جباليا: رنين الهاتف يكشف عن وجود جثمان شهيدة تحت الركام - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب خليل الشيخ:

 

علا رنين هاتف خلوي من تحت ركام نتج عن قصف جمعية خيرية وعيادة "التوبة" وسط مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، ليدل على وجود شهيدة تحت الأنقاض.
لم تعرف هوية الشهيدة إلا بعدما تطوع أحدهم للرد على الهاتف، الذي تضررت شاشته دون أن تعرف هوية المتصل، ليتبين من حديثه أنه زوجها الذي صدم باستشهادها، ووصل جرياً من منزله إلى مكان الاستهداف.
نحو 15 شهيداً وعشرات الجرحى كانوا ضحايا القصف الذي تسبب بتدمير مقر جمعية الصلاح الإسلامية، والعيادة التابعة لمسجد "التوبة"، غالبيتهم نساء حضرن إلى مقر الجمعية لاستلام مخصصات مالية لأبنائهن.
وقال الشاب حمزة (22 عاماً) الذي شارك في انتشال الشهداء: "حضر زوج الشهيدة الذي تم استدعاؤه إلى مكان القصف، وقال إنها تدعى أفنان حويلة (21 عاماً)، وأوضح أنها كانت تنتظر دورها في تلقي العلاج الطبي في العيادة، واستشهدت وهي مريضة، فيما استشهد وأصيب عدد من الأطباء والعاملين في العيادة.
وأضاف: "الأطفال الذين تواجدوا برفقة أمهاتهم من أجل تلقي مخصصات كفالة الأيتام، منهم من استشهد ومنهم من أصيب بجروح، كما استشهد بعض العاملين في توزيع المخصصات المالية، وآخرون من المارة".
من جهته، قال "أبو معاذ" وهو شاهد عيان: "الاحتلال استهدف المكان بصاروخ واحد تسبب بتفريغ ثلاث طبقات من البناية التي كانت تضم مقراً لجمعيتين خيريتين هما الجمعية الإسلامية، وجمعية الصلاح الإسلامية، وعيادة ومصلى"، مشيراً إلى أن القصف تزامن مع تجمع لمواطنين حضروا للمراجعة، وآخرين كانوا ينتظرون دورهم في ملء "جالونات" مياه الشرب من بئر مياه قريبة من المكان المستهدف.
ولفت إلى أن بعض هؤلاء أصيبوا بجروح بالغة، ولم يعودوا بـ"جالوناتهم" التي تلطخت بدمائهم، ودماء الشهداء.
وأضاف "أبو معاذ" في الأربعينيات من عمره: "كان المشهد قاسياً وفظيعاً بينما تناثرت الجثامين وبعض الأشلاء على الأرض، ومنها ما غطاها الركام، واضطر المسعفون والمتطوعون لإزالة الركام بأيديهم وانتشال هذه الجثامين، فيما عبقت رائحة البارود في الأجواء".
قبل وصول سيارات الإسعاف كان ذوو الضحايا قد وصلوا إلى المكان، وعلا الصراخ والبكاء كلما تم التعرف على أحد الضحايا، وفيما بحث آخرون عن أقربائهم بعدما كانوا قد تأكدوا من تواجدهم في المكان.
وذكر أحد الشبان ويدعى أيسر، أنه سمع بوجود شقيقته وطفليها في مكان القصف، فحضر هائماً ليجد المسعفين قد بادروا بنقل جثمانها إلى سيارة الإسعاف، لكنه بحث عن طفليها ولم يجدهما، فأخبره أحد الشهود بأنه تم نقل طفلين مصابين إلى المستشفى الإندونيسي.
حالة كبيرة من الجزع والذهول سادت أوساط المواطنين سواء من أقرباء الضحايا أو غيرهم، والذين بدورهم استنكروا قصف تجمع كبير للنساء والأطفال، سواء من وصل للمراجعة في العيادة أو في الجمعية.
"أبو فادي" أحد السكان المحليين قال: "أخبرنا القائمون على الجمعيتين الخيريتين بعدم دعوة المستفيدين لاستلام المخصصات المالية دفعة واحدة، ويجب إيجاد طريقة أخرى لمساعدتهم، بعيداً عن زيادة الاكتظاظ في المكان.
وأضاف: "مئات المراجعين يأتون إلى هنا يومياً، سواء من مستفيدي الجمعيتين أو من المرضى الذين يحضرون لتلقي العلاج، كذلك الذين يحضرون لملء جالونات المياه، فضلاً عن العدد الكبير من المارة والسكان المحليين، الذين يتواجدون في المكان الأكثر اكتظاظاً في المخيم".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق