خبير استراتيجي: الحكومة المصرية صاحبة القرار في رسوم عبور قناة السويس - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

كتبت: دينا يحيى الأدغم  

تصريحات ترامب بشأن المرور المجاني للسفن الأمريكية عبر قناة السويس  

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي طالب فيها عبر منصته "تروث سوشيال" بالسماح للسفن العسكرية والتجارية الأمريكية بالمرور عبر قناتي السويس وبنما دون دفع أي رسوم، جدلًا واسعًا في مصر، حيث تفاعل المصري التواصل الاجتماعي رفضًا لهذه التصريحات.  

 

 

فقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي ردود فعل قوية من المصريين، الذين أكدوا أهمية قناة السويس باعتبارها ممرًا حيويًا أنشأته الأيدي المصرية منذ أكثر من 200 عام لخدمة التجارة العالمية.  

وفي تعليقه على تصريحات ترامب، قال اللواء طيار د. هشام الحلبي، مستشار الأكاديمية العسكرية العليا للدراسات الاستراتيجية، في تصريحات خاصة لبوابة "الجمهورية أون لاين" الإلكترونية، إن تصريحات الرئيس الأمريكي تعكس النهج الاقتصادي للإدارة الأمريكية، التي تضع المصالح الاقتصادية في مقدمة قراراتها تجاه العلاقات الدولية.  

وأضاف الحلبي أن مطالبة ترامب بمرور السفن الأمريكية مجانًا عبر قناة السويس يبرز السمة الاقتصادية البحتة للمصالح الأمريكية في العالم، وليس تجاه مصر فقط. وأكد أن رسوم المرور تُفرض مقابل الخدمات المقدمة للسفن، بما يشمل عمليات الصيانة والتوسعة المستمرة لضمان جودة الملاحة البحرية، وذلك وفقًا لقرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 30 لسنة 1957، الذي يحدد رسوم العبور.  

وأشار الحلبي إلى أن قناة السويس ليست ممرًا طبيعيًا بين البحرين الأحمر والمتوسط، بل هي ممر صناعي تم إنشاؤه وصيانته وإدارته بالكامل بأيادٍ مصرية، حيث يتم تقديم خدمات الإرشاد والبحث والإنقاذ لضمان المرور الآمن للسفن، مقابل رسوم محددة.  

وفي السياق ذاته، أوضح الحلبي أن قرار الإدارة الأمريكية بشأن رغبتها في العبور المجاني للسفن عبر قناة السويس يخضع لتقدير القيادة السياسية المصرية، التي لها السلطة الكاملة في إدارة القناة وتحديد امتيازات العبور.
 كما أشار إلى إمكانية تفاوض مصر حول هذه المسألة لتحقيق مكاسب اقتصادية ضخمة، مثل نقل البضائع المصرية عبر السفن الأمريكية دون رسوم، مما قد يمثل فائدة استراتيجية كبيرة.  

وأوصى الحلبي بضرورة تجنب استخدام العبارات المسيئة في التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن هذه القضية في يد الحكومة المصرية، التي تستطيع تقييم جميع الأبعاد الاقتصادية والجيوسياسية لضمان تحقيق المصلحة الوطنية.  

وشدد الحلبي على ثقته في إدارة قناة السويس، التي أثبتت كفاءتها في مشاريع التطوير، بما في ذلك مشروع ازدواج القناة وعمليات الإنقاذ، مثل إنقاذ السفينة "إيفر جيفن" التي جنحت في القناة.  
وعن تصريحات ترامب التي قال فيها "لولا أمريكا ما كانت قناة السويس"
 أكد الحلبي أن التاريخ لا يجامل أحدًا، مطالبًا الإدارة الأمريكية بالرجوع إلى المؤرخين والوثائق التاريخية التي تؤكد أن قناة السويس تم حفرها بأيدي وأموال مصرية، وأن آلاف المصريين ضحوا بحياتهم خلال عمليات الحفر والتوسعة.  

وأضاف أن القناة، التي افتتحت عام 1869، أصبحت ممرًا عالميًا يربط البحرين الأحمر والمتوسط، ويقلل المسافات البحرية بشكل كبير. وفي عام 1956، قام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بتأميم القناة، ما أدى إلى العدوان الثلاثي ومحاولة السيطرة عليها من قبل قوى أجنبية، لكن القناة بقيت تحت السيادة المصرية الكاملة، محكومة بمعاهدات دولية تكفل حقوق جميع الدول دون تمييز.  

وفي سياق متصل، دعا الحلبي إلى تكثيف تدريس تاريخ قناة السويس في الجامعات المصرية بمختلف اللغات لتعزيز الوعي العام بأهمية القناة.  
وعن الخسائر التي تسببت فيها الإدارة الأميركية تجاه قناة السويس 
وأشار الحلبي ،إلى أن أمريكا قامت مؤخرًا بشن ضربات جوية ضد الحوثيين لضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر، لكن رغم هذه الجهود، تكبدت القناة خسائر بلغت نحو 7 مليارات دولار العام الماضي بسبب تراجع حركة التجارة العالمية وارتفاع تكاليف الشحن والتأمين.  

وأكد الحلبي أن الإدارة الأمريكية، بصفتها قوة عالمية مؤثرة، يجب أن تسعى إلى إيجاد حلول سلمية للمشكلات الإقليمية، مثل النزاعات في اليمن وغزة وفلسطين، لأن استمرار الحروب يؤدي إلى عزوف السفن عن الملاحة في البحر الأحمر، مما يفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية.  

وعن كلمة الرئيس السيسي في ذكرى تحرير سيناء  

أشاد الحلبي بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الاحتفال بذكرى تحرير سيناء، واصفًا إياها بأنها رسالة قوية للعالم، تؤكد أن سيناء كانت وستظل رمزًا للصمود والتضحية، وتبرز الدور التاريخي للجيش المصري في حماية التنمية المستدامة في أرض الفيروز وقناة السويس.  

وأشار الحلبي، إلى أن الرئيس السيسي شدد على موقف مصر الداعم لحل الدولتين كحل شامل للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أهمية إعادة إعمار غزة ووقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وإدخال المساعدات الإنسانية وفقًا للخطة المصرية العربية الإسلامية. كما أوضح أن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل بوساطة أمريكية تعد نموذجًا للتاريخ الدبلوماسي الناجح، الذي يمكن البناء عليه لتحقيق السلام العادل.


يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق