"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان المتصاعد على القطاع - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب محمد الجمل:


واصلت "الأيام" رصد وتوثيق مشاهد جديدة من العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منها مشهد بعنوان: "هل بدأ الهجوم الكبير على قطاع غزة؟"، ومشهد آخر يرصد تداعيات التلوث الكبير على مياه الشرب في القطاع، ومشهد ثالث جاء تحت عنوان: "أطفال يشتهون الطعام المفقود".

 

الهجوم الكبير
شهدت الأوضاع الميدانية في قطاع غزة سلسلة من التطورات الكبيرة والمتسارعة، منذ منتصف الأسبوع الماضي، تمثلت في تكثيف الغارات الجوية، والهجمات البرية، والقصف المدفعي على بعض المناطق في القطاع.
وبات واضحاً أن مسرح التصعيد الجديد ينحصر حالياً في شمال القطاع وجنوبه، خاصة بلدتي بيت لاهيا وجباليا ومخيمها شمالاً، وشرق خان يونس حتى وسطها، وكذلك شمال المحافظة حيث تقع بلدة القرارة جنوباً.
وتسببت الهجمات العنيفة على تلك المناطق بسقوط ما يزيد على 400 شهيد، وأكثر من 1000 جريح في عدة أيام، عدا الدمار والخراب الواسعين، وإجبار مواطنين على النزوح باتجاه مناطق أخرى.
بينما بدأت الدبابات والقوات البرية بالتحرك في بعض المناطق، خاصة شمال قطاع غزة، ومنطقة القرارة جنوباً، وسط توقعات بتوسيع العمليات البرية في الأيام المقبلة.
وأكد الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في غزة، أن ما يحدث في قطاع غزة مجازر وجرائم، وأن الاحتلال يُدمر ويحرق الأرض في مناطق متفرقة من القطاع، ويهدف إلى تهجير مَن تبقى من سكان.
بينما توقع المحلل السياسي الدكتور طلال أبو ركبة، أنه في حال فشلت إسرائيل بفرض أجندتها التفاوضية، وعدم استجابة فصائل المقاومة للصيغ التي تطرحها، فإنها ستذهب باتجاه عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة، تهدف إلى احتلال أراضٍ والسيطرة عليها بشكل دائم، كما حدث في رفح، وربما اجتياح مناطق لم تدخلها من قبل، مثل مخيمات وبلدات وسط القطاع.
وكان مسؤولون عسكريون إسرائيليون، أكدوا أن أحد أسباب الهجمات الواسعة في قطاع غزة، هو الاستعداد لدخول القوات البرية والمدرعات في حال تنفيذ عملية "عربات جدعون".
وأفاد موقع "يديعوت أحرونوت"، نقلاً عن المسؤولين العسكريين، بأن القصف المكثف يأتي وفقاً للخطط التي قدمها الجيش الإسرائيلي، والتي وافقت عليها القيادة السياسية بالفعل، من أجل التمهيد لدخول القوات.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ بالسيطرة على مناطق في قطاع غزة ضمن ما وصفها بخطوات افتتاحية لعملية عسكرية موسعة تحت اسم "مركبات جدعون".
وأشار إلى أن الغارات الجوية المكثفة خلال اليومين الأخيرين، والتي أسفرت عن استشهاد مئات الفلسطينيين، حسب تقارير من القطاع، تُعد تصعيداً في الضغط في إطار المفاوضات بشأن صفقة لإعادة المحتجزين الإسرائيليين.

 

ارتفاع نسب تلوث المياه
ما زال النازحون في قطاع غزة يعانون ويلات النزوح والحرب، ويواجهون الجوع والمرض والموت بشكل يومي.
ونتيجة للحصار والعدوان، زادت نسب تلوث مياه الشرب بصورة غير مسبوقة، وهذا نجم عنه إصابة عشرات الآلاف من النازحين بأمراض مرتبطة بتلوث المياه.
ووفق وزارة الصحة في قطاع غزة، فإن ارتفاع نسبة عينات المياه الملوثة عن 25% في قطاع غزة، وتلوث المياه، أدى إلى انتشار العديد من الأمراض بين المواطنين.
وبينت الوزارة أن 90% من الأسر تُواجه انعدام الأمن المائي، ودخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يزيدان من الاحتياج للمياه خاصة مياه الشرب.
وأكدت الوزارة أن التجمعات السكانية في أماكن النزوح تُعاني من أوضاع كارثية، نتيجة عدم توفر مصادر المياه، مشيرة إلى أن 90% من محطات التحلية خرجت عن الخدمة تماماً، وأكثر من 80% من محطات الصرف الصحي توقفت عن العمل، ما يزيد نسبة تلوث مياه البحر، وقالت، إن الحُفر الامتصاصية المخصصة للصرف الصحي تزيد من الخطورة على الخزان الجوفي.
من جهته، قال رئيس قسم مراقبة المياه والصرف الصحي في وزارة الصحة، سعيد العكلوك، إن لجوء المواطنين للحفر الامتصاصية للتخلص من المياه العادمة، يُعد سلوكاً اضطرارياً له عواقب وخيمة على الصحة العامة، والنظام البيئي برمّته، ويهدّد بانتشار واسع للأوبئة والأمراض، خاصة في ظل غياب الرقابة بالكامل على الآبار الزراعية التي يعتمد عليها النازحون، وعدم وجود مواد التعقيم، مثل الكلور الضروري لتطهير وتعقيم المياه.
وقدّر خبراء وجود أكثر من 350 ألف حفرة فوق هذا الخزان، في تربة رملية شديدة النفاذ للمياه، ما يعني وصول أكثر من 10 ملايين لتر مياه عادمة غير معالجة لهذا الخزان، واختلاطها بشكل كامل مع المياه الجوفية، ونشر تلوث كبير في التربة.
ونتيجة لذلك زادت الأمراض المُرتبطة بتلوث المياه بين النازحين، منها أمراض معوية، وبكتيرية، وإصابة بالطفيليات المعوية، التي تنمو في المياه الملوثة، وهذا زاد الضغط على المنظومة الصحية المُنهكة أصلاً، حيث يصل إلى المستشفيات والمراكز الصحية آلاف المرضى يومياً، طلباً للعلاج.

 

أطفال يشتهون الطعام
نام الطفل مصطفى عبد السلام ودموعه على خديه، بعد أن ألح على والده ليوفر له بيضة واحدة يأكلها، فلم يتذوق البيض منذ أكثر من 70 يوماً.
ووفق والد مصطفى، فإن أبناءه طلبوا منه الكثير من الأطعمة المفقودة في السوق، مثل الفواكه، والبيض، واللبن، والدجاج، ويحاول دائماً أن يشرح لهم الأمر، لكن رغبتهم في تناول هذه الأكلات تغلبهم، ويعبرون عن ذلك بالكثير من البكاء.
وأوضح أن الأصناف التي يأكلها أبناؤه تكاد تكون متشابهة بشكل يومي، وهي لا تخرج عن دائرة المعلبات وخبز العدس والمعكرونة، وأحياناً القليل من الزعتر، الذي بات نادراً في قطاع غزة.
وأشار إلى أن الأطفال يعانون من تبعات الحصار المشدد، وهذا الأمر أثر عليهم جسدياً من خلال حرمانهم من مُغذيات رئيسة، ونفسياً إذ يعانون من الحرمان.
بينما قال المواطن أسامة عليان، إنه راقب طفلتيه من بعيد خلال لعبهما، وقد أعدتا ما يشبه سفرة الطعام، ووضعتا حجارة صغيرة، وقوالب من الطين، وقالت إحداهما: "هذا طبق بيض، وهذه دجاجة مُحمّرة، وهذا الطبق فيه الفواكه نأكلها بعد الغداء".
وأضاف: في اليوم التالي سمعت إحداهما تقول لوالدتها: "لقد حلمت أني أمام سفرة كبيرة، بها دجاج، وبيض، ولبن، وفواكه، وقبل أن آكل منها قصف اليهود المكان، وطار الأكل بعيداً..".
وأكد أن ما يحدث ظلم كبير للأطفال، فالكبار يحتملون الجوع والحرمان، لكن ما ذنب الأطفال كي يعيشوا هذه الأهوال، ويعانوا كل هذا الحرمان، مطالباً دول العالم بالتحرك لرفع الحصار، وإيصال الطعام للأطفال، ووقف الظلم الكبير الذي تُمارسه إسرائيل على شعب بأكمله.
ووفق الخبير الزراعي المهندس نزار الوحيدي، فإن عدم تناول الأطفال الفواكه والخضار التي تحتوي على فيتامينات A-B-C، وسكر اللاكتوز المتوفر في الفواكه، يعتبر أمراً كارثياً، فهذه العناصر الغذائية شديدة الأهمية للأطفال من أجل بناء أجسادهم، ومنحهم سُبل الحياة، ونقصها يؤدي إلى عواقب كارثية عليهم، قد تصل إلى حد عدم القدرة على إصلاحها مُستقبلاً، ما يعني أن يُعاني الأطفال آثار هذه الكارثة طوال حياتهم.
وفي محاولة لتعميق المجاعة، وفقد الأسواق أصنافاً عديدة من الخضراوات، عمل الاحتلال على تهجير مزارعي وسكان مناطق جنوب محافظة خان يونس، مثل "قيزان النجار، وقيزان رشوان، والمنارة، والسلام"، وحرم قطاع غزة من كميات كبيرة من الخضراوات، التي كانت تصل من تلك المناطق، كما واصل سيطرته على أراضٍ زراعية جنوب وشرق وشمال القطاع، ومنع زراعتها.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق