بيروت - وكالات: أعاد الرئيس محمود عباس في مستهل زيارته إلى لبنان أمس تأكيد الموقف الفلسطيني بشأن الوجود الفلسطيني في لبنان.
وأكد الرئيس بعد لقاء ثنائي مع نظيره اللبناني جوزف عون، بعد ظهر أمس، أن الفلسطينيين في لبنان لن يكون لديهم أي نشاط خارج إطار القانون اللبناني.
وفي مستهل اللقاء الموسع لأعضاء الوفدين كرر الرئيس عباس عن الفلسطينيين في لبنان "ما يعلنه دائماً من أنهم ضيوف مؤقتون، وليس لديهم لا رغبة ولا رأي ولا موقف ينادي بحمل السلاح فيه"، مؤكداً أنهم "في ظل الحكومة اللبنانية ولن يكون لديهم أي نشاط خارج إطار القانون اللبناني والشرعية اللبنانية".
وأكد الرئيس أن "شعبنا الفلسطيني في لبنان، هو ضيف مؤقت إلى حين عودته لوطنه فلسطين، وأن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين هي تحت سيادة الدولة والجيش اللبناني، ونؤكد على موقفنا السابق، بأن وجود سلاح المخيمات خارج إطار الدولة، هو إضعاف للبنان، ويتسبب بالضرر للقضية الفلسطينية أيضاً، وأننا مع لبنان في تنفيذ التزاماته الدولية والحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته".
وأوضح الرئيس أن "ما يهم الجانب الفلسطيني هو وحدة لبنان وسيادته على أراضيه"، معرباً عن "أمنيته في عدم تدخل أي طرف خارجي في الشؤون الداخلية اللبنانية، لكي يحيا لبنان حراً من أي تعديات إسرائيلية، ويبقى منارة في قلب العالم العربي".
وثمن الرئيس "مواقف لبنان الشقيق، رئيساً وحكومة وشعباً، الداعمة لحقوق شعبنا المشروعة وقضيته العادلة في المحافل الدولية كافة، وأن الشعب الفلسطيني يقدر عالياً كل التضحيات الجسام التي قدمها لبنان دولة وشعباً للقضية الفلسطينية، وتحمل تبعاتها منذ النكبة في العام 1948 وإلى يومنا هذا".
وأعرب الرئيس عن "اعتزازه الكبير بالعلاقات الأخوية التاريخية التي تجمع بين فلسطين ولبنان، مؤكداً حرصه على تطويرها والارتقاء بها لمواجهة التحديات الراهنة، ولما فيه مصلحة للبلدين والشعبين الشقيقين".
وبحث الرئيسان خلال الاجتماع عدداً من الملفات المتعلقة بالشأن الفلسطيني وأوضاع أبناء الشعب الفلسطيني اللاجئين في لبنان، وسبل توفير الحياة الكريمة لهم تحت سيادة القانون اللبناني لحين عودتهم إلى أرضهم ووطنهم، عند تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، بعاصمتها القدس الشرقية.
وأطلع الرئيس، نظيره اللبناني على آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة جماعية، وحصار وتجويع، خاصة في قطاع غزة.
وجدد التأكيد على أن "الأولوية الآن لوقف الحرب على شعبنا، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، والانسحاب الكامل للاحتلال من قطاع غزة، ووقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية التي تنتهك القانون الدولي، وإطلاق عملية سياسية تبدأ وتنتهي في مدة زمنية محددة، لتنفيذ حل الدولتين، وتجسيد الدولة الفلسطينية على أرض دولة فلسطين، والاعتراف الدولي بها وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية".
وشدد الرئيس على "ضرورة تمكين دولة فلسطين من تولي مسؤولياتها المدنية والأمنية في قطاع غزة، وأن يكون السلاح فقط بيد الدولة"، مؤكداً أن "القطاع جزء لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين، والتي هي صاحبة الولاية السياسية والقانونية عليه كباقي الأرض الفلسطينية".
وجدد الرئيس التأكيد على مواصلة العمل من أجل توحيد الصف الفلسطيني على أساس الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، وعلى أساس برنامجها السياسي، والشرعية الدولية، ومبدأ النظام الواحد والقانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد.
من جهته، رحب الرئيس اللبناني عون بالرئيس عباس والوفد المرافق، مشيراً إلى أن "لبنان أعطى الكثير للقضية الفلسطينية، وهو لا يزال إلى جانب أحقيتها، كما أنه يؤيد القرارات العربية كافة ذات الصلة إضافة إلى تأييده مبادرة السلام العربية الصادرة عن قمة بيروت في العام 2002".
واعتبر عون أن "ما يحصل في غزة غير مقبول إنسانياً، وما من دين ولا طائفة ولا أي إنسان يمكن أن يقبل بما يجري فيها، وحتى التاريخ العسكري الحديث لا يمكنه أن يستوعب ذلك".
وقال الرئيس عون: "إننا في لبنان نعترف بالسلطة الفلسطينية، ونوافق على ما توافق عليه هذه السلطة"، معلناً أنه "سيتم تشكيل لجنة من الجانب اللبناني، ولجنة فلسطينية مماثلة للعمل بهدوء لحل المسائل العالقة كافة، بما يخدم مصلحة لبنان والشعب الفلسطيني".
وأعرب عون عن" ثقته بأن التعاون بين الطرفين سيثمر نتائج إيجابية لكليهما".
وحضر الاجتماع: أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مسؤول الساحة اللبنانية، عزام الأحمد، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، ومستشار الرئيس الخاص ياسر عباس، ومندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، وسفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور.
وأقيم استقبال رسمي للرئيس عباس، لدى وصوله إلى القصر الجمهوري، حيث كان في مقدمة مستقبليه الرئيس اللبناني ، حيث عُزف النشيدان الوطنيان الفلسطيني واللبناني، قبل أن يستعرض الرئيسان حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، ويصافحا كبار المسؤولين من الجانبين.
وكان الرئيس عباس، وصل مساء أمس، إلى العاصمة اللبنانية، في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام، وهي أول زيارة لقائد عربي بعد انتخاب الرئيس عون رئيساً للبنان.
0 تعليق