برلين مدينة الفن والجمال والتاريخ الثري - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

رغم أن ألمانيا ترتبط في الأذهان بالصناعة والجوانب الاقتصادية والأشياء التي تكون بعيدة كل البعد عن الحس الجمالي، إلا أن عاصمتها برلين تتميز بمزيج من الجماليات التاريخية والعصرية، وتشكل المدينة مركزاً للثقافة والإعلام والعلوم، وتتسم بالهندسة المعمارية المتطورة والأطعمة الرائعة.

وتشتهر برلين بمعالم ثقافية، فهي موطن لأوبرا برلين وأوركسترا برلين الفيلهارمونية، ويشتمل مشهدها الفني المتنوع على العديد من الأحداث والمعارض والمتاحف، بما في ذلك تلك الموجودة في جزيرة المتاحف، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونيسكو. وتزخر العاصمة الألمانية بالكثير من المعالم السياحية الأخرى التي ينافس بعضها بعضاً.

حديقة فولكسبارك فريدريشهاين

أقدم حديقة عامة في برلين هي فولكسبارك فريدريشهاين التي يعود تاريخها للعام 1840، وتُوفر ملاذاً من صخب المدينة، وتتألف من مساحات خضراء واسعة للاسترخاء، ومن وسائل الترفيه فيها ملاعب للتنس ومسار نصف أنبوبي للمتزلجين وسينما خارجية.

وتوجد أيضاً ملاعب ذات طابع خيالي، ونافورة مارشنبرونين الساحرة التي تعود لعام 1913 حيث تتلألأ منحوتات السلاحف والضفادع في أحواض مائية متدرجة، محاطة بسندريلا وسنو وايت وشخصيات أخرى من الأخوين جريم.

وقبالة شارع لاندسبيرجر مباشرة يوفر المعرض الموجود هناك خلفية تاريخية أما على الحافة الشمالية للمتنزه يوجد نصب تذكاري شهير.

ويُعد قصر شارلوتنبورغ أحد المواقع القليلة في برلين التي لا تزال تعكس عظمة عائلة هوهنتسولرن التي حكمت المنطقة من عام 1415 إلى عام 1918. وكان في الأصل ملاذاً صيفياً صغيراً ثم تطور إلى كومة باروكية رائعة تضم شققاً خاصة فخمة وقاعات مهرجانات مزينة ومجموعات من الخزف الثمين ولوحات فنية لفنانين فرنسيين من القرن الثامن عشر.

وهو أمر رائع في الطقس الجميل، عندما يمكن تحويل نزهة في حديقة القصر إلى يوم من إلقاء نظرة على الكنوز الملكية. والقسم الأقدم في القصر، وهو القلعة القديمة، بمثابة تحفة من الجص والديباج والترف الشامل ومن أبرز المعالم: معرض أوك، وهو قاعة مهرجانات مغطاة بألواح خشبية ومزينة بصور عائلية، والقاعة البيضاوية الجميلة مع إطلالات على الحدائق، وغرفة نوم فريدريك الأول مع أول حمام في قصر باروكي على الإطلاق، وغرفة البورسلين الرائعة المغطاة من أعلى إلى أسفل بالخزف الأزرق الصيني والياباني.

وأجمل غرف شارلوتنبورغ هي الغرف الخاصة الفخمة لفريدريك الكبير في توسعة نوير فلوغل، والتي صممها عام 1746 المهندس المعماري الشهير في تلك الفترة، جورج فينزيسلاوس فون نوبلسدورف.

ومن أبرزها قاعة الولائم «القاعة البيضاء» ذات التصميم المُتقن، والمعرض الذهبي المُغطى بالمرايا والمُذهّب، ولوحات واتو وبيسني وغيرهما من أساتذة الفن الفرنسي في القرن ال18.

وفي الجناح نفسه توجد شقق الملكة لويز، زوجة الملك فريدريش فيلهلم الثالث.

كان جناح نوير بافيلون المجاور، من تصميم شينكل، ملاذاً صيفياً لفريدريش فيلهلم الثالث، ويضم الآن لوحات فنية من العصر الرومانسي وعصر بيدرمير.

متحف جيمالديغاليري

يُعد هذا المتحف من أرقى وأشمل مجموعات الفن الأوروبي في العالم، إذ يضم نحو 1500 لوحة فنية تُغطي مسيرة الإبداع الفني من القرن الثالث عشر إلى القرن الثامن عشر.

ويوفر فرصة استكشاف 72 معرضاً فنياً من خلال جولة على روائع تيتيان، ودورر، وهالز، وفيرمير، وغينزبورو، وغيرهم الكثير من أساتذة الفن القديم، ويمتد لمسافة كيلومترين تقريباً. ولا يجب تفويت زيارة غرفة رامبرانت (الغرفة X).

ويهيمن رواد الفن الألماني والهولندي والفلمنكي على الجناح الشرقي، حيث تُبرز لوحة «ينبوع الشباب» للوكاس كراناخ الأكبر في الغرفة الثالثة، ولوحة «الأمثال الهولندية» لبيتر بروغل الأكبر في الغرفة السابعة.

أما الجناح الغربي فهو مُهدى للإيطاليين، ويضم لوحات فنية شهيرة مثل لوحة «الحب المنتصر» لكارافاجيو، ولوحة «السيدة العذراء والطفل» وغيرها.

ويُقدم الدليل الصوتي الممتاز معلومات مُفصلة عن هذه الأعمال وغيرها من الأعمال المختارة.

معرض الجانب الشرقي

يتواجد هذا المعرض في منطقة فريدريششين الواقعة في الضاحية الشرقية من مدينة برلين؛ ويُجسّد المعرض شجاعة برلين وصمودها، وهو رمز للأمل والإبداع والمرونة، ليس فقط لسكان برلين، بل أيضاً لسائر أنحاء العالم.

ويعد أكبر معرض فني مفتوح دائم في العالم، والمعروف باسم معرض الجانب الشرقي؛ وهو آخر جزء متبق من جدار برلين الذي تم هدمه.

ففي السابق كان الجزء من الجدار، الذي يقع فيه حالياً المعرض، معبراً حدودياً إلى ألمانيا الشرقية، مخصصاً لسكان ألمانيا الغربية فقط.

وبعد ذلك هُدم معظم جدار برلين ما عدا المعرض والذي يعد أطول جزء متبقٍّ منه. وبعد عام واحد أقام أكثر من 100 فنان من 21 دولة جلسة رسم أسطورية على الجانب الشرقي من الجدار. وفي النهاية، أعلنت السلطات المحلية معرض الجانب الشرقي نصباً تذكارياً.

ويمتد هذا الجزء على طول نهر شبري وشارع مولينستراسه ويبلغ طوله قرابة 1.3 كيلومتر ويضم أكثر من 100 جدارية.

وقد ترجم عشرات الفنانين العالميين البهجة والتفاؤل اللذين سادا خلال حقبة الحرب الباردة إلى مزيج من التعبير والتأملات المستوحاة من ورؤى فنية متنوعة.

وتشكل علامات الجرافيتي جزءاً كبيراً من الأعمال الفنية، على الرغم من أنها لا تحظى بشعبية كبيرة حيث تم اتخاذ تدابير كبيرة للحفاظ على بعضها وإعادة إنتاج بعض اللوحات الأكثر شهرة في المعرض مثل وجوه الرسوم المتحركة لتييري نوير.

وفي الوقت الحاضر يظهر معرض الجانب الشرقي مغطى بمجموعات من المصورين، وبحسب التقديرات فإن أكثر من ثلاثة ملايين زائر يأتون سنوياً إلى هذا المكان.

وعلى الجانب الخلفي من الجدار يستمتع رواد الحفلات الموسيقية والاستماع لموسيقى التكنو من أجهزة الراديو على طول ضفاف نهر شبريه، بينما على الجانب الآخر من الجدار تحول شارع مولينستراسه إلى نوع من الطفرة التجارية.

لقد وجدت بعض الجداريات الأكثر شهرة مكانها إلى الأبد على صفحات التاريخ والثقافة الشعبية ومن ذلك لوحة «اختبر الباقي» لبيرجيت كيندر، والتي تظهر فيها سيارة «ترابي» وهي تخترق جدار برلين.

في عام 2009 خضع المعرض لعملية ترميم مثيرة للجدل بسبب تآكل جدرانه نتيجة الظروف الجوية ورسومات الجرافيتي السياحية. وأُزيلت العديد من الجداريات، وفي كثير من الحالات طُلب من فنانين المشاركة في إعادة رسمها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق