عاجل

المجاعة تفتك بالغزيين: عيون غائرة وجلد مترهّل وآلام متواصلة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب عيسى سعد الله:


تطول قائمة الإعياء والأمراض التي تعصف بمواطني قطاع غزة نتيجة المجاعة المميتة التي تضرب القطاع منذ شهرين ونصف الشهر، جراء الحصار الإسرائيلي المشدد والمحكم.
ولم يخلُ أي مواطن من هذه القائمة التي تضم عشرات الأمراض ودلالات سوء التغذية التي أدت إلى وفاة العشرات، خاصة بين الأطفال وكبار السن والمرضى.
وبدأت أعراض سوء التغذية تظهر بقوة على المواطنين، خاصة العيون الغائرة والجلد المترهل والهزال والضعف العام وشحوب الوجه.
ولم يتناول سكان قطاع غزة اللحوم بكل أنواعها وكذلك الفواكه والخضراوات الطازجة منذ تشديد الاحتلال الحصار وإحكامه على القطاع في الأول من شهر آذار الماضي.
ويعتمد المواطنون في قطاع غزة خلال هذه الفترة في طعامهم على الحبوب والبقوليات الجافة، بعد أن فقدوا أيضاً الأرز والكثير من الأطعمة الأخرى.
وتعج المستشفيات والصيدليات بشكل عام بالمراجعين المرضى الذين يشتكون من الكثير من الأمراض الناتجة عن سوء التغذية.
وبسبب عدم توفر الخدمات الطبية الاستشارية في المستشفيات، بسبب انشغالها الشديد والمتواصل باستقبال مئات الإصابات والشهداء يومياً، يتجه المواطنون إلى الصيدليات باعتبارها القبلة الصحية الوحيدة المتاحة لهم.
وتتراوح معاناة هؤلاء المرضى بين الهزال والإصابة بالإسهال الدائم، كما هو الحال مع المواطن يوسف رباح وجميع أفراد عائلته، الذين توجهوا إلى إحدى الصيدليات في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، للحصول على استشارة طبية من أحد الأطباء المتواجدين داخلها.
وأوضح رباح، الذي حصل على إرشادات من الطبيب بضرورة تغيير طبيعة طعامه، أنه لا يستطيع القيام بذلك لعدم توفر البديل الصحي، وكذلك عدم توفر المال الكافي للاعتماد على الخضراوات الطازجة التي ارتفعت أسعارها بشكل جنوني.
وبيّن رباح أنه سيضطر إلى الاستدانة لشراء كمية قليلة من الخضراوات لإطعام أبنائه الصغار أملاً في شفائهم.
أما المواطنة لينا فقد أبدت قلقاً شديداً على حياة طفلها الذي يتعرض للتشنج في أحيان كثيرة، والذي أرجعه أحد الأطباء إلى سوء التغذية، طالباً منها تحسين جودة الطعام، وإطعامه طعاماً ملائماً.
وأشارت لينا إلى أن خياراتها محدودة في توفير الطعام، لاسيما بعد توقف "التكايا" والمطابخ الخيرية عن العمل، واضطرارها للاعتماد على نفسها بإعداد الطعام.
وتحتاج لينا لشراء الأسماك أو اللحوم المفقودة من أجل علاج ابنها ابن الأربع سنوات.
فيما اشتكى عدد من النساء اللواتي انتظرن لبعض الوقت خارج الصيدلية لاستشارة الصيدلي، من التساقط المتواصل والنسبي للشعر منذ أكثر من أسبوعين والذي عزاه أحد الأطباء لسوء التغذية.
وقال الصيدلي ذو الفقار سويرجو، إن سوء التغذية بدأ يظهر على مواطني قطاع غزة المحاصرين، على شكل موجات شديدة وطويلة من الإسهال، وترهل حاد في الجلد، وتغوّر العيون وتساقط الشعر وآلام حادة في المعدة، ونوبات تشنج متتالية عند مرضى الصرع، وآلام حادة في المفاصل، إضافة إلى الإرهاق الشديد وتثاقل في الحركة.
وحذر سويرجو خلال حديث مع "الأيام" من أن قطاع غزة على أبواب كارثة إذا استمر الوضع على هذا النحو.
وقال إن الأخطر من ذلك كله هو ظهور أمراض وبائية خطيرة ومميتة سريعة الانتشار كوباء الكوليرا مثلاً، داعياً العالم والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل من أجل إدخال المواد الغذائية والأدوية للقطاع بشكل عاجل، وقبل فوات الأوان.
وأكد أن الغالبية العظمى من المواطنين لا تستطيع مواجهة أمراض سوء التغذية لعدم توفر الأدوية والمدعمات والمكملات الغذائية، وكذلك نفاد الطعام الصحي واللحوم والفواكه من الأسواق.
وحذر من تزايد أعداد المصابين بهذه الأمراض خلال الأيام القادمة، وعدم قدرة الجهاز الصحي على التعامل معهم، أو تقديم الحد الأدنى من الخدمات الطبية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق