لم تمضِ ساعاتٌ على انتهاء مهمتها في شمال سورية، حتى انطلقت الشاحنات السعودية ذاتها، وبنفس ملصقاتها الإغاثية، قاطعةً أكثر من 2500 كيلومتر نحو جنوب اليمن، وتحديداً إلى محافظة حَيران... وكأنها لا تعرف التوقف، ولا تعترف بالحدود، ولا تنتظر التصفيق.
إنها ليست شاحنة عادية، بل جزء من الأسطول البري وقوافل الإغاثة التي يطلقها باستمرار برنامج الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، البرنامج الذي لم يعد مجرد ذراع للنجدة، بل أصبح نبضاً عابراً للجغرافيا، يحاكي الأوجاع ويداويها دون منّة.
وفي هذه الرحلة الطويلة – التي لا تفصلها سوى لحظات من التعبئة الإنسانية – لم يكن لدى الفريق السعودي وقت لتبديل الملصقات، أو تغيير وجهة المركبة إعلامياً... لأن المهمة أكبر من الصورة، والرسالة الإنسانية السعودية أعمق من البروتوكول، إذ يبقى الإنسان أولاً... أيًّا كان اسمه، ومهما كان موطنه.
هذه الشاحنة كانت قبل أيام في درعا توزّع الخبز والدواء، واليوم تظهر في رحلة أخرى في حَيران اليمن تُفرغ أطناناً من المواد الغذائية والطبية، وكأن المملكة تقول للعالم بلغة الأفعال:
الوجع لا يُقسَّم، والإنسانية لا تُؤجل.. والمملكة لا تَخذل.
أخبار ذات صلة
في طريقٍ واحدٍ من الشمال السوري إلى الجنوب اليمني، مرّت الشاحنات بحكايات حرب وأصوات جوع، ومآسي لجوء لكنها لم تتوقف، كانت تسابق الألم، لا الزمان.
هي ليست مجرد شاحنة بل شهادة حيّة على أن السعودية حين تمد يدها، فإنها لا تسأل عن العِرق ولا الانتماء، بل عن الحاجة فقط.
0 تعليق