"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان المتواصل على غزة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب محمد الجمل:


واصلت "الأيام" نقل مشاهد جديدة من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، ورصدت أبرز القصص التي توثق المعاناة الإنسانية، وتُسلّط الضوء على مآسي المواطنين.
ومن أبرز المشاهد الجديدة التي رصدتها "الأيام"، مشهد يُوثق الانفجارات والحرائق التي لا تتوقف داخل رفح، ومشهد آخر تحت عنوان: "أجنة يُقتلون في أرحام أمهاتهم"، ومشهد ثالث تحت عنوان: "أسعار فلكية".

 

انفجارات وحرائق في رفح
ما زالت محافظة رفح، جنوب قطاع غزة، التي تتعرض للاحتلال الكامل منذ نحو شهر، تشهد ذروة العمليات العسكرية الإسرائيلية، وفي مخيماتها وأحيائها تستمر عمليات التدمير بشكل متسارع.
ويسمع النازحون والمواطنون المقيمون في محافظة خان يونس، أصوات انفجارات مُدوية كل يوم مصدرها مدينة رفح، وغالبيتها، إن لم يكن جميعها، نتجت عن عمليات نسف لمنازل ومربعات سكنية.
وإضافة إلى الانفجارات التي لا تتوقف، تُشاهد سُحب الدخان الأسود الكثيف تتصاعد من قلب مدينة رفح، خاصة من أحيائها الشمالية، جراء الحرائق المُتعمدة، التي يُشعلها جنود الاحتلال داخل ما تبقى من منازل المواطنين.
وقال المواطن أحمد رضوان، الذي يقطن وسط خان يونس، إن ما يحدث في رفح أمر مهول، فالانفجارات التي تجري داخل رفح تُرعب سكان خان يونس، وتهز المنازل، وهذا دليل على عنفها، كما تشاهد سُحب الدخان والغبار بعد كل انفجار، حيث يجري نسف البيوت ومسحها عن الخارطة.
وأشار رضوان إلى أن التدمير والحرائق تتركز منذ مدة في أحياء محافظة رفح الشمالية، خاصة مصبح، وخربة العدس، وهي الأحياء التي لم يصبها دمار كبير قبل التهدئة الأخيرة.
ولفت رضوان إلى أن رفح باتت مُحاصرة، ومعزولة تماماً عن قطاع غزة، بعد أن أُخليت من السكان، وتم إنشاء محور جديد "موراج"، عمل على فصلها تماماً عن محافظة خان يونس.
من جهته، قال ياسر حسان، وهو نازح من رفح ويعيش في مواصي خان يونس، إنه يُشاهد يومياً صوراً تخرج من رفح، بعضها ينشره جنود الاحتلال، وكل الصور التي شاهدها تؤكد أن حجم الدمار في رفح غير مسبوق، خاصة الصورة التي خرجت من مخيم الشابورة، والتي تُظهر هدم جميع المباني في المخيم دون استثناء.
وبيّن حسان أنه تابع صوراً جوية حديثة مُلتقطة عبر الأقمار الصناعية نشرها أحد النشطاء لأحياء رفح، وتابعها جيداً وفوجئ بحجم الدمار، الذي وصل إلى 100% في بعض المناطق، خاصة شمال المدينة ومخيمها، وأحياء تل السلطان والسعودي، موضحاً أن الاحتلال يريد تحويل مدينة رفح إلى مساحات مكشوفة خالية من أي مبنى، ولا أحد يعرف ماذا يُخطط قادة الاحتلال لمستقبل رفح، فالبعض يتحدث عن تحويلها إلى أكبر مجمع للنازحين، وآخرون يعتقدون أن ما يحدث يُمهّد لاحتلال طويل للمدينة.

 

أجنة يُقتلون في الأرحام
لم يقتصر عدوان الاحتلال وحربه ضد قطاع غزة، على المواطنين الأحياء، خاصة النساء، إذ تعدى ذلك بكثير، ليصل إلى قتل الأجنة في أرحام أمهاتهم، فمئات السيدات الحوامل استشهدن، وفي أرحامهن أجنة، لم يروا النور.
وكان آخر ضحايا الاحتلال جَنين في رحم أمه هنادي شعبان أبو طعيمة، حيث استشهدت هي وزوجها وجميع أبنائهما، وجنينها جنوب قطاع غزة، بعد قصف خيمتهم.
وقالت المواطنة دعاء أبو قاعود، وهي الناجية برفقة شقيقها محمد من مجزرة راح ضحيتها جميع أفراد عائلتهما البالغ عددهم 10 أشخاص، إن شقيقتها آلاء (32 عاماً)، كانت حاملاً في أشهرها الأولى، بعد رحلة علاج ومعاناة كبيرة، وكانت فرحة بحملها الأول، وتنتظر قدوم الطفل، لكن صواريخ الاحتلال لم تمهلها حتى انقضاء فترة الحمل، وولادة الجنين، إذ جرى قتلها مع جنينها.
وأكدت أبو قاعود أن ما حدث ويحدث بحق النساء الحوامل جريمة، ولو حدث نصف هذه الجرائم في دولة أوروبية لقامت الدنيا ولم تقعد، ولكن العالم كله لا يقيم وزناً للجرائم في غزة، بل يدعم القاتل الجاني بالمال والسلاح، حتى يُكمل مهمته في إبادة سكان قطاع غزة.
وسبق أن أجرى أطباء في مستشفيات بقطاع غزة، أكثر من عملية توليد لسيدات حوامل استشهدن، في محاولة لإخراج الأجنة من أرحامهن، ونجحت الفرق الطبية في العديد من تلك المحاولات، من بينها واحدة في مستشفى النجار بمدينة رفح، قبل احتلالها، وأخرى في المستشفى الكويتي، وكُتب لأحد الأجنة العيش.
في حين، ذكر المواطن حمدي سالم، أن الاحتلال أبادَ عائلة ابنه ومسحها من السجل المدني، ففي البداية استشهد نجله في محل عمله برفح، وبقيت زوجته وابنته الطفلة وجنينها، حيث كانت زوجة ابنه حاملاً في أشهر متقدمة، وذهبت في زيارة إلى عائلة ذويها، حيث جرى قصف المنزل وإكمال إبادة العائلة.
وأشار إلى أن قتل الأجنة في بطون أمهاتهم جريمة كبرى، وليس لها أي مبرر سوى سعي الاحتلال لإحداث الإبادة في أوسع وأبشع صورها، مطالباً بإيلاء هذا الموضوع أهمية كبيرة، وفضح جرائم الاحتلال التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث.

 

أسعار فلكية
ما زالت الأوضاع الكارثية في قطاع غزة تخنق المواطنين والنازحين، مع تواصل الحصار وتبعاته، ما زاد من صعوبات الحياة من جميع النواحي.
وشهدت أسعار السلع في القطاع ارتفاعات جنونية، وصلت إلى سلم أسعار لم تصله فلسطين منذ عقود طويلة.
فقد وصل ثمن الكيلوغرام من أرز الطهي إلى 350 شيكلاً مع استمرار منع وصوله للقطاع، علماً أن سعره الطبيعي لا يتجاوز 6 شواكل، في حين وصل ثمن ولاعة النار الصغيرة، التي كان ثمنها نصف شيكل في السابق إلى 80 شيكلاً، بينما ارتفع ثمن كيلو الحطب أو الخشب إلى 7 شواكل علماً أن طهو أقل كمية من الطعام أو تجهيز كمية قليلة من الخبز بحاجة إلى 3 كغم من الحطب على الأقل.
وبيّن المواطن محمود المزين أن راتبه الشهري وصل إلى حسابه في البنك، وبسبب وقف الشراء عبر التطبيق اضطر لسحبه من خلال الصيارفة بعمولة 33%، وبمجرد أن أستلم راتبه وقبل شراء شيء خسر ثلثه، ثم توجه إلى السوق واشترى كمية قليلة من الخضراوات لا تتعدى بضعة كيلوغرامات مقابل 150 شيكلاً، ومعلبات مقابل 150 شيكلاً، وحطب يكفي ليومين فقط مقابل 100 شيكل، وبعض الحاجيات البسيطة، وعاد إلى منزله ومعه ثلث الراتب فقط، ومن ضمن الأموال ورقة بقيمة 50 شيكلاً وأخرى 20 شيكلاً بالية لم يقبل أحد من الباعة أخذها.
وأكد أنه اضطر لإصلاح ولاعة تعرضت للتلف مقابل 30 شيكلاً، ولا يمتلك الغاز، ولا يوجد في منزله مخزون من الطعام، وهو مضطر لشراء كيس طحين مقابل 500 شيكل.
وأوضح أن الراتب الشهري الذي كان يكفيه شهراً كاملاً وأحياناً يدخر جزءاً منه، أصبح في الوضع الحالي لا يكفيه سوى أربعة أيام فقط.
وأشار المزين إلى أن الوضع آخذ في التدهور، والسلع والمواد الغذائية ترتفع أسعارها كل ساعة وليس كل يوم، وأن المواطنين يعانون من الجوع.
بدوره، قال المواطن المُسن حسن عاشور، إنه لم يشهد في حياته كلها ارتفاعاً على الأسعار كما يحدث حالياً، "فالناس لم يعد لديها مال لتشتري شيئاً، فحتى الموظف وميسور الحال أصبح يعاني بسبب هذا الغلاء الرهيب".
ونوّه عاشور إلى أن السلع التي كانت مُتوفرة بأسعار منخفضة إما اختفت أو ارتفعت أسعارها على نحو غير مسبوق.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق