استهداف نشطاء العمل الخيري يعمّق المجاعة في القطاع - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

غزة - "الأيام": أحبطت قوات الاحتلال ما تبقى من فعاليات للعمل الخيري والإغاثي الإنساني في قطاع غزة، في ظل تصاعد هجماتها المميتة على العاملين والنشطاء فيه.
فقد شهدت الأيام الأخيرة تصعيد قوات الاحتلال استهداف نقاط وفرق العمل الإغاثي، سواء المؤسساتي أو الفردي، وقتل عدد كبير من النشطاء والأفراد في كافة محافظات القطاع الخمس.
ولم يسلم من الاستهداف العاملون في مجال الطبخ الميداني وتقديم الوجبات الساخنة في الشوارع ومخيمات النازحين، والعاملون في توزيع مياه الشرب وغيرهم من العاملين.
وأدى تصاعد هذه الهجمات إلى توقف العمل الإغاثي بشكل شبه كامل، سواء على صعيد العمل المؤسساتي أو الأفراد الذين يستميتون في تقديم المساعدات، تحديداً لعشرات آلاف النازحين الذين يتدفقون يومياً وينزحون في ظروف غاية في القسوة، من مناطق مختلفة في قطاع غزة بسبب العدوان المتصاعد.
ولوحظ اختفاء "التكايا" وعمليات توزيع الطعام في الشوارع التي تضم آلاف الخيام، وكذلك في مراكز الإيواء ما ضاعف من معاناة هؤلاء الذين لا يمتلكون أي شيء سوى خيمة مهترئة.
كما حالَ التصعيد الإسرائيلي دون توصيل إمدادات مياه الشرب النظيفة الملحة إلى شريحة واسعة من المواطنين، سواء في منازلهم أو للنازحين في الخيام بسبب القصف، وخروج الكثير من محطات التحلية عن العمل، خاصة العاملة في شمال غزة، بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية لجميع مناطق الشمال.
وأوضح عاملون في مؤسسات إغاثية ومبادرون أنهم قرروا تقليص عملهم بشكل كبير جداً، لتجنب استهدافهم، بعد استهداف نظرائهم وقتل عدد كبير منهم، وآخرهم كان استهداف وقتل سبعة نشطاء كانوا يعملون على حفر بئر للمياه لخدمة عشرات آلاف المواطنين في منطقة جباليا.
وأوضح هؤلاء في أحاديث منفصلة مع "الأيام" أن جميع العاملين في العمل الإغاثي أصبحوا في عين العاصفة ومستهدفين من قبل قوات الاحتلال.
وعبّر هؤلاء عن استهجانهم من إقدام قوات الاحتلال على ضرب العاملين في هذا المجال الإنساني الصرف، متسائلين عن دور المؤسسات الحقوقية والأجنبية العاملة في قطاع غزة في توفير الحماية لهم.
وأشاروا إلى أن حاجة المواطنين في القطاع كبيرة وصعبة، ولا تحتمل توقف العمل الإغاثي بسبب عمليات النزوح الكبيرة، والحصار المطبق، وعدم امتلاك الغالبية العظمى من المواطنين للنقود لشراء وجبة واحدة في اليوم.
ولفتوا إلى أن الأسر والنازحين تحديداً في مخيمات الإيواء يضغطون بقوة من أجل استئناف العمل لإنقاذهم من الموت جوعاً.
وأكدوا أن العمل في هذا المجال أصبح ينطوي على مخاطرة جسيمة، خاصة الذين يقدمون المعونات الغذائية رغم تواضع الكميات والجودة.
وبسبب الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الاحتلال على قطاع غزة منذ أكثر من ثمانين يوماً، تقلصت الإمدادات الإغاثية بأكثر من 95%، بعد توقف مئات "التكايا" والمطابخ المجتمعية عن العمل، مع نفاد المواد الغذائية من مخازن ومستودعات المؤسسات الأممية، لا سيما برنامج الأغذية العالمي، المزوّد الأكبر لهذه المطابخ و"التكايا".
وتقتصر الوجبات الساخنة التي يتم تقديمها لهؤلاء المواطنين، خلال الشهر الأخير، على كميات متدنية من الطعام غير المدعم، الذي يقتصر على أنواع محدودة جداً من الأصناف، لا تتجاوز العدس والمعكرونة والبازيلاء.
ويضطر المبادرون والمؤسسات إلى شراء كميات قليلة من الأسواق بأسعار مرتفعة من أجل توفيرها للمراكز الصحية وتغذية المرضى والجرحى على الأقل.
ونفدت معظم المواد الغذائية من الأسواق، خاصة الطحين والسكر والأرز وزيت الطهي وزيت الزيتون واللحوم والأسماك والبيض والحليب والفواكه، بالإضافة إلى أصناف كثيرة من الخضراوات.
ورغم إعلان الاحتلال عن قراره إدخال كميات محدودة من المساعدات لقطاع غزة إلا أنه ورغم مرور ثلاثة أيام على الإعلان، لم يدخل القطاع إلا عدة شاحنات فقط محمّلة بالأكفان وبعض المكملات الغذائية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق