غزة - "الأيام": يشكّل نفاد وشح قطع الغيار والمحروقات في قطاع غزة تحدياً كبيراً لقطاع المواصلات المنهك والمدمر، وينذر بشلّ الحركة بشكل شبه كامل.
ويواجه السائقون وأصحاب المركبات صعوبات هائلة في العثور على قطع غيار ملائمة لمركباتهم وفي حال عثروا عليها عليهم دفع مبالغ طائلة مقابلها.
وطالت الأزمة جميع أنواع وأحجام السيارات والمركبات، ما أدى إلى توقف الكثير منها عن العمل، ما أدى إلى تفاقم أزمة النقل والمواصلات في القطاع بعد تدمير الاحتلال لأكثر من نصف المركبات خلال عدوانه المتواصل.
وأصبح المواطن يتحمل التكاليف الباهظة لإصلاح أعطال السيارات حيث يضطر السائقون وأصحاب المركبات لرفع قيمة المواصلات والنقل لمستويات جنونية لا يتحملها المواطنون وحتى القطاع التجاري.
وارتفعت أجرة المواصلات والنقل مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب بأكثر من 700% على الأقل، عدا الصعوبات الهائلة التي يواجهها المواطنون بتوفر هذه المواصلات وآليات النقل في مناطق وأوقات كثيرة.
وأوضح ناجي النجار صاحب عدد من المركبات التي تعمل في مجال النقل والمواصلات أن الارتفاع المهول في أسعار ما ندر وتوفر من قطع غيار وكذلك المحروقات أدى إلى تدمير قطاع النقل والمواصلات بشكل كامل.
وقال لـ"الأيام": لم تعد هذه المهنة مجدية لمعظم السيارات بسبب التكاليف الباهظة المترتبة على إصلاح أدنى الأعطال الفنية.
وأشار النجار إلى أن طبيعة الشوارع والطرق المدمرة بغزة بشكل عام تصيب المركبات بأعطال شبه يومية تتطلب إنفاق مئات الشواكل عليها.
واشتكى النجار من الارتفاع الكبير في أسعار زيت المحركات والذي وصل إلى 240 شيكلاً للتر الواحد عدا الارتفاع الكبير في سعر الوقود والذي تجاوز سبعين شيكلاً للتر السولار وأكثر من 300 شيكل للتر البنزين.
وقال إنه قرر تقليص عدد المركبات العاملة لتجنب دفع المزيد من التكاليف لإصلاحها.
فيما تحدث السائق أنس أبو لبدة عن مشكلة أخرى تواجه قطاع السيارات وهي عدم توفر البطاريات الحديثة وانتهاء صلاحية البطاريات المتاحة داخل السيارات.
وأوضح أبو لبدة أن جميع بطاريات السيارات أصبحت خارج الخدمة ويضطر معظم السائقين إلى تشغيل السيارات بنظام الدفع اليدوي.
وحذر أبو لبدة خلال حديث لـ"الأيام" من مغبة توقف معظم السيارات عن العمل خلال الأسابيع القادمة إذا لم تسمح قوات الاحتلال بإدخال البطاريات وزيت المحركات وقطع الغيار على الأقل.
ومنذ بدء العدوان على القطاع في السابع من شهر تشرين من العام 2023 فرضت قوات الاحتلال حصاراً مشدداً على القطاع ومنعت إدخال قطع الغيار وزيوت المحركات كما قامت بتدمير كميات هائلة من ورش إصلاح السيارات.
واضطر المواطنون تحت وطأة الحصار المشدد إلى ابتكار طرق جديدة للتغلب على النقص الحاد في الوقود وزيوت السيارات عبر استخراجه من البلاستيك البالي بعد صهره.
وتمكن هؤلاء من استخراج البنزين والسولار وزيت المحركات ولكن بجودة منخفضة تشكل خطراً داهماً على البيئة ومحركات السيارات كما يقول الميكانيكي مراد بشير الذي حذر من استخدام مثل هذه المحروقات بسبب خطرها على المحركات.
وأوضح بشير لـ"الأيام" أنه لا بديل عن المحروقات الصحيحة وكذلك الزيوت، مشيراً إلى أنه على المدى القصير لا يشعر السائق بخطورة هذه المحروقات على السيارة ولكن سرعان ما تتعرض السيارات لأعطال متتالية وكبيرة تتطلب دفع مبالغ طائلة لإصلاحها في ظل النقص الحاد في قطع الغيار.
وأكد أن النقص الحاد في قطع الغيار طال جميع أنواع السيارات وأحجامها بما فيها الجارفات والشاحنات الكبيرة.
ولم يستبعد أن تخرج أعداد كبيرة من السيارات عن العمل خلال الأيام القادمة، لا سيما مع نفاد جميع أنواع البطاريات وخروج البطاريات الحالية عن العمل.
أخبار متعلقة :