إعداد: هشام مدخنة
شهدت الأسواق العالمية هذا الأسبوع تراجعاً حاداً في أسهم شركات التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، ما أتاح للبائعين على المكشوف تحقيق مكاسب تجاوزت 5.6 مليار دولار في جلستين فقط، وفق بيانات «إس 3 بارتنرز».
وتراجع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 1.5% خلال أسبوع مضطرب قادته خسائر أسهم الذكاء الاصطناعي، وسط تصاعد الشكوك بشأن استدامة الطفرة الاستثمارية في هذا القطاع.
العمالقة تصنع الحدث
كانت أسهم عمالقة التقنية في قلب العاصفة خلال أيام التداول الـ 5 الأخيرة؛ إذ هبط سهم «ميتا» بنسبة 4%، وتراجعت أسهم «إنفيديا» بـ 3.8%، وخسرت «مايكروسوفت» و«أبل» ما يقارب 3%، في حين انخفض سهم «غوغل» 1%. لتجلب هذه الرهانات وحدها للمستثمرين أكثر من 2.8 مليار دولار.
وفي قطاع الرقائق، انخفض سهم «إيه إم دي» بأكثر من 10%، فيما تراجعت أسهم «برودكوم» و«مايكرون» بنحو 6%.
أما شركة «كورويف»، المزودة لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والسحابة، فهوى سهمها 21%، خلال الفترة نفسها.
قائمة الخاسرين
في المقابل، تصدرت شركة «بالانتير تكنولوجيز» قائمة الخاسرين، بعد أن أدت سلسلة تراجعات استمرت عدة جلسات إلى خسارة 17%، نحو 73 مليار دولار من قيمتها السوقية، مُحققةً بذلك فوزاً نادراً للمُستثمرين على المكشوف، الذين جنوا 1.6 مليار دولار، بعد أن تكبدوا خسائر فادحة إثر رهاناتهم ضد عمالقة «وول ستريت» هذا العام.
صحيح أن سهم تحليل البيانات والبرمجيات هو الأسوأ أداءً في مؤشر «ستاندرد آند بورز» خلال التداولات الخمس الماضية، إلا أنه لا يزال الرابح الأكبر في المؤشر القياسي لعام 2025 بعد ارتفاعه بنسبة 106%.
فقاعة «دوت كوم»
في وقت سابق، صرّح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، بأن الذكاء الاصطناعي يمثل أهم حدث منذ زمن طويل، لكنه حذّر في الوقت نفسه من احتمال تشكّل فقاعة مشابهة لفقاعة «دوت كوم» مطلع الألفية، التي أودت بأكثر من 80% من قيمة ناسداك آنذاك.
وأفاد تقرير لمشروع «ناندا» التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بأن 95% من الشركات التي جرى دراستها لم تحقق أي عائد ملموس من استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، وهو ما فاقم من مخاوف المستثمرين.
وتؤكد هذه التطورات أن أسواق الذكاء الاصطناعي، رغم زخمها الكبير، لا تزال عرضة لتقلبات حادة تشكك في قوة استدامة طفرتها.
0 تعليق