كتب عيسى سعد الله:
في الوقت الذي يموت فيه الغزيون جوعاً، يقف العالم متفرجاً غير آبه بما يجري، رغم التقارير الدولية اليومية التي تصدرها مؤسسات أممية وأجنبية تحذر من الخطر الداهم الذي يواجه مواطني القطاع، بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ أكثر من سبعين يوماً.
وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه الغزيون العالم للتدخل العاجل لإجبار إسرائيل على فتح المعابر وإدخال المواد الغذائية فوراً، طلت الإدارة الأميركية بخطة عقيمة لإدخال المساعدات للقطاع غير مفهومة، تستثني في مضمونها سكان محافظتَي غزة والشمال منها، وتقتصر على التوزيع في أقصى جنوب القطاع عبر أربع نقاط محددة.
ورغم الحاجة المُلحة لسكان قطاع غزة لإدخال المواد الغذائية، إلا أنهم عبّروا عن رفضها كونها تحتاج إلى وقت من أجل تطبيقها، وتستثني نصف سكان القطاع، خاصة القاطنين في محافظتَي غزة والشمال.
واعتبر هؤلاء أن القبول بالخطة على هذا النحو سيشكّل كارثة، وسيؤدي حتماً إلى عزل المحافظتين كما كان الحال قبل التهدئة الأخيرة، التي تنصلت منها إسرائيل.
وحذر عدد كبير من المواطنين، خلال تفاعلات لهم عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال أحاديث منفصلة مع "الأيام"، من مغبة القبول بالخطة، كونها تشكّل مقدمة لفصل محافظات القطاع، وتفريغ محافظتَي غزة والشمال من السكان، ودفعهم للنزوح إلى منطقة رفح التي من المفترض أن تقام على أراضيها نقاط التوزيع الأربع، كما تنص الخطة الأميركية والتي لم تنشر كامل تفاصيلها بعد.
وكانت صحف أميركية نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم: إن الخطة تستثني سكان محافظتَي غزة والشمال.
ومن ضمن تفاصيل الخطة أنها ستقتصر في المراحل الأولى على تقديم المساعدات المحددة جداً لمليون ومئتي ألف مواطن فقط، أي نصف عدد السكان، والمقصود منهم حسب سكان القطاع هم مواطنو غزة والشمال.
ودعا مواطنو هاتين المحافظتين إلى رفض الخطة إذا لم تطل كل السكان في مناطقهم، وإدخال كل ما يلزم من احتياجات، لا سيما الدواء والغذاء والألبسة وغيرها من المستلزمات الضرورية للحياة.
وقال المواطن سائد الأدهم: إن القبول بالخطة يعني التسليم بخطة فصل محافظتَي الشمال وغزة عن باقي القطاع، ومن ثم تهجير سكانه إلى الجنوب كما حدث في بداية العدوان، عندما أجبرت آلة الحرب الإسرائيلية والحصار نحو ثلثي السكان على النزوح جنوب وادي غزة.
ودعا إلى مقاطعة الآلية الجديدة لدفع الاحتلال على فتح المعابر أمام انسياب السلع والمساعدات كما كان عليه الحال قبل إغلاق الاحتلال الأخير للمعابر.
فيما أكد المواطن محمود حمدان أن اقتصار توزيع المساعدات على منطقة رفح سيدفع آلاف المواطنين للنزوح هناك بعد نفاد المواد الغذائية لديهم.
وأشار حمدان إلى أنه، بعد اطلاعه على ما نشر من مضمون الخطة الأميركية، لا يوجد بها ما يفيد المواطنين أو يخفف من وطأة المجاعة، كونها تقتصر على مناطق معينة.
من جهته، قال التاجر إبراهيم السرساوي: إن الخطة الأميركية، في حال تطبيقها، ستؤدي إلى انهيار القطاع التجاري، وستجعل سكان القطاع متسولين يقضون جل وقتهم يصطفون في طوابير فوضوية طويلة من أجل الحصول على بعض المساعدات.
وشدد، خلال حديث مع "الأيام"، على ضرورة رفض الخطة من كل القطاعات الشعبية والرسمية وعدم التسليم بها كأمر واقع.
بدوره، قال المتحدث باسم "اليونيسيف" في فلسطين: إن الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثي مع عدم دخول المساعدات لأكثر من شهرين.
وأشار خلال تصريحات صحافية إلى أن الحصول على مياه الشرب أصبح حلماً في قطاع غزة، مبيناً أن 90% من سكان القطاع يعانون من أجل الحصول على مياه صالحة للشرب.
أخبار متعلقة :