رجال الأمن في الحرمين.. جهود استثنائيَّة وإنسانيَّة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة
بعد مجهود استثنائيٍّ وإنسانيٍّ خلال شهر رمضان، يدخل رجال الأمن بالحرمين الشَّريفين موسمًا جديدًا للحجِّ، لا يقتصر دورهم فيه على حفظ الأمن والنظام، بل يتعدَّاه إلى تقديم المساعدة والدعم الإنسانيِّ، وتيسير حركة الزوَّار، وضمان أداء مناسكهم بكلِّ سهولة، وهو الأمر الذي جعلهم محطَّ أنظار وتقدير العالم، لاسيَّما على صعيد إدارة الحشود.في البداية، قالت الدكتورة مي بنت عبدالله المصيبيح (أستاذة التشريح المقارن المعاون بكليَّة العلوم جامعة جدَّة): يعمل رجال الأمن بتنسيق تام مع مختلف الجهات الحكوميَّة والخاصَّة؛ لضمان تقديم خدمات متكاملة للحجَّاج والمعتمرِينَ، كما يسهمُونَ في تيسير أداء المناسك للحجَّاج والمعتمرِينَ بروحٍ من المسؤوليَّة والاحتساب، وكفاءتهم الرفيعة تظهر في التعامل الرَّاقي، والتَّعاون الدائم مع الزوَّار.

من جانبها أكَّدت عزيزة العمر السبيعي، أنَّ مهمَّة رجال الأمن عظيمة في تنظيم حركة الحشود داخل المسجد الحرام والمسجد النبويِّ؛ ممَّا يضمن إنسيابيَّة الحركة، ويقلِّل من الازدحام، كما يشاركون في تنظيم حركة المرور حول الحرمين الشَّريفين؛ ممَّا يساهم في تقليل الحوادث، وتسهيل عملية وصول الحجَّاج إلى أماكن إقامتهم، وأداء مناسكهم بكلِّ يُسرٍ.

كما يساعدُونَ الحجَّاج التَّائهين في إيجاد طريقهم، ويقدِّمُون الدَّعم لكبار السنِّ، وذوي الهمم «الاحتياجات الخاصَّة»، سواء من خلال حملهم، أو توفير وسائل الرَّاحلة لهم، كما يشاركون في تقديم الإسعافات الأوَّليَّة، وتوفير المياه المثلَّجة، والعصائر؛ لتخفيف حرارة الجوِّ الشَّديدة، وغايتهم حفظ الأمن، وترتيب الجموع في فضاءات الحرم.

استخدام التكنولوجيا الحديثة

وتتَّفق في الرَّأي حصة بنت إبراهيم الديولي (معلِّمة متقاعدة) قائلةً: إنَّ استخدام رجال الأمن التكنولوجيا المتقدِّمة، يجعل تجربة الحجِّ والعُمرة أكثرَ يُسرًا وأمانًا، وذلك من خلال التَّوسُّع في استخدام كاميرات المراقبة، والطائرات بمختلف أنواعها؛ لرصد عدد الحجَّاج والمعتمرِينَ، وتحديد أماكن الازدحام لسرعة اتِّخاذ القرارات.

كما تظهر جهودهم الملموسة في تطبيق الإجراءات الوقائيَّة؛ للحفاظ على سلامتهم وإرشاد التَّائهين.

وقالت المهندسة عهود بنت أحمد (منسقة مشروعات): أشعرُ بالفخر وأنا أرى رجال الأمن يبذلُونَ جهودًا استثنائيَّة في خدمة ضيوف الرَّحمن، وذلك بتفانيهم، وصبرهم في الزحام، ورحمتهم بالمسنِّين والأطفال، عاكسين أروع صور الإنسانيَّة.

وقالت وفاء بنت جواد الرمضان (مدرِّسة لُغة إنجليزيَّة متقاعدة): رجال الأمن -دائمًا- يضعُونَ نصب أعينهم ضيوف الرَّحمن، وقوله تعالى: «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ» (التوبة: ١٠٥)، وهنيئًا لهم الأجر العظيم من ربِّ العالمِينَ على توفير الأمن والطمأنينة لضيوف الرَّحمن؛ ليؤدُّوا مناسكهُم بكلِّ يُسرٍ وسهولةٍ.

وأوضحت الدكتورة معصومة بنت عبدالمحسن العبدالرضا (نائب رئيس جمعيَّة رحماء لكبار المسنِّين)، وإلهام بنت راضي الجبارة: لا يخفى عن القاصي والدَّاني، دور المملكة المحوري في قيادة الثقل الإسلاميِّ في العالم، وكم شُهد لرجال الأمن بحُسن المعاملة، وسرعة الاستجابة، وحكمة احتواء الأزمة في أصعب الظروف وأحلكها.

ويؤسفنا الظَّواهر الدَّخيلة التي بِتْنا نراها -مؤخَّرًا- من التَّجاوز عليهم، والتقليل من شأنهم، فإنْ تُرك الجاني يفعل ما يقوِّض النِّظام، حُوسب رجل الأمن، ووقع عليه اللَّوم، وإنْ دافع عن نفسه أُتُّهم بسوء الظنِّ، وهذا ما لا يجوز أنْ يسمح بحدوثه في بيوت الله، تحت أيِّ ظرف.

وقالت الدكتورة إلهام عبدالله ريس (عضو هيئة التَّدريس بجامعة أُمِّ القُرَى)، ويوسف بن علي الطريفي (مدير عام شركة الطريفي): لم يقتصر دور رجال الأمن على صون الأمن، وتسهيل حركة المرور -فقط-، بل ظهر في تفانيهم، من خلال مساعدة الصَّغير، والكبير، والعاجز، ومد يد العون للمحتاجِينَ، وإرشاد التَّائهِينَ، وسقاية ضيوف الرَّحمن بالماء والعصائر، ورشِّ رذاذ المياه الباردة فوق رؤوس ضيوف الرَّحمن عند اشتداد حرارة الشَّمس.

جنسيَّات ولُغات وثقافات مختلفة

وقالت الدكتورة لمياء بنت عبدالمحسن البراهيم: لا يمكن الكلام عن خدمة الحرمين الشَّريفين، دون الوقوف بإكبار أمام ما يقدِّمه رجال الأمن من جهود يوميَّة مضنية، تتخطَّى التصوُّر التقليديَّ للعمل الأمنيِّ، لتلامس أبعادًا إنسانيَّةً وتنظيميَّةً معقَّدةً، في ظلِّ الازدحام الهائل، وتنوُّع خلفيَّات وثقافات الحجَّاج والمعتمرِينَ، ومن الضروريِّ أنْ نتذكَّر أنَّ رجل الأمن في الحرمين، لا يعمل في بيئة مكتبيَّة، أو خلف الشَّاشات، بل في صميم الزَّحام، وسط أجسادٍ مُنهكة، وطلبات متكرَّرة.

وقال معتصم العقيلي، وعائض الدهاس: الخدمات الجليلة، التي يقدِّمها رجال أمننا، تنبع من أخلاقٍ تربُّوا عليها، ومحبَّةٍ، وتمسُّكًا بمقاصد ديننا الحنيف، وتعظيمًا لشعائر الدِّين، ولا شكَّ أنَّ إدارة الحشود الهائلة في موسمَي الحجِّ والعُمرة، عملٌ ليس بالهيِّن اليسير، بل مدعاةٌ للفخر والاعتزاز الكبير بهذا الوطن، ورجال أمنه.

وقال الكاتب والمستشار الصحفي محمد عبدالعزيز الصفيان، وفارس بن يوسف الدعيلج (المدرب والمستشار): الجنود البواسل، الذين يُوجدون في هذه الأماكن المقدَّسة، لا يهدفُونَ -فقط- إلى تأمين الحجيج، بل يعملون بلا كللٍ أو مللٍ على توفير بيئةٍ آمنةٍ ومطمئنةٍ لكلِّ مَن يتوافد إلى هذه البقعة المباركة.

وتتجلَّى الجهود الأمنيَّة في تنظيم الحشود بطريقة سلسةٍ وفعَّالةٍ؛ ممَّا يتيح للحجَّاج والمعتمرِينَ أداء مناسكهم بيسرٍ وسهولةٍ. وقد برزوا كصنَّاع إنجاز حقيقيٍّ، لا بالكلمات والشِّعارات، بل بالفعل الميدانيِّ الحيِّ.

وقد استحقَّت المملكةُ -بهذا التنظيم المُذهل- أنْ تنالَ احترام العالم، وأنْ تكون نموذجًا يُحتذَى في كيفيَّة الجمع بين الأمن والرَّحمة، وبين النظام والإنسانيَّة.

صورة مشرِّفة

وقالت الدكتورة منيرة بنت محمد البيشي: عندما نشاهد صور رجال الأمن، وهم يضمُّون طفلًا تائهًا، أو يساعدُونَ حاجًّا مُرهقًا، أو ينظِّمُون الحشود بابتسامةٍ وهدوءٍ، ندركُ أنَّ هذه المهمَّة ليست وظيفة فقط، بل رسالة سامية يؤدُّونَها بكلِّ فخرٍ.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق