبر تيار الوطنية المتعصب الذي أوصل ترمب للرئاسة والذي يسمى «ماجا-MAGA» وهذا التيار حصل له أول انشقاق بسبب رفضه تأييد حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة خاصة بالمساعدات المالية والأسلحة الأمريكية، وقيام أمريكا بضرب المنشآت الإيرانية نيابة عن إسرائيل والذي اعتبروه مخالفاً لوعود ترمب بعدم خوض أي حرب، ووصل الشقاق ذروته مع إصدار إدارة ترمب قانوناً يلزم متلقي المساعدات الحكومية للكوارث بتعهد بعدم مقاطعة الشركات الإسرائيلية والذي اعتبره الأمريكيون إجباراً لهم على إعلان الولاء لدولة أجنبية كشرط لحصولهم على المساعدة، ومن شدة ردة الفعل المستنكرة للقانون تم إلغاؤه بعد ساعات لكن الضرر وقع بأنه كان دليلاً فاضحاً على هيمنة النفوذ الإسرائيلي، وجمّدت إدارة ترمب تمويل أهم الجامعات الأمريكية موقفة بذلك الأبحاث العلمية الهامة للطب والأمن القومي لإجبارها على منع طلابها من معارضة إسرائيل، ولذا الحسابات الأمريكية بمواقع التواصل منصبّة على مناوءة إسرائيل واللوبي الصهيوني، ويجب دعم رفع قضايا بالمحاكم الدولية تدين إسرائيل وتجبرها على دفع تعويضات، فإسرائيل وإن أبدت الاستعداد لتوقيع اتفاقيات سلام/تطبيع مع الدول العربية يجب أن تكون بحال ضعف وعزلة دولية وليس بحال غرور الانتصار والقوة والهيمنة لتكون الاتفاقيات أكثر عدالة.
أخبار ذات صلة
0 تعليق