كتب خليل الشيخ:
"أحسن من بلاش راح أتناول الدواء منتهي الصلاحية وأمري إلى الله"، هذه العبارة رددها المواطن فرج فرحات (59 عاماً)، الذي يعاني من أوجاع في القلب ومشاكل جلطة أصابته، مؤخراً، بعدما فقدت أدويته الخاصة من الصيدليات في قطاع غزة.
وقال فرحات لـ"الأيام"، إن زوجته عجزت عن تدبير علاج جديد، ولم تعد لديه أصناف الأدوية اللازمة له، فاضطر إلى تناول حبتين من العلاج القديم الذي بحوزته، مشيراً إلى أن وضعه الصحي لا يقبل البقاء بلا تناول أدوية.
وتفتقر صيدليات قطاع غزة إلى عشرات الأصناف من الأدوية بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ شهور.
وأشار فرحات، الذي ينزح في خيمة بمنطقة اليرموك في غزة إلى أنه يكافح للتغلب على واقعه الصحي والاقتصادي، ويصارع للبقاء ويتشبث بالحياة.
أما المواطن عبد الكريم صافي (68 عاماً) فقال، إنه تناول منذ نحو أسبوع علاجاً لضغط الدم منتهي الصلاحية، لكنه لم يشعر بتحسن ضغط الدم لديه.
وأضاف، "لا يوجد دواء وأولادي جابوا عدة مؤسسات كانت توفر نفس العلاج منذ بداية العدوان، لكن هذا الصنف غير متوفر الآن، وبقيت بلا علاج منذ نحو شهرين"، لافتاً إلى أنه يحتاج إلى تناول أربعة أقراص لتنظيم ضغط الدم يومياً، وهو ما دفعه لتناول علاج منتهي الصلاحية.
"أشعر بأزمة صدرية ومشاكل في التنفس ولا يوجد علاج، وقال الطبيب المعالج لحالتي، إنه من الضروري جداً أن أتناول علاج الكبسولات على الأقل"، هكذا قال الطفل مصطفى السعدي (13 عاماً) من مدينة غزة، الذي يعاني من "الربو" المتصاعد منذ ثلاثة أسابيع بسبب الأجواء المغبرة.
وأشار إلى أن الطبيب أبلغه بضرورة تناول علاج من نوع "بيكوتايد"، وهو على شكل "بخاخة" للاستنشاق، لكن لم يجده في الصيدليات فاضطر لاستخدام واحدة منتهية الصلاحية وجدها عند أحد أقربائه.
وذكرت مصادر طبية لـ"الأيام" أن تناول أدوية منتهية الصلاحية أمر خاطئ صحياً، لكنه قد يكون حلاً بديلاً لا سيما في ظل الحصار وحالة نقص الأدوية في قطاع غزة، وبعد التأكد من عدم خطورته على صحة المريض.
وأوضحت أن هناك أصنافاً من الأدوية لا يمكن تناولها قطعياً إذا كانت منتهية الصلاحية، وهي التي تشكل خطراً مميتاً على المريض، كالهرمونات والأدوية عالية السمية، مشيرة إلى أن وزارة الصحة في غزة شكّلت لجنة فنية خاصة بفحص الأدوية منتهية الصلاحية، وتحديد إن كان بالإمكان تناولها من عدمه.
يذكر أن نسبة العجز في الأدوية المتوفرة في قطاع غزة فاقت 40%، وهناك بعض الأدوية رصيدها صفر.
على الصعيد ذاته، يحاول هؤلاء المرضى وذووهم ابتكار أدوات ووسائل بديلة لمكافحة الحصار، كما فعل المواطن مالك جبر في الثلاثينيات من عمره، الذي استخدم قنينة بلاستيكية فارغة لمساعدة طفلته "مايان" المصابة بحالة "ربو".
وتعاني طفلته ابنة الثلاث سنوات من أزمة صدرية حادة، وصعوبة في التنفس، وهي بحاجة إلى جهاز يعمل بالكهرباء، لكن ظروف الحصار ونقص العلاج يحرمانها من التغلب على مرضها.
واضطر المواطن "جبر" المقيم في مخيم النصيرات وسط القطاع، إلى وضع "بخاخة" تنفس في عقب نصف زجاجة فارغة، ووضعها على أنف وفم طفلته لمساعدتها على التنفس الجيد.
0 تعليق