عاجل

هكذا دمّر الاحتلال آخر الصروح الطبية شمال غزة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب عيسى سعد الله:


منذ بداية عدوانه على قطاع غزة، في السابع من تشرين الأول 2023، عمل جيش الاحتلال على تدمير الصروح الطبية والصحية في قطاع غزة بشكل ممنهج ومدروس، استهله بتدمير المراكز والعيادات الصحية والمستشفيات الأهلية الصغيرة والمتوسطة، قبل أن يُجهز على مستشفى الشفاء أكبر مستشفى في فلسطين وفي القطاع بشكل خاص، ويدمره بشكل كامل، ويخرجه عن العمل حتى اللحظة.
ولم يكتفِ الاحتلال بإخراج هذا العدد الكبير من المستشفيات بل قام، وبشكل متزامن، بتدمير وإخراج ما تبقى من مستشفيات أخرى في محافظتي غزة والشمال، مستثنياً مستشفى المعمداني وسط مدينة غزة، حيث لم يشفع له أنه الوحيد الذي بقي قائماً ويقدم الخدمة الجراحية المتواضعة لأكثر من مليون ونصف المليون مواطن، يسكنون محافظتي غزة والشمال، حيث قامت قوات الاحتلال، وبشكل غادر في ساعة مبكرة من فجر أمس، بقصفه بعدة صواريخ، ما أدى إلى تدمير قسمي الجراحة والاستقبال والطوارئ وإخراجه عن الخدمة الكلية، ليعيش المليون ونصف المليون مواطن في غزة دون مستشفيات أو غرف عمليات.
ولم يتبقَ لهؤلاء المواطنين إلا غرفتا عمليات متواضعتان في مبنيين صغيرين على أنقاض مستشفيي الشفاء والإندونيسي.
وأصيب المواطنون والكوادر الطبية في غزة والشمال، وممثلو المؤسسات الأجنبية والدولية بحالة هلع وقلق وصدمة، بعد إخراج المنظومة الصحية في المحافظتين بالكامل عن العمل.
وباتت احتمالية وفاة المرضى والجرحى في هاتين المحافظتين مرتفعة جداً بسبب غياب المنظومة الجراحية، حيث كان السكان يعتمدون على مستشفى المعمداني الذي شهد أعمال توسيع مؤخراً، ليستوعب الأعداد الكبيرة من الجرحى الذين يصلون يومياً بالعشرات وأحياناً بالمئات، بسبب اشتداد العدوان، خاصة في الأحياء الشرقية والجنوبية لمدينة غزة.
وفي ظل صعوبة التحرك بين محافظتي غزة والشمال ومحافظة الوسطى حيث يوجد مستشفيا شهداء الأقصى والأوروبي في خان يونس، يصبح اعتماد المواطنين على المستشفيات داخل نطاق المحافظتين أكبر.
وفي أعقاب الإنذار القصير المسبق لقصف المستشفى افترش مئات المرضى والجرحى الشوارع المحيطة بالمستشفى والأزقة وسط صرخات وصيحات الجرحى ومرافقيهم.
ولم يجد هؤلاء الجرحى مكاناً يلجؤون إليه، كما هو الحال مع المواطن محمود نبهان المرافق لأحد الجرحى، والذي يعاني أوضاعاً صحية صعبة.
واضطرت سيارات الإسعاف لنقل بعض الجرحى وتوزيعهم على بعض المراكز الصحية والعيادات الأولية في حي الشيخ رضوان.
ولا تستطيع الأقسام الجديدة، التي رممتها وزارة الصحة والمؤسسات الخيرية على أنقاض المستشفيات المدمرة في مدينة غزة، استيعاب الكثير من المرضى والجرحى بسبب محدودية إمكاناتها وامتلائها بالمرضى والجرحى.
ووصف المسؤول في وزارة الصحة بغزة منير البرش، استهداف الاحتلال مستشفى المعمداني بالجريمة النكراء، محمّلاً المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، المسؤولية عن هذه الجريمة بسبب دعمها المطلق لإسرائيل.
وقال البرش إن استهداف المستشفى سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الشهداء والوفيات في صفوف المرضى الذين يعانون من الأمراض العادية. وطالب العالم بالتدخل العاجل لحماية المستشفيات من آلة الحرب الإسرائيلية.
وأعاد قصف الاحتلال مستشفى المعمداني إلى أذهان المواطنين مشاهد تدمير الاحتلال مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع، أواخر العام الماضي، ومشاهد اعتقال الكوادر الطبية.
ويعتبر مستشفى المعمداني من أقدم المستشفيات في قطاع غزة، ويقع في وسط مدينة غزة وأكثر أحيائها كثافة على الإطلاق، ويجاور إحدى أهم كنائسها، ومقابرها الإسلامية والمسيحية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق